إعلان

حكايات من زمن فات.. "قفا" يُكلف "فريد شوقي" الكثير

10:15 م الثلاثاء 07 يوليه 2015

الفنان فريد شوقي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد مهدي:

في إحدى ليالي عام 1956، جلس الفنان "فريد شوقي" في الصف الأول بداخل أحد دور العرض، منتظرا بدء فيلمه الجديد "رصيف نمرة خمسة"، دقائق وظهر بقامته العريضة الممشوقة على الشاشة، ضجت القاعة بالتصفيق والصفير، ثم هدأت لانشغال الجمهور بأحداث الفيلم، قبل أن تشتعل مع كل معركة ينتصر فيها بطلهم بعد أن يقضي على كل الرجال، لا أحد يمكنه الوقوف في وجهه أو ضربه، هو فقط القادر على هزيمة أي عدد من الأشرار، يمضي الوقت على نفس الوتيرة حتى نهاية الفيلم السعيدة، حينذاك يعود التصفيق من جديد والهتاف باسم ملك الترسو، الذي أدرك أن قدرته على ضرب المزيد من الأشخاص في أفلامه جزء من نجاحه.

صورة-1

في العام التالي انشغل "فريد" في رحلة البحث عن عمل جديد يُثبت أقدامه على طريق النجاح، وبعد مضي عدة شهور كان لديه قصة من تأليفه تحتوي على مزيد من المعارك تحت اسم "الفتوة" أراد أن يحولها إلى فيلم من إخراج "صلاح أبوسيف"، عرض على الأخير القصة فأعجبته، وقررا سويا أن يشاركهما الأديب "نجيب محفوظ" في كتابة السيناريو وأن يضبط "السيد بدير" إيقاع الحوار، ويقوم بأدوار البطولة أمام وحش الشاشة كلا من تحية كاريوكا وزكي رستم.

صورة-2

حرص "فريد شوقي" أن يخرج العمل في أفضل صورة فتولى إنتاجه، وبعد عدة أسابيع انتهى المخرج صلاح أبوسيف من تصوير كافة المشاهد ثم أعمال المونتاج والصوت، وتم اختيار الفيلم حينذاك للعرض في مهرجان برلين وسط فرحة من صناع العمل، قبل أن يُحدد العرض الأول له في سينما ريكس بالإسكندرية، ليلتها لم يذق البطل طعم النوم، بات ليلته قلقا على مصير الفيلم غير أن ما حدث فاق كل توقعاته.

صورة-3

الأجواء جميعها كانت مطمئنة، السينما مشغولة عن أخرها بالمتفرجين، بعضهم تكدس أمام دار العرض في محاولة للدخول، الطقوس الثابتة من قِبل الجمهور كانت حاضرة، هتافات لا تتوقف بأسماء أبطال العمل، حماس شديد في تعليقاتهم قبل بدء العرض، وانفعال مع كل مشهد في الفيلم فور توالي الأحداث، لكن الأمور انقلبت رأسا على عقب عندما تلقى "هريدي" الشخصية التي يؤديها فريد شوقي "قفا" في أحد المشاهد، فجأة اشتعلت القاعة بغضب الجمهور، موجة من الجنون انتابت الجميع، صراخ واعتراض وتلويح بالأيدي "الملك ميتضربش.. الملك مياخدش على قفاه"، خرجت الأمور عن السيطرة، وانكب الناس على الكراسي فقاموا بكسرها وتهشيم السينما.

صورة-4

لم يستوعب "فريد" الأمر في لحظتها، لكنه تكبد خسائر فادحة بسبب الجمهور حيث طالبته دار العرض بتعويضها عن المعركة الحقيقة التي دمرت ممتلكاتها، وأضطُر إلى دفع 136 جنيها غرامة عن سوء تصرف المشاهدين، لكنه تعلم درسا غريبا من قِبل محبيه ومريديه، أنهم يكرهون أن يمسه أحد في أفلامه، هو المنتصر دائمًا، الغالب وليس المغلوب، ولا يمكن أن يتحملوا رؤيته وهو يتلقى أية إهانات من قبل باقي أبطال أعماله.. تعلم "ملك الترسو" الدرس ولم يُضرب بعدها لسنوات طويلة.

فيديو قد يعجبك: