إعلان

أسرى الصهاينة.. وأسرانا

أسرى الصهاينة.. وأسرانا

01:52 م الأربعاء 26 أكتوبر 2011

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم: منتصر الزيات 

كان الدور فى عملية تبادل الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم ١٠٢٧ أسيرا بالجندى الصهيونى جلعاد شاليط بارزا ومؤثرا وكبيرا، وقد تم الإفراج عن الدفعة الأولى منهم، وهم قرابة ٤٧٧ يتوزعون بين الضفة وغزة.

كانت السلطات المصرية، على هامش تنفيذ اتفاقية شاليط، قد أبرمت اتفاقا آخر على تبادل الأسرى المصريين بالجاسوس الإسرائيلى إيلان جرابيل، وقرر مجلس الوزراء المصرى برئاسة الدكتور عصام شرف فى وقت سابق من هذا الأسبوع الموافقة على مبادلة السجناء المصريين فى السجون الإسرائيلية بالجاسوس الإسرائيلى المتهم إيلان جرابيل.

وأكد بيان أصدره المجلس عقب الاجتماع أنه استجابة لمطالب أهالى المساجين المصريين الموجودين فى السجون الإسرائيلية، كلف مجلس الوزراء وزارة الخارجية بالتنسيق مع جميع الجهات الأمنية المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة هؤلاء المساجين إلى أرض الوطن، بما فى ذلك تبادل المتهم إيلان جرابيل مع هؤلاء السجناء، واتخاذ ما يتطلبه ذلك من إجراءات قانونية. كل هذا طيب وجميل، لكن الذى لا نعرفه هو عدد الأسرى المصريين فى السجون الإسرائيلية؟ ومتى وكيف تم أسرهم؟ هل من أيام الحروب التى آخرها حرب ٧٣؟! أم أيام السلام!!

وما أسباب بقاء هؤلاء الأسرى هذه السنوات الطويلة دون أن تسلط عليهم حتى الأضواء فى وسائل الإعلام، والإشارة للدور البطولى الذى لعبوه وتحملهم مرارة الأسر طيلة سنوات طويلة أو قليلة!!

أرجو ألا يكون كلامى متعارضا مع ما للأمن القومى من اعتبار، فأنا أتناول أخبارا نشرت فى صحفنا السيارة اليومية فى مصر، والتى نقلت عن اجتماع لمجلس وزرائنا لا مجلس غيره، خصوصا أن جدلا ثار نتيجة نشر «المصرى اليوم» معلومات عن مطالبات لأسرى مصريين من داخل السجون الإسرائيلية قال أحدهم إنه مسجون منذ ٦ سنوات على خلفية مشاركته فى نقل أسلحة ومساندته للمقاومة الفلسطينية، بينما نفى مصدر مصرى أن يكون بين الأسرى من اتهم على هذا الأساس!!

توجد إشارة عابرة لاتهام بعضهم فى قضايا تهريب وتسلل وإقامة غير شرعية!! جرابيل هذا أمريكى الجنسية إضافة للإسرائيلية. لكن الذى لا أفهمه هو تقاعس الدور المصرى فى الإفراج عن الدكتور عمر عبدالرحمن عالم الأزهر زعيم «الجماعة الإسلامية» المحكوم عليه فى قضية تفجير مركز التجارة العالمى، ونسب إليه الضلوع فى مؤامرة تستهدف الرئيس المصرى المخلوع حسنى مبارك أثناء زيارته لأمريكا عام ٩٣ تقريبا!!

كتبت غير مرة هنا فى زاويتى وكتب غيرى عن موضوع الإفراج عن الشيخ الضرير عمر عبدالرحمن، لكن ما أثار شهيتى للكتابة مرة أخرى أولا إعجابى بدأب ومثابرة أسرة الرجل وأبنائه فى إثارة قضية والدهم بعد تخاذل كثيرين كان عليهم الاضطلاع بدور حقيقى وبناء فى هذا الملف، وقد بلغهم منذ أيام خبر «استشهاد» ابنهم «أحمد» فى غارة استهدفت أحد المبانى بالعاصمة الأفغانية كابول، والذى لا يعرفه كثيرون أن هذا الشهيد الذى لقى حتفه كان فى الأسر بقبضة الأمريكان منذ دخلوا أفغانستان فى أكتوبر ٢٠٠١،

ونقلت وكالات الأنباء صورة شهيرة أثناء القبض عليه آنذاك. وما أثار شهيتى أكثر وأنا أتابع تصريحات السفيرة الأمريكية بالقاهرة التى نطقت أخيرا ولم تقل خيرا، وأستعير المثل الدارج «سكت دهرا ونطق كفرا» حول السبب فى عدم مبادلة الشيخ عمر عبدالرحمن بالجاسوس الأمريكى ـ الإسرائيلى جرابيل أن الأخير «إسرائيلى» رغم أن الثابت أنه يحمل الجنسية الأمريكية وجواز سفر أمريكياً، وأن مخالطته للثوار فى ميدان التحرير تمت على أساس كونه أمريكيا.

وقالت السفيرة الأمريكية لا فض فوها ولا تهشمت أسنانها «كما أن الشيخ عمر يقضى عقوبة السجن مدى الحياة بمقتضى حكم قضائى صدر من محكمة أمريكية فيدرالية» ونسيت السفيرة فى زحمة دبلوماسيتها أن الرعاية المصرية لاتفاقية تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل كانت تتضمن سجناء فى سجون الكيان الصهيونى بمقتضى أحكام قضائية ظالمة وجائرة لكنها «أحكام»!!، والمصريون الذين تسعى مصر لاستعادتهم من إسرائيل أيضا محكومون بأحكام قضائية!!

وجرابيل الجاسوس الأمريكى الإسرائيلى متهم بارتكابه جرائم يعاقب عليها قانون العقوبات فى مصر وهو قيد الحبس الاحتياطى توطئة لمحاكمته أمام محكمة أمن الدولة فى مصر عن قيامه بالتجسس لحساب إسرائيل!!

أعتقد أن السذاجة التى بدت فى ردود السفيرة الأمريكية فى هذا الموضوع سذاجة مصطنعة، وليست حقيقية. العيب بالتأكيد ليس على السفيرة الأمريكية التى استخفت بالمصريين، لكن العيب على حكومتنا السنية التى لا تعرف فنون الضغوط السياسية من أجل استعادة أبنائها ولو كانوا من خصومها السياسيين.

اقرأ أيضا:

منتصر الزيات: اشعر ان شئ ما يرتب وآداء '' رفعت '' مقلق

إعلان

إعلان

إعلان