إعلان

انتهاكات الشرطة.. ''خنجر في ظهر السيسي''

10:22 ص الثلاثاء 09 يونيو 2015

انتهاكات الشرطة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد الصاوي:

تؤرق تجاوزات وانتهاكات الشرطة بحق المحتجزين والمتهمين أي نظام حكم، وكانت تلك التجاوزات ضمن الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ثورة 25 يناير 2011 التي أطاحت بحكم المخلوع حسني مبارك الذي قضى في حكم البلاد والعباد ما يقرب من 30 سنة، كما كانت التجاوزات تلك سببا ضمن أسباب أخرى في احتجاجات ومواجهات بين محتجين وقوات الأمن في الفترة التي تلك الثورة وحتى الآن.

ومع مرور عام على تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، لا تزال تجاوزات وانتهاكات أفراد الشرطة مثيرة لغضب قطاعات كثيرة من المواطنين خاصة العاملين في المجال الحقوقي والسياسي، على الرغم من ضحايا ''الهجمات الإرهابية'' التي قتل فيها الكثير أيضا من أفراد الجهاز المسؤول عن الأمن الداخلي في البلاد.

وزارة الداخلية، من جانبها، تقر بهذه التجاوزات والانتهاكات وتقول إنه تم التحقيق في 115 واقعة متورط فيها أفرادها، وأيضا مصرع 90 شخص داخل اقسامها وسجونها، كما أن المجلس القومي لحقوق رصد انتهاكات وتجاوزات وكانت له ملاحظات قدمها في تقريره السنوي إلى الجهات المعنية، خلال الفترة من يونيو 2014 حتى يونيو 2015.

إمبابة ينافس المطرية

لفترة زمنية طويلة تصدر قسم شرطة المطرية المشهد في تسجيل حالات الوفاة بين اقرانه من اقسام الشرطة، حيث فقد سبعة متهمين ومشتبه بهم أرواحهم خلال ذلك العام، غير أن قسم إمبابة تفوق عليه محققا تسعة حالات منذ تولي السيسي الحكم.

وسجل قسم شرطة إمبابة حالة وفاة كل شهر خلال الأربعة أشهر الماضية، ففي في 26 مايو الماضي لقي محتجز مصرعه إثر تعرضه لصدمة كهربائية.

وأكد مصدر بمديرية أمن الجيزة، أن المحتجز كان يقضي عقوبة حبس لمدة شهرين، وأنه حاول إصلاح جهاز التكييف الخاص بالحجز نظرًا لشدة الحرارة داخل الحجز، إلا أنه لقى مصرعه بعد تعرضه لصعق كهربائي.

ونفى المصدر لمصراوي وقتها وجود شبهة جنائية وراء الواقعة، وهو ما أكده زملائه داخل الحجز الذين قالوا إنه حاول إصلاح جهاز التكييف الملحق بغرفة الحجز أكثر من مرة، إلا أنه في المرة الأخيرة تعرض للصعق ولم يستطع أحد من زملائه إنقاذه حتى لقي مصرعه.

بعدها بيومين لقي شاب مصرعه على يد ''مخبر'' بإمبابة، وفي هذا الشأن قال اللواء أبو بكر عبد الكريم، مساعد وزير الداخلية لشئون العلاقات العامة والإعلام، إن واقعة وفاة شاب على يد أمين شرطة ببشتيل، حدث عن طريق الخطأ، مشيرًا إلى أن الواقعة بدأت حين شاهد أحد أفراد الشرطة السريين بالمنطقة شخصين يقودان دراجة نارية بدون لوحات معدنية.

وفي الأسبوع الأول من فبراير الماضي وتحديدًا في اليوم الرابع من الشهر، قتل رجال الشرطة شخصين بمنطقة إمبابة، حيث أطلقت قوة أحد الأكمنة الأمنية النار على سائق سيارة ميكروباص، بدعوى أنه حاول الهرب منها، فأصيب بخمس طلقات إحداها في الصدر، وفارق الحياة في الحال.

في ليلة حادث مقتل السائق، شهدت مستشفى إمبابة حادثا آخر، حيث أطلق أمين شرطة اخر النار على متهم يُدعى محمد عطية بمستشفى إمبابة العام بالجيزة، فقتله. وعلقت الداخلية على الحادثة بأن المتهم ''استفز مشاعر أمين الشرطة''.

وفي الثامن من نوفمبر من العام الماضي، توفي أحد المتهمين داخل حجز القسم، واتهم أهالي منطقة إمبابة رجال المباحث بالقسم بالاعتداء عليه بالضرب، وقاموا بالتجمهر أمام القسم، مما دعا القسم إلى استدعاء تعزيزات امنية تحسبًا لوقوع اشتباكات مع أهل المجني عليه.

وأكدت مديرية أمن الجيزة وفاة المجني عليه بسبب أصابته بهبوط حاد بالدورة الدموية، وليس بسبب تعرضه التعذيب.

وفي التاسع من ديسمبر للعام 2014 لقي محتجزا بقسم شرطة إمبابة مصرعه داخل حجز القسم، دون معرفة أسباب الوفاة بسبب هبوط في الدورة الدموية، حسبما ذكر تقرير الطب الشرعي وقتها.

وفي يوم 12 من يوليو الماضي استقبلت مشرحة زينهم جثة هاني عطية عيسوي (39 عامًا)، والذي توفي داخل حجز قسم شرطة إمبابة في ظروف غامضة بمحضر رقم 6974 إداري إمبابة، وبعدها اكدت المديرية أنه كان يعاني من مرض الفشل الكلوي وتوفي على إثره.

كما شهد قسم شرطة إمبابة، مصرع ''سامح.ا''، داخل حجز القسم، حيث كان يقضي فترة شهرين لتنفيذ حكم قضائي، في قضية تبديد شيكات.

المطرية الحي الصاخب الذي لا يعرف الهدوء مثله مثل قسم الشرطة التابع له، حيث تصدر القسم العديد من حالات الوفاة والتي وصفتها تقارير الطب الشرعي بأنها ناجمة عن تعذيب.

حيث لقى شاب يدعى مصطفى إبراهيم، عمره 25 سنة، الذي كان محتجزا على ذمة التحقيق في قضية الاتجار في المواد المخدرة، مصرعه في 25 فبراير2015.

وقالت مديرية أمن القاهرة إن الوفاة كانت نتيجة لتعرضه لضيق في التنفس وهبوط حاد في الدورة الدموية نتيجة أعراض انسحاب مخدر الهيروين من جسده حيث حدثت له حالة من الهياج داخل الحجز وتم نقله متأخرا إلى المستشفى ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله.

وأكدت تحقيقات النيابة وفقًا لشهادة عدد من المحتجزين أن أحد الضباط قام بتقييد يد المتوفى داخل الحجز لمدة 8 ساعات وتم نقله بعد فترة من إصابته بالإعياء الى المستشفى حتى لفظ انفاسه الأخيرة.

وفي اليوم التالي للواقعة شهد القسم مصرع متهم اخر وهو المحامي كريم حمدي اثر ''تعرضه للتعذيب على يد ضابطي أمن دولة''، بحسب تحقيقات النيابة التي قررت حبس الضابطين وإحالتهما إلى المحاكمة الجنائية.

وشهد اليوم نفسه الحالة الثالثة وكان بطلها ايضًا محامي يدعى ''احمد العطار''، حيث كان محتجزا داخل القسم بتهمة الانضمام لجماعة الإخوان المسلمين المصنفة جماعة إرهابية وحيازة أسلحة نارية، وألقي القبض عليه أثناء فض قوات الأمن لمسيرة إخوانية، حيث توفى وظهر على جسده أثار ظاهرية، وفقا لتقرير الطب الشرعي.

وفي 17 اغسطس 2014 توفي عاطل يدعى ''أحمد بيومي'' داخل قسم شرطة المطرية على ذمة قضية حيازة سلاح ناري، فيما اكد مصدر أمني أن تكون الوفاة بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

وفي بداية شهر يوليو لقي شاب يدعى ''أحمد. م''، 23 سنة، مصرعه بعد القبض عليه بتهمة سرقة مشغولات ذهبية، وبعد قضائه لمدة الحبس، وقبل الإفراج عنه بساعات أخبر والده بأنه يتعرض للتعذيب وفي صباح اليوم التالي وجده والده جثه هامدة، وخلف كتفه أثار ضرب بعصا، ووجهة متورم، وبرأسه فتحه من الجانب الأيمن، على ما كشف تقرير الطب الشرعي.

وفي منتصف يونيو الماضي لقي متهم بالإتجار في المخدرات مصرعه عقب إصابته بنوبة تعب شديدة داخل الحجز وتم نقله على إثرها لمستشفى المطرية لتلقي العلاج، إلا أنه فارق الحياة قبل الوصول للمستشفى.

شهد قسم دار السلام 4 حالات وفاة، في شهر واحد، بسبب حالات التكدس داخل غرف الحجز، حيث لقي محتجزين بقسم مصر القديمة مصرعهما يوم 19 أبريل الماضي، بعد مرور 48 ساعة فقط عليهما داخل الحجز، حيث دلت المعاينات والإجراءات على تكدس عدد كبير من المحبوسين داخل حجز القسم، بما يزيد على النسبة المقررة للحجز بضعفين.

وبعد اقل من شهر فارق متهم الحياة داخل حجز قسم شرطة دار السلام، نتيجة إصابته بحالة إعياء شديدة، وأكد مصدر أمني عدم وجود شبهة جنائية في الوفاة، فيما توفي متهم اخر داخل غرفة الحجز واشارت المديرية الى أن المتهم أصيب بغيبوبة سكر.

الوادي الجديد والخارجة

اما عن السجون التي عادة ما يكون السبب وراء الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية، السبب غالبًا واحد في جميع حالات الوفاة التي تحدث اسبوعيًا، فلا يمضي من الوقت إلا قليلا إلا ومَلك الموت يحلق في سماء سجن الوادي الجديد.

ففي 30 مارس من العام الحالي، لقى السجين ''سعيد عبدالواحد''-المحكوم عليه 7 سنوات- مصرعه داخل زنزانته بجسن الوادي الجديد العمومي، وبنقل جثمانه إلى مشرحة مستشفى الخارجة العام.

وبتوقيع الكشف الطبي عليه تبين أن سبب الوفاة إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية وفشل في عضلات ووظائف القلب.

تحرر للواقعة المحضر رقم 850 إداري مركز شرطة الخارجة لسنة 2015.

وفي نفس السجن، في الأسبوع الذي يسبقه-26 مارس- لفظ السجين ''شحاتة عزيز مقار'' 68 سنة، أنفاسه الأخيرة، عقب إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية وعدم وجود شبهة جنائية في وفاته-بحسب الكشف الطبي الموقع عليه-.

تحرر المحضر رقم 1971 إداري قسم شرطة الخارجة لسنة 2015.

كما توفي السجين ''سعد عبد الواحد عيسى''، في 14 مارس، داخل زنزانته بسجن الوادي الجديد العمومي، بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، وفشل في عضلات القلب، وفق ما صرح به مصدر أمني.

وكان اللواء نبيل العشري مدير أمن الوادي الجديد، تلقى إخطارًا بوفاة السجين سعد عبد الواحد عيسى، 43 سنة - محكوم عليه 7 سنوات بتهمة تبديد-بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية وفشل في عضلات ووظائف القلب.

تكررت نفس الأسباب في وفاة السجين ''سيد .ق'' في 5 مارس، في السجن العمومي بالخارجة. وبالكشف الطبي على جثة المتوفى، تبين أن سبب الوفاة هبوط حاد بالدورة الدموية، وتحرر المحضر رقم 784 إداري الخارجة، بالحادث وتمت إحالته إلى النيابة.

وفي نهاية شهر فبراير الماضي لقي السجين ''العزب أبوبكر'' مصرعه، داخل سجن الوادي الجديد العمومي، بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية.

وكان قسم شرطة الخارجة، تلقى بلاغا يفيد وفاة المسجون، العزب أبوبكر عوض محمد، 46 سنة، مقيم بمركز أرمنت، محافظة قنا والذي يقضى عقوبة المؤبد، بسجن الوادي الجديد، على ذمة القضية رقم 5160 جنايات قنا، لسنة 1999، في قضية ''القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد''.

واختلف الأمر في وفاة ''حمادة عبدالرازق'' في 20 فبراير 2015، الذي قال التشخيص الطبي إنه لقى مصرعه بعد إصابته بنوبة سكر حادة.

وقبلها بيومين توفي السجين ''أحمد سيد'' بسجن الوادي الجديد، أثناء نقله بسيارة إسعاف إلى مستشفى أسيوط الجامعي بعد إصابته أيضًا بنوبة سكر حادة.

وفي نهاية عام 2014 لقى السجين ''أحمد جادو'' مصرعه داخل زنزانته بسجن الوادي الجديد العمومي، بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية.

كما لفظ السجين ''م. ع'' روحه، في 21 سبتمبر 2014، داخل زنزانته بسجن الوادي الجديد العمومي، بعد إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية بحسب التقرير الطبي الصادر بشأنه.

وفي 2 سبتمبر 2014، توفي السجين ''محمد راشد'' بالوادي الجديد، إثر إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى توقف عضلة القلب ووفاته داخل زنزانته - وفقا للرواية الأمنية.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج