إعلان

الخيانة الزوجية.. أسبابه وطرق علاجه

09:18 م الجمعة 06 فبراير 2015

الخيانة الزوجية.. أسبابه وطرق علاجه

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد هاشم :

أن مفهوم الخيانة الزوجية شرعاً يشمل كل علاقة غير مشروعة تنشأ بين الزوج وامرأة أخرى غير زوجته أو العكس فهي تعتبر علاقة محرمة سواء بلغت حد الزنا أو لم تبلغ ويشمل هذا: المواعدات واللقاءات والخلوة وأحاديث الهاتف التي فيها نوع من الاستمتاع وتضييع الوقت .

والخيانة الزوجية هي إثم ومعصية وانحراف عن القيمة السليمة وفي جانب آخر يمكن أن تكون تعبيراً عن العدوانية والغضب وأن تكون سلاحاً ضد الزوج أو الزوجة.‏

فالاتصال بامرأة أخرى على شبكة الإنترنت او أي وسيلة اخرى ومغازلتها والتحدث معها حديثا جنسيا مكشوفا ،هو محرم ويمثل انحرافا من جهة الزوج وهو خيانة صريحة لزوجته ولقداسة الميثاق الغليظ والسر المقدس لأن ذلك يعني علاقة حقيقية بامرأة أخرى خارج إطار العقد الشرعي.

أما القول بأن المسألة لا تتعدى الخيالات والتصورات تماما مثلما يقرأ المرء رواية عاطفية تشتمل على مشاهد حميمة فجوابه أن الإسلام حرم أيضا الخيالات والتصورات الجنسية لما يترتب عليها غالبا من المفاسد وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حيثية رائعة جداً في هذا الجانب المتصل بالخيانة البصرية سواء من المتزوجين أو غير المتزوجين حين قال :(( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنَ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالْأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الِاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلَامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ )) .

وهذا يعني أن الخيانة الزوجية في الإسلام سواء كانت من جهة الزوج أو الزوجة ليس من الضروري أن تكون جسمية أو تلامسية مباشرة على المستوى الفيزيائي وإنما يمكن أن تكون خيالية أو تصويرية وفي هذه الحالة يزني الرجل بقلبه ولن يكون من قبيل المبالغة وصف الرجل بأنه "مريض"، وأنه لا يحمل أي شعور بالتقدير والاحترام لشريكة حياته بل إننا نجد في الفتوى الدينية تحريماً صريحاً .

وهذا النوع من الخيانات الزوجية هو أسوء من الخيانة الحقيقية في عالم الواقع لأن ذلك يعتبر انتهاكا شعوريا وفكريا للثقة التي هي أساس العلاقة الزوجية الصحيحة التي يعبر عنها الإسلام على لسان الإمام جعفر الصادق بالميثاق الغليظ أي العقد المتين.

ونحن ضمن هذه المعالجة بحاجة أيضاً إلى تحديد مفهوم الخيانة ،لأن البعض يحصرها في المجال المادي البحت وهذا غير صحيح فالخيانة تتجاوز ذلك لتشمل الجوانب الأخلاقية والنفسية والمعنوية فما يقوله البعض من إن الزوج في علاقة النت ومواقع التواصل الإجتماعي يحصل على الإثارة إما من خلال كلام أو مشاهد مثيرة.

وكلها عملية تفريغ لشحنات مكبوتة أو تنفيس عن النفس ولا مشكلة في ذلك طالما أشبع الرجل رغبة زوجته وعاشرها معاشرة عادية فهو لذلك لن يكون خائناً .

طبعا إن هذا التصور يحصر القضية في إعطاء الزوجة حقها الجنسي وأنه يبرر للرجل بعد قيامه بواجبه الجنسي أن ينفس رغباته في طرق أخرى، ولكن المسألة في الرأي الديني ليست مطروحة بهذه البساطة وبهذا المستوى من المادية الغرائزية لأن أبعاد هذه الأزمة تتجاوز الواجبات والحاجات لتصل إلى حد منظومة القيم وجوهرة الأخلاق في المجتمع البشري الصحي كما تصل إلى حد التهديد المباشر للحياة الزوجية التي يجب أن تقوم على المودة والرحمة والسكينة والحب، ومن الواضح أن هذه المقولات كلها ترتبط بجانب النفس والمشاعر وعلى الأزواج دائما أن يتأملوا بهذه الآية الكريمة التي تقول :{وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُممّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لّتَسْكُنُوَاْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُممّوَدّةً وَرَحْمَةً إِنّ فِي ذَلِكَ لاَيَاتٍ لّقَوْمٍ يَتَفَكّرُونَ}.

وانا أعتقد أن الموضوع بالنسبة لبعض الأزواج قد يكون مرضاً نفسياً إدمانياً بحاجة إلى معالجة وهذه هي المشكلة ،وقد يكون مجرد رد فعل مباشر على تقصير الزوجة، أو سوء أخلاقها أوإهمالها لنفسها أو بيتها أو أولادها، ولا يخلو البشر من عيوب وخطايا، فإذا به يردعلى عيوبها بالهجر والتقصير أو بالبحث عن علاقات خارج إطار الزواج، وينسى أن أساس درجة القوامة أنه مكلف شرعاً بأن ينفق عليها ويتسع قلبه لها، ويحتوي مطالبها ويقوم بحاجاتها، ولو لم تلتزم هي بما عليها أو ما هو منتظر منها .

هذا المفهوم الواسع للخيانة يجعل مفهومها أكثر دقة، لأننا لو بدأنا بمعالجة قضية الخيانة فقط بعد أن تصل إلى حدها الأقصى وهي جريمة الزنا، نكون كالطبيب الذي يعالج المريض بعد أن يصل لحالة ميئوس منها، لكن الشريعة الإسلامية جاءت فحرمت الزنا لكن ليس الزنا فقط بمعناه المباشر بل حرمت طرقه والسبل التي تؤدي إليه من باب سد الذرائع كالخلوة بالمرأة الأجنبية، والنظرة غير المشروعة لغير الحاجة وكذلك حرمت كشف العورات لأنها جميعها سبيل للزنا.

إذاً حينما نريد معالجة الخيانة ينبغي أن نعالجها في أول مظاهرها ومن أصغر أشكالها، وليس بعد أن يستفحل الأمر ويصل إلى حده الأقصى .

وإن الإسلام أباح للرجل أن يتزوج بأربع، لكن لم يبح له أن يقوم بعلاقات غير شرعية، ويجب على المرأة في كل الأحوال ألا تحتمل فوق طاقتها قال تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلا وُسْعَهَا}، فإذا استطاعت الزوجة أن تصفح عن زوجها بشرط أن تأخذ عليه العهد بعدم خيانتها مره أخرى، فلتصفح ولكن دون أن تتحمل فوق طاقتها، وإذا لم تستطع المرأة العيش والبقاء مع الزوج بعد الخيانة فالطلاق هو الحل الأمثل لها حتى لا تتدهور حالتها العصبية والنفسية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان