إعلان

من هي سارة جيلبرت التي صممت لقاح أكسفورد؟

11:17 م الثلاثاء 24 نوفمبر 2020

البروفيسورة سارة جيلبرت

لندن - (بي بي سي)

لو أن البروفيسورة سارة جيلبرت اتبعت غريزتها، ما كان للقاح الأخير ضد فيروس كورنا، والذي أعطى نتائج واعدة جدا، أن يظهر للوجود.

فقبل سنوات، عندما كانت جيلبرت تحضر للدخول في مرحلة دراسة الدكتوراه، فكرت في التخلي عن دراسة العلم بشكل كلي. وبوصفها طالبة شابة في قسم علوم البيولوجيا بجامعة إيست أنجيليا تحفزت نتيجة لتنوع الأفكار والتجربة التي عاشتها في قسمها العلمي.

بيد أنه بعد تقدمها لدراسة الدكتوراه في جامعه هال، اكتشفت أنها لا تحب التركيز على مدخل ضيق في حقل علمي محدد في دراستها وأنها أكثر ميلا للانفتاح على مختلف الحقول المعرفية والأفكار.

وقالت في مقابلة سابقة مع راديو 4 في بي بي سي : "يُسرُّ بعض العلماء بالعمل بمفردهم، بهذه الدرجة أو تلك، على موضوع واحد ولفترة طويلة جدا... وهذه ليست الطريقة المفضلة في العمل لدي، فأنا أحب أن آخذ بنظر الاعتبار أفكارأ من الكثير من الحقول والمجالات (المعرفية) المختلفة".

وأضافت: "لقد فكرت جديا في ترك العلم في تلك اللحظة والقيام بشيء مختلف". بيد أنها قررت في النهاية أن تمضي قدما في مسيرتها العلمية لأنها كانت بحاجة إلى دخل، بحسب تعبيرها.

لقد كان هذا القرار هو ما قادنا إلى الإعلان صباح الثلاثاء الماضي - وفقاً لنتائج تجارب المرحلة الأخيرة - عن أن لقاح فيروس كورونا في جامعة أُكسفورد فعال جداً في إيقاف تطور أعراض كوفيد-19.

وتشير بيانات أولية إلى أنه يوفر حماية بنسبة 70٪ ، لكن الباحثين يقولون إن الرقم قد يصل إلى 90٪ عن طريق تعديل جرع اللقاح.

وبعد أن أكملت جيلبرت دراسة الدكتوراه ، حصلت على وظيفة في مركز لأبحاث التخمير، حيث بحثت في كيفية التعامل مع الفطريات المستخدمة في الخميرة ، قبل أن تنتقل إلى العمل في مجال الصحة البشرية.

ولم تكن جيلبرت تخطط أبداً للتخصص في مجال اللقاحات. بيد أنها عملت في منتصف التسعينيات بوظيفة أكاديمية في جامعة أكسفورد ، وبحث خلالها في الشفرة الوراثية (الجينات) لطفيلي الملاريا، وقاد ذلك إلى العمل على لقاحات الملاريا.

وفي غضون ذلك، تعقدت ظروفها الحياتية العائلية بعد أن ولدت ثلاثة توائم، وكان عليها أن تقوم برعايتهم وتربيتهم.

ويصف ابنها فريدي والدته بأنها كانت دائما خير سند لهم وتضع مصلحة الأطفال في قلب اهتمامتها.

ويضيف أن الأطفال الثلاثة اختاروا أن يتبعوا مسارهم الخاص، ولكنهم، في النهاية، خلصوا إلى اختيار دراسة الكيمياء الحيوية (بيوكيمستري) في الجامعة.

وفي غضون ذلك، ترقت جيلبرت في المراتب الأكاديمية في جامعة أُكسفورد، وأصبحت أستاذة في معهد "جينر" المرموق في الجامعة. وأسست مجموعتها البحثية الخاصة في محاولة لتصنيع لقاح شامل ضد الإنفلونزا ، أي أنه لقاح يكون فعالا ضد جميع العتر الفيروسية المختلفة المسببة للمرض.

وفي عام 2014 ، قادت التجربة الأولى للقاح الإيبولا. وعندما تفشى فيروس "ميرس" - متلازمة الشرق الأوسط التنفسية - سافرت إلى السعودية في محاولة لتطوير لقاح ضد ذلك النوع من فيروسات كورونا.

كانت التجربة الثانية لهذا اللقاح قد بدأت للتو عندما ظهر كوفيد-19 في الصين في أوائل عام 2020. فأدركت غيلبرت بسرعة أنه ربما يمكنها استخدام نفس النهج لنطوير لقاح ضده.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: