هل ترتفع أسعار السلع والخدمات بعد عودة الدولار للصعود أمام الجنيه؟

08:00 م الثلاثاء 12 ديسمبر 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مصطفى عيد:

عاد الدولار للارتفاع أمام الجنيه خلال الأسابيع الأخيرة بعدما ظل مستقرا عدة أشهر، ليرتفع لأعلى مستوى له في نحو 4 أشهر، عند متوسط 17.85 جنيه.

وأثار ارتفاع الدولار مخاوف من انعكاسه على أسعار السلع والخدمات، خاصة تلك التي تتضمن مكونات مستوردة.

لكن مستوردين وخبراء اقتصاد، قالوا لمصراوي، إن الزيادة في سعر الدولار، لا زالت طفيفة، وإنه من غير المتوقع أن تؤدي إلى زيادة الأسعار.

وقال أحمد شيحة رئيس شعبة المستوردين السابق بغرفة القاهرة التجارية، واحد كبار المستوردين، إن "الزيادة في سعر الدولار بسيطة ولا أعتقد أنه سيكون لها تأثير على أسعار السلع خاصة لو استقر سعر الدولار عند نفس مستوياته الحالية ولم يشهد ارتفاعا أكبر".

وأضاف أن الزيادة في سعر الدولار لم تتعد 1% وبالتالي يستطيع الصناع والتجار استيعابها.

واتفق أشرف هلال، مستورد ورئيس شعبة الأدوات المنزلية بغرفة القاهرة التجارية، مع شيحة على عدم تأثر أسعار السلع للمستهلكين بالزيادة الأخير في سعر الدولار أمام الجنيه.

وشهد متوسط سعر الدولار في البنوك ارتفاعا بنحو 16 قرشا أمام الجنيه منذ منتصف شهر نوفمبر الماضي وحتى أمس الإثنين، بحسب بيانات البنك المركزي، حيث سجل 17.85 جنيه، ليسجل أعلى مستوى في نحو 4 أشهر.

وأدى ارتفاع الدولار أمام الجنيه بعد تحرير سعر الصرف في نوفمبر 2016، إلى قفزة كبيرة في الأسعار، وهو ما دفع معدلات التضخم للارتفاع إلى أعلى معدلاتها في نحو 3 عقود.

وفي نوفمبر الماضي، شهد معدل التضخم تراجعا كبيرا، بتأثير من سنة الأساس التي شهدت تعويم الجنيه، والسياسة النقدية المتشددة التي يتبعها البنك المركزي.

وقال نعمان خالد محلل الاقتصاد الكلي بشركة سي آي أستس مانجمنت لإدارة الأصول، إن المستثمرين يُسعرون منتجاتهم أو خدماتهم بسعر يزيد حوالي جنيه أو نصف جنيه عن السعر الحالي، تحسبا لأي تذبذب في سعره، ومن ثم فإن الزيادة الأخيرة لا تمثل عبأ كبيرا، ويمكن للشركات استيعابها دون تمريرها للمستهلكين.

وأضاف خالد لمصراوي، أن أغلب التحليلات الداخلية للشركات ترى أن هذه الزيادة في سعر الدولار مؤقتة، وأن سعر الدولار سيعاود الانخفاض مع بداية السنة الجديدة.

وأشار إلى أن الشركات الآن تتنافس على جذب المستهلك في ظل انخفاض القوة الشرائية خلال السنة الأخيرة بعد الإصلاحات الاقتصادية وتحرير سعر الصرف، وبالتالي من الصعب رفع الأسعار حاليا.

متى يمكن أن تؤثر زيادة سعر الدولار على أسعار السلع؟

يرى شيحة أن أي زيادة في سعر الدولار بنسبة أقل من 5% لن تكون لها تأثير على أسعار المنتجات، حيث يمكن استيعاب هذه الزيادة الطفيفة ضمن المصروفات الطبيعية للشركات.

وقال هلال إن زيادة الدولار تؤثر على التكلفة لدى التجار والصناع، غير أنهم قادرون حاليا على استيعابها باعتبارها زيادة طفيفة، ولكن إذا استمرت الزيادة ووصل سعر الدولار إلى حدود 18 جنيها فإن ذلك سيؤثر على أسعار المستهلك لأن الزيادة وقتها ستقترب من نصف جنيه للدولار.

ويتفق خالد مع رأي شيحة وهلال، ويرى أن ارتفاع الأسعار قد يحدث بصورة واضحة إذا قفز الدولار مرة أخرى فوق 19 جنيها، وهو ما قد يسبب موجة غلاء جديدة.

لكن خالد استبعد هذا السيناريو في المرحلة القريبة، خاصة مع تحسن أداء ميزان المدفوعات خلال الربع الأول من العام المالي الجاري، والتوقعات الخاصة بزيادة تدفق الدولار من مصادره الأساسية.