فريد زكريا: أزمة أوكرانيا أظهرت كيف تصرفت أمريكا بشكل صحيح
كتبت – سارة عرفة:
قال الكاتب الأمريكي فريد زكريا إن واشنطن لعبت دورها في عالم متغير بشكل صحيح.
وأضاف زكريا، في مقاله الأخير بصحيفة ''واشنطن بوست'' الأمريكية، أن صفحات الرأي امتلأت على مدى الأسابيع القليلة الماضية، بـ''حكمة مثيرة للجدل''، مفادها أن الولايات المتحدة في تراجع وأن هذا سيسبب عواقب مرعبة حول العالم.
وأشار إلى ما ذكره الكاتب ريتشارد كوهين في ''الواشطن بوست'' أن هناك أشياءً فظيعة تحدث في العالم على رأسها سوريا، ملقيا باللوم على الرئيس أوباما، مضيفا (كوهين) ما اعتبره مقياسا جيدا مثل المساعي نحو الانفصال في اسكتلندا وإقليم كاتالونيا.
ونقل زكريا عن كوهين قوله إن أوباما رفض أن يكون ''شرطي العالم''.
وأشار زكريا إلى ما ذكره نيل فيرجسون في صحيفة وول ستريت جورنال أن الخطر الأعظم هو ما أسماه ''التفتق الجيولوتيكي''، وأورد فيرجسون دليلا على سياسات أوباما ''التدميرية'' في أن الكثير من الناس ماتت في ''الشرق الأوسط الكبير''، تحت في ظل رئاسة أوباما أكثر منع في رئاسة جورج دبليو بوش.
وقال ذكريا إن هناك اختلافا بين الحالتين، ففي عهد بوش ارتفعت حصيلة الضحايا نتيجة حرب العراق التي بادرت بها إدارة بوش، بينما في ظل رئاسة أوباما، ارتفعت أرقام القتلى بسبب الحرب في سوريا والتي نأت إدارة أوباما بنفسها عنها، مضيفا أنه لو تم اتباع هذا المنطق فإن بوش مسؤولا عن موت عشرات الآلاف في السودان والكونغو خلال توليه رئاسة أمريكا.
وأشار إلى أن معظم الانتقادات كتبت قبل سقوط الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش، لذا فإنهم رأوا في أوكرانيا نموذجا لضعف وزيف إدارة أوباما.
وأكد فريد زكريا أن الأحداث في أوكرانيا، أظهرت كيف أن العالم تغير وكيف أن قيادة الولايات المتحدة للعالم تمت ممارستها على نحو أفضل في الحقبة الجديدة.
وأوضح أن الولايات المتحدة لم تكن اللاعب الأهم في الأزمة الأوكرانية، مشيرا إلى أن أوكرانيا أرادت أن تنضم للاتحاد الأوروبي، بما كان يتطلب اتخاذ مجموعة من القرارات الحاسمة ستؤثر على مصير كييف، وهو الأمر الذي أحبط واشنطن من الدبلوماسية البطيئة التي انتهجها الاتحاد الاوروبي، وبسببها وجهت مساعدة وزير الخارجية فيكتوريا نولاند انتقادات لأوروبا عبر الهاتف.
وذكر الكاتب الأمريكي من أصل هندي، أن العمل من وراء ستار، ضمن لإدارة أوباما أن تكون القصة ليست من ضمن خطط أمريكا للاستيلاء على أوكرانيا من روسيا، أكثر منها عن رغبة الشعب الأوكراني في الاتجاه ناحية الغرب، وتابع:'' الآن، بإمكان الولايات المتحدة أن تعلب دورا محوريا في المساعدة على ردع روسيا من الوقوف في وجه طموحات الشعب الأوكراني، وهذا يتطلب بعض الحزم، وفي نفس الوقت مفاوضات حريصة، وليست ثابتة''.
ولفت زكريا إلى أن العالم ليس في حالة اضطراب عظيم، إنه يعيش في أغلبه في سلام، إلا في منطقة واحدة تعيش عدم استقرار ''الشرق الأوسط العظيم''، تلك المنطقة التي بقت غير مستقرة لأربعة عقود على الأقل، مشيرا إلى حرب الأيام الستة (نكسة يونيو 67، وحرب أكتوبر والحرب الأهلية اللبنانية، وحرب العراق وإيران، وحرب الخليج، وحرب العراق، والحرب الأهلية في السودان، وحروب أفغانستان، والآن الخرب الأهلية في سوريا، مضيفا أن إدارة أوباما لم توقف بطريقة سحرية هذه الدرب من الاضطرابات، حسب تعبيره.
وأشار إلى أن المفارقة في أن الكاتب فيرجسون، هو مؤرخ اقتصادي كبير، لم يذكر إطلاقا أن مشروعات إدارة أوباما التجارية الطموحة في أسيا وأوروبا، مشيرا إلى أن المبادرة التجارية هي أهم مبادرة خرجت من جانب واشنطن منذ عقدين من الزمان، ويمكن أن تؤثر بشدة في استقرار أسيا.
وقال زكريا ''إن فيرجسون يعكش أراء معظم المعلقين الذين يعتقدون أن قيادة الولايات المتحدة تتضمن استعراض العضلات والتحرك العسكري؛ فلو أن أوباما أراد تفجير شخص ما في مكان ما، فالتغيير سيتوقف في العالم''.
وأشار زكريا إلى أن الرئيس دوايت أيزنهاور رفض الزج بالقوات الأمريكية في الصراعات المعقدة في خمسينات القرن الماضي بدون وجود مهام واضحة وطرق للنصر، داعيا القارئ إلى تخيل لو أنه كان هناك قائدا غير أيزنهاور غير قادر على التحلي بالشجاعة والحكمة والصمود، واستمع إلى ما كانوا ينادون بالتدخل عسكريا، وزج بالولايات المتحدة في هذه الصراعات، ''تخيل الاضطرابات في الخارج.. وتآكل القوة الأمريكية في الداخل''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: