إعلان

خطيب الجمعة بالجامع الأزهر: خطبة الوداع وضعت القواعد والأسس لحرمة الدماء والأموال والأعراض​

02:04 م الجمعة 16 يوليه 2021

الدكتور محمود الهواري

كتب - محمود مصطفى:

قال الدكتور محمود الهواري الباحث الشرعي بهيئة كبار العلماء، إن خطبة الوداع جاءت مشتملة على أسس متكاملة لتشييد بناء مجتمعي متماسك ‏الأركان، قادر على قيادة ‏البشرية نحو آفاق العدالة والمساواة والتقدم، مضيفًا أنه ‏مخطئ من يظن أن دين ‏الإسلام أتى لقوم دون قوم، أو لبلد دون أخرى، أو لفئة من البشر دون سائر الخليقة، بل إن قواعد الإسلام ‏وأسسه جاءت لتبين للناس كافة المقاصد العليا من خلقهم، وأن الإسلام شجع الخلق على التعايش والتعارف في ‏نطاق المساحات المشتركة بينهم.‏

وأضاف الهواري في خطبة الجمعة التي ألقاها من الجامع الأزهر والتي حملت عنوان "خطبة الوداع.. وعالمية الإسلام وبناء الأوطان"، أن ما أعلنه الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع تجعلنا ‏تعلم علم اليقين أن هذا الدين الإسلامي له الكثير من القوة والقدرة في التوجيه بنصوصه القاطعة- التي هي ‏وحي من الله تعالى- نحو صلاح البشرية بأسرها، وتعايشها السلمي بعيدًا عن العنصرية التي ربما قتل​ت شعوبًا ‏بكاملها بسبب ديانتها أو لونها أو جنسها.‏

وأوضح أن من أسمى تعاليم النبي -صلى الله عليه وسلم- في حجة الوداع أنه أعاد تصوير ‏معنى الإيمان، فقال للناس: «ألا أخبركم بالمؤمن؟ من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمسلم من سلم ‏المسلمون من لسانه ويده.. »، وهذا تعريف جديد يضمن سلامة المجتمع بما فيه ومن فيه؛ ولأن الإيمان أعلى ‏رتبة من الإسلام، فإن الذي اتصف بهذا الوصف جدير بأن يكون أمينًا مؤتمنًا على كل من حوله، فهل بعد ‏هذا التعريف للمؤمن يتهم الإسلام بأنه دين يحب سفك الدماء وسلب الأموال وانتهاك الأعراض!.‏

وأشار إلى أن خطبة الوداع مركزة وحافلة بالمعاني والمقاصد من بينها ثلاث ركائز أساسية وهي:( حرمة ‏الدماء والأموال والأعراض)، فهي خطوط حمراء لا ينبغي تجاوزها؛ لأنّ العبث بها يتبعه الخراب والدمار، فهذه ‏الركائز الثلاث مقاصد أساسية لبناء المجتمع على أسس سليمة، ومتى ما استقامت الأسس استقام البناء، ‏وضمنا التقدم والرضا والغفران.‏

فيديو قد يعجبك: