إعلان

قصص الأنبياء (8): لوط عليه السلام رسول الله لـ"مَنْ يأتون الرجال شهوةً من دون النساء"

03:42 م الجمعة 01 مايو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- ايهاب زكريا:

في حلقات يومية، وخلال شهر رمضان المبارك، يقدم مصراوي للقارئ الكريم قصص الأنبياء، استنادا لمصادر معتبرة في السيرة والتاريخ الإسلامي.

وفي الحلقة الثامنة يقدم "مصراوي" قصة لوط -عليه السلام- فكما جاء في كتاب "قوم لوط، سكناهم، وسبب تسميتهم" أن الله عز وجل أسل لوطا إلى قومه مُبشرًا ومُنذرًا، وبعثه رسولا من ربّ العالمين ووحيه، لكنّه قُوبل بالكفر والجحود من قومه، لأنّهم اعتادوا الإشراك بالله تعالى، وعبادة الأوثان، فثقل عليهم التوحيد، وكذلك؛ لأن مصالح بعضهم تتعارض مع الاستقامة والدين؛ كالمصالح المادية وغير ذلك من الأهواء التي يفضّلونها على طاعة الله ورضوانه، فجاهد لوط عليه السلام في سبيل الله محاولا أخذ قومه إلى رضا الله وجنانه.

إصرار سدوم على إتيان الرجال شهوةً من دون النساء

جاء في كتاب "قصة لوط عليه السلام في القرآن" أن قصة لوط بدأت حينما أرسله الله -تعالى- إلى قومه في منطقة سدوم في قرى الأردن، التي قيل إنّها في مكان البحر الميّت الآن؛ ليعلّمهم توحيد الله وترك الفاحشة التي كانت ظاهرة في قومه ومنتشرة كثيرًا، لكنّ قوم لوط لم يستجيبوا لأمره ولم ينتهوا عن فعلهم القبيح بإتيأن الرجال شهوةً من دون النساء، حيث هدّدوه بالإخراج من قريتهم، ولم يكن تفسيرهم لذلك إلّا طهارته، ونقائه، وتوحيده، وصرّحوا له بذلك، حيث قال الله تعالى: "أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ"،[ النمل: 56].
وفي ذلك تمادٍ واضح وفسق وتكبّر، إذْ لم يكتفوا بتبجّحهم بالفاحشة، بل إنّهم كرهوا من يدعوهم إلى الطهر وأعمال الفطرة، ثمّ تحدّوا نبيهم لوطاً -عليه السلام- أن يحلّ بهم العذاب الذي توعّدهم به في حال كفرهم واستمرار ذنوبهم، قال الله تعالى: "ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ"،[ العنكبوت: 29].

الملائكة ضيوف الأنبياء

أورد كتاب: "نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام" أن لوط -عليه السلام- بعد دعا بالنصرة من الله تعالى؛ أرسل الله ملائكته؛ جبريل وإسرافيل ووميكائيل عليهم السلام، ليُوقعوا العذاب على الكافرين، فمرّ الملائكة أولاً على قرية إبراهيم عليه السلام قبل أن يذهبوا إلى لوط، وبشّروا إبراهيم بولده إسحاق وولد ولده يعقوب عليهم السلام.
وأخبروا إبراهيم أنّهم أتوا؛ ليوقعوا العذاب في قرى قوم لوط، فخاف إبراهيم واهتمّ لذلك الخبر، وجادل الملائكة خشيةً على ابن أخيه لوط، فطمأنته الملائكة أنّ الله سينجي لوطاً عليه السلام، وسيهلك باقي القوم، ومن بينهم زوجة لوط؛ لأنّها لم تتّبع رسالة زوجها التي أرسله بها الله تعالى.

خيانة زوجة لوط عليه السلام لزوجها

توجّهت الملائكة بعدما ذهبت إلى إبراهيم عليه السلام إلى قرى قوم لوط، واستأذنوا لوطًا؛ ليدخلوا بيته، ففرح لوط بضيوفه وأدخلهم، وخشي أن يفضحه قومه إذا رأوا الرجال، وخاصّةً أنّ الملائكة كانوا على هيئة رجالٍ في منتهى الجمال، وحصل ما خشيه لوط؛ إذ أخبرتهم زوجة لوط التي خانت زوجها بإفشاء سر الضيوف الرجال.
فلمّا سمع القوم الخبر ذهبوا مُسرعين يفاوضون لوطاً ليدخلوا على ضيوفه، فحاول لوط إقناعهم وثنيهم عن ذلك، إلّا أنّهم رفضوا الاستماع له، فقال الله تعالى: "وَجاءَهُ قَومُهُ يُهرَعونَ إِلَيهِ وَمِن قَبلُ كانوا يَعمَلونَ السَّيِّئَاتِ قالَ يا قَومِ هـؤُلاءِ بَناتي هُنَّ أَطهَرُ لَكُم فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلا تُخزونِ في ضَيفي أَلَيسَ مِنكُم رَجُلٌ رَشيدٌ*قالوا لَقَد عَلِمتَ ما لَنا في بَناتِكَ مِن حَقٍّ وَإِنَّكَ لَتَعلَمُ ما نُريدُ"،[ هود: 78-79]، فلمّا رأت الملائكة الكرب الذي حلّ بلوط -عليه السلام- وهو يحاول إقناع قومه، أخبروه بأنّهم ملائكة، ولن يستطيع أحد إيذاءهم.

سماع أهل السماء عذاب قوم لوط

أورد كتاب: "نبي الله لوط عليه الصلاة والسلام" أن الملائكة بعد أن أخبرت لوطاً -عليه السلام- أنّهم ملائكة مُرسلون من ربّ العالمين، وأنّهم أُرسلوا؛ ليهلكوا القوم الكافرين، وطلبوا منه أن يخرج مع أهله من القرية ليلاً؛ لأنّ العذاب سيحلّ على قومه صباحاً، وطلبوا منه وممّن معه ألّا يلتفتوا إلى خلفهم؛ لينظروا إلى عذاب الكافرين، فتجهّز لوط ومَن آمن معه وخرجوا في طريقهم.
ورُوي أنّ جبريل -عليه السلام- قَلَبَ قرى قوم لوط بريشةٍ من جناحه، وقيل: إنّ قرى قوم لوط كانت أربع أو خمس قرى، حيث قدّر ساكنيها بأربعمائةِ ألفٍ، حيث سمع أهل السماء نباح كلابهم وأصواتهم عند حلول العذاب بهم، فصار عاليها سافلها، وأُرسل عليهم صيحةً ومطراً من الحجارة تتبع بعضها بعضاً، وقيل: إنّ كلّ حجر مكتوب عليه اسم الرجل الذي سيقتله، وكانت زوجة لوط قد خرجت معه أيضاً، إلّا أنّها عندما بدأ العذاب يحلّ بالكافرين سمعت أصواتهم وصراخهم فالتفتت تصرخ وا قوماه، قال الله -تعالى- عن عذابهم: (وَكَذلِكَ أَخذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ القُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ إِنَّ أَخذَهُ أَليمٌ شَديدٌ).[ هود: 102].

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان