إعلان

بالصور- "حلوى المولد"..كل وصلِّ على النبي"

10:48 ص الأربعاء 23 ديسمبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ياسمين محمد:

تصوير- محمود بكار:

"ولد الهدى فالكائنات ضياء.. وفم الزمان تبسم وثناء"، هكذا قال الشاعر أحمد شوقي في مدح مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم، تلك القصيدة التي تغنت بها سيدة الغناء العربي ام كلثوم.

هكذا اعتاد المصريون، عام بعد عام، على إحياء ذكرى مولد الرحمة المهداة، يذكرونه ويصلون عليه، ويأكلون الحلوى فرحًا بيوم منَّ الله فيه على الأميين بأن بعث فيهم رسولًا.

لم تكن حلوى المولد عُرفًا متبعًا في عهد رسول الله احتفالًا بيوم مولده كما يحدث في عصرنا هذا، إلا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بيوم مولده بحرصه على صيام يوم الإثنين من كل أسبوع، وحين سُئل عن صيام يوم الإثنين قال "فيه ولدت وفيه أنزل علي".

منذ أكثر من ألف عام، ومع قيام الدولة الفاطمية - التي اشتهرت باستحداث العديد من المناسبات- بدأ الاحتفال بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، بشكل أقرب إلى ما يحدث في عصرنا هذا، فها هو قاضي القضاه يتوجه إلى الأزهر الشريف وحوله الحلوى بكميات كبيرة تصل إلى 20 قنطارًا من الحلوى، ثم يتجه إلى قصر الخليفة لتنطلق الخطب ويبدأ الاحتفال وتوزع الحلوى.

كان هذا من مظاهر الاحتفال الرسمي للدولة الفاطمية بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هناك احتفال آخر شعبي، حيث يخرج الناس إلى شوارع القاهرة الفاطمية، مثل باب البحر، الجمالية، الأزهر، الغورية، وباب الخلق، لمدة ثلاثة أو أربعة أيام للاحتفال بمولد نبي الرحمة.

لم تكن الحلوى في حقيقة الأمر هدية من الفاطميين للمصريين احتفالًا بمولد النبي، بينما كانت نوعًا من اللعب على المشاعر الدينية للمصريين، لكسب ولائهم للحكام ونشر المذهب الشيعي، وعلى ما يبدو فإن خطة الفاطميين لجذب ولاء المصريين قد فشلت، حيث سقطت الدولة الفاطمية، فيما استمرت الحلوى عرفًا متبعًا للاحتفال بمولد خير البرية.

أما عن "العروسة والحصان"، تلك الحلوى التي يحرص الأباء والأمهات على شرائها لأطفالهم لإدخال السرور عليهم، فلهما أيضًا قصة خاصة بالفاطميين، فيُروى أن الحاكم بأمر الله، آخر أقوى الحكام الفاطميين، خرج مع إحدى زوجاته يوم المولد النبوي، حيث ظهرت في موكبها بردائها الأبيض وعلى رأسها تاج الياسمين، فبادر صناع الحلوى برسم الأميرة في قالب حلوى، وحتى لا يغفلوا الحاكم، فقاموا برسمه وهو يمتطي حصانه في قالب آخر من الحلوى.

لم تؤثر الحلوى في المصريين فحسب، ولم يستخدمها الفاطميين لاستمالة المصريين فحسب، بل فعلها أيضًا نابليون بونابرت، أثناء الحملة الفرنسية على مصر، حيث اهتم بإقامة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف من خلال إرسال نفقات الاحتفال إلى نقيب الأشراف في مصر الشيخ البكري، وعلى غرار الدولة الفاطمية رحل الفرنسيون وبقيت الحلوى عرفًا متبعًا للاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.

1000 عام مروا على بداية الاحتفال بمولد النبي، عن طريق أكل الحلوى وشراء العروسة والحصان، ولا يزال العرف متبع، قد تختلف أنواع الحلوى، وقد تظهر أنواع جديدة، إلا أن حلاوة الطعم تظل عاملًا مشركًا بين الماضي والحاضر، وتذكرك مع ذوبان السكر في فمك بأن تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم.

فقبل قدوم الثاني عشر من ربيع الأول بأيام عديدة، تنتشر السرادقات في مختلف الشوارع المصرية، تعرض شتى أنواع الحلوى "الفولية – الحمصية – السمسمية – الملبن – وغيرها"، لتنتقي منها ما شئت بمختلف الأسعار، وتسعد أطفالك بأقرب شئ إلى قلوبهم وهو الحلوى، وتوصيهم بالصلاة على الرحمة المهداة في يوم مولده، فربما تكون الصلاة عليه أكثر حلاوة للروح من ذوبان السكر في الفم، فصلوا عليه وسلموا تسليمًا.

فيديو قد يعجبك: