إعلان

كتابات فى الفكر الاسلامى المعاصر.. الحلقة الرابعة: مشكلة الايمان

12:29 م الإثنين 22 ديسمبر 2014

كتابات فى الفكر الاسلامى المعاصر.. الحلقة الرابعة:

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – أحمد حمدى:

قدمنا فى ما سبق شرح سريع لمبدأ التصميم الذكى والذى يدل على ان وراء هذا الكون مصمم. الا ان هذه النقطة لا تلعب دورا كبيرا فى تغيير قناعات بعض الملحدين فكل ما هو غير معلوم الان يقع تحت بند "صدفة حتى يكتشف العلم غير ذلك". ولعل من اكثر الآراء التى علقت بذهنى تفسير ريتشارد دوكنز والذى قال بانه "لا يعلم السبب، لا احد يعلم السبب" وان التصميم الذكى فى المخلوقات قد يكون بسبب "خطة وضعتها حضارة عظيمة؛ اكثر منا ذكاء وتطور، فى مرحلة مبكرة من عمر الارض". نعم.... فيلسوف الالحاد الاول مستعد ان يؤمن بحضارة سابقة اعظم ذكاء وضعت خطة الكون ولا ان يؤمن بالله. ذكر هذا فى حوار اجرى معه كجزء من فيلم وثائقى اسمه expelled.

مشكلة الملحدين مع الايمان لا تنتهى بوجود الدليل. فكثيرة هى المرات التى يرى فيها الملحدون ادلة ولكن لا فائدة. احيانا يكون الالحاد نتيجة عامل نفسى اكثر منه عقلى او اعجازى. وللدلالة على ذلك نضرب مثلا بقصة سيدنا ابراهيم مع النمرود فى القرآن { أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ " على الرغم من وضوح هذه الحجة الا انه لم يؤمن بل " فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.. [البقرة : ٢٥٨]. فمكا تبين، تلعب العواطف والمواقف النفسية عاملا قويا فى تقبل الآراء المخالفة، بوجه عام و ليس بالضرورة فى ما يتعلق بالإلحاد.

اما فى ما يتعلق بالإلحاد، فالإلحاد سببه مجموعة من الافكار لا فكرة واحدة، وبعض المواقف النفسية تجعل صاحبها غير قادر على تقبل الاديان؛ وهو ما يدفع احيانا الى تحقير الرموز الدينية بطريقة مبالغ فيها. فنادرا ما تجد ملحد يحمل مشكلة واحدة مع الدين، فلن تجد من يشكو من عدم فهمه لكيفية الخلق فقط، او من يشكو من ايه معينة او حديث معين فقط. بل تجد سيل من الشكوك الاسئلة. و قليلا ما تتعلق هذه الافكار بالمسائل العلمية بقدر تعلقها بالروح العامة.

وللتوضيح، كان صراع العلم والايمان سببا قويا فى انهيار الدين وتراجع مكانة الكنيسة فى اوروبا. الا ان هذا الصراع حدث فى العالم الاسلامى بصورة اقل فى بعض النقاط ولأسباب معينة، يأتى الحديث عنها لاحقا. فالملحد غالبا ما يعترض على فكرة العبادة، على وجود اله اعظم، عن هدف الحياة، عن وجود بعض الآيات والاحاديث الغير مفهومة، وعلى سلوك بعض المسلمين "الملتزمين" السيء والذى من وجه نظرى يمثل اقوى هذه العوامل. تشكيلة من الاسئلة غالبا لا يتبع صاحبها منهجية فى الحل. فمهما شرحت لاحدهم عن حكمة الشرائع و فقه المرأة ودور الحجاب والجهاد واهمية الصلاة فلن يقتنع لان الاصل نفسه غير موجود. هو لا يؤمن بمن اوجد كل هذا ولذا لا يؤمن بحجية النصوص.

على كل صاحب فكر حقيقى ان يتجرد من المواقف والميول الشخصية، الباحث عن الحق لا يخشى الا الجهل ولذلك فان الباحث الحق عن الله سيجده فى النهاية مهما طال الطريق.

وللحديث بقية في الحلقة القادمة بمشيئة الله تعالى..

أقرأ أيضاً :

كتابات فى الفكر الاسلامى المعاصر.. الحلقة الأولى - الإلحاد

كتابات فى الفكر الإسلامى المعاصر ...الحلقة الثانية - أسباب الإلحاد

كتابات فى الفكر الاسلامي المعاصر..الحلقة الثالثة - البحث عن الله

فيديو قد يعجبك: