خطيب الجمعة بالجامع الأزهر: خطبة الوداع وضعت القواعد والأسس لحرمة الدماء والأموال والأعراض
كتب - محمود مصطفى:
قال الدكتور محمود الهواري الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء، إن خطبة الوداع جاءت مشتملة على أسس متكاملة لتشييد بناء مجتمعي متماسك الأركان، قادر على قيادة البشرية نحو آفاق العدالة والمساواة والتقدم، مضيفًا أنه مخطئ من يظن أن دين الإسلام أتى لقوم دون قوم، أو لبلد دون أخرى، أو لفئة من البشر دون سائر الخليقة، بل إن قواعد الإسلام وأسسه جاءت لتبين للناس كافة المقاصد العليا من خلقهم، وأن الإسلام شجع الخلق على التعايش والتعارف في نطاق المساحات المشتركة بينهم.
وأضاف الهواري في خطبة الجمعة التي ألقاها من الجامع الأزهر والتي حملت عنوان "خطبة الوداع.. وعالمية الإسلام وبناء الأوطان"، أن ما أعلنه الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع تجعلنا تعلم علم اليقين أن هذا الدين الإسلامي له الكثير من القوة والقدرة في التوجيه بنصوصه القاطعة- التي هي وحي من الله تعالى- نحو صلاح البشرية بأسرها، وتعايشها السلمي بعيدًا عن العنصرية التي ربما قتلت شعوبًا بكاملها بسبب ديانتها أو لونها أو جنسها.
وأوضح أن من أسمى تعاليم النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع أنه أعاد تصوير معنى الإيمان، فقال للناس: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.. »، وهذا تعريف جديد يضمن سلامة المجتمع بما فيه ومن فيه؛ ولأن الإيمان أعلى رتبة من الإسلام، فإن الذي اتصف بهذا الوصف جدير بأن يكون أمينًا مؤتمنًا على كل من حوله، فهل بعد هذا التعريف للمؤمن يتهم الإسلام بأنه دين يحب سفك الدماء وسلب الأموال وانتهاك الأعراض!.
وأشار إلى أن خطبة الوداع مركزة وحافلة بالمعاني والمقاصد من بينها ثلاث ركائز أساسية وهي:( حرمة الدماء والأموال والأعراض)، فهي خطوط حمراء لا ينبغي تجاوزها؛ لأنّ العبث بها يتبعه الخراب والدمار، فهذه الركائز الثلاث مقاصد أساسية لبناء المجتمع على أسس سليمة، ومتى ما استقامت الأسس استقام البناء، وضمنا التقدم والرضا والغفران.
فيديو قد يعجبك: