سعر الذهب وقيمة الجنيه.. زيادة عكسية تصل 69% من بداية العام

كتب- محمود الشال

لم يتوقف صعود سعر الذهب غير المسبوق في مصر خلال الفترة الماضية، بمعزل عن أسعار الذهب عالميا التي تتأرجح صعودا وهبوطا مع قرارات الفيدرالي الأمريكي.

كان سعر جرام الذهب عيار 21 عيار، مستقرا عند 890 جنيها للجرام في مصر، بما يعادل 56.7 دولار، حتى أواخر مارس 2022، فيما كان سعر الأونصة في البورصات العالمية 1930 دولار، كان سعر صرف الدولار 15.70 مقابل الجنيه، قبل أن يحين موعد أول تعويم في عام 2022 ليهوى الجنيه إلى 18.5 مقابل الدولار وعكسه يقفز الذهب إلى 1010 جنيهات للجرام، وهي علاقة استمرت بين سعر الذهب وتخفيض قيمة الجنيه أمام الدولار بعيدا عن السعر في السوق العالمية.

منذ الربع الأول في عام 2022 بدأ سعر الذهب رحلة صعود تاريخية لم نصل لنهايتها حتى الآن، ففي السابع والعشرين من أبريل الماضي سجل الذهب عيار 21 سعر 2800 جنيه للجرام، وهو أعلى سعر تاريخي يسجله الذهب حتى الآن، بعدما بدأ العام الجاري بـ 1650 جنيه للجرام عيار 21، بنسبة ارتفاع 69.6%.

وتحرك سعر الذهب عيار 21، بمقدار 240 جنيها، وهي أيضا أعلى زيادة يومية للأسعار في تاريخ الذهب بمصر، على الرغم من تباطؤ حركة الأوقية بالبورصة العالمية، وتراجع الأسعار إلى مستوى 2000 دولار، ما يوضح أن المحرك لأسعار الذهب في مصر ليست حركة البورصات العالمية.

مؤشر آخر على العلاقة المنعزلة بين الأسعار العالمية والأسعار في مصر، هو استقرار أسعار الذهب في منتصف فبراير الماضي في مستوى الـ 1690 جنيه، رغم تراجع الأسعار في البورصات العالمية، وسط مخاوف المستثمرين من رفع الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة، بنحو يتجاوز 5%، بعد بيانات التضخم المرتفعة.

وتراجعت أسعار الذهب في البورصات العالمية خلال منتصف فبراير بنحو 2%، لتسجل الأسعار 1826 دولار للأوقية، وكان ذلك الأسبوع الثالث على التوالي للذهب متراجعا، بينما كانت الأسعار في مصر مستقرة.

وفي نهاية فبراير الماضي -28- سجل الذهب خسارة بنسبة 6% متجها إلى تسجيل أكبر خسارة شهرية منذ يونيو 2021 في الأسواق العالمية بفعل التوقعات برفع الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة لتهدئة التضخم المتزايد.

وتكرر الارتفاعات في السوق المحلي في مصر في بداية أبريل المنصرم في التعاملات الأسبوعية، إذ ارتفعت الأسعار المحلية بنسبة 7.7%، في ختام الأسبوع الأول، بينما تراجعت أسعار الذهب بالبورصة العالمية بنسبة 0.4% في ختام تعاملات الأسبوع نفسه.

وفي نهاية أبريل وصل ارتباك الأسعار ذروته مع تسجيل سعر جرام الذهب 2800 جنيه لعيار 21،

يقول طاهر مرسي إن سعر الذهب عالميا في 7 مارس 2022 سجل 1996 دولار، وسجل محليا في تلك الفترة 876 جنيه، وسجل عالميا في 27 أبريل الماضي نفس السعر، بينما سجل محليا 2800 جنيه، وهو ما يعكس انخفاض سعر صرف الجنيه أمام الدولار، حيث تعتبر أسواق الصرف سباقة وأكثر حساسية لسعر الصرف عن السوق الرسمي.

ورغم التذبذب الطفيف والانخفاض أحيانا لسعر الذهب عالميا في نفس الفترة، شهد السعر في السوق المحلي قفزات كبيرة، من 818 جنيها في الربع الأخير من عام 2021، إلى 1720 في الربع الأول من العام الجاري.

وبحساب سعر الذهب المتداول في مصر بما يساوي فيمة الدولار، ومتوسط سعر الدولار مقابل الجنيه في السوق الرسمي والموازي، شهد سعر جرام الذهب تذبذبا طفيفا بشكل ربع سنوي في الفترة من ديسمبر 2021، وحتى مارس الماضي.

بينما شهدت الأسعار قفزات كبيرة خلال الفترة من ديسمبر 2021 وحتى الربع الأول من العام الجاري نتيجة انخفاض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار.

مصدر بشبعة الذهب أكد أن التجار سعروا الذهب، بناء على اعتماد سعرا تحوطيا للدولار بلغ 50 جنيها، بعدما تخطى سعر الدولار في العقود الآجلة 44 جنيه، وهو ما أدى إلى الارتفاعات الأخيرة، مع ترقب تخفيض جديد في قيمة العملة المحلية، فيما أكد مصدر آخر بسوق الصاغة تداول الدولار مقابل 39 جنيه للشراء، و43 جنيه للبيع، في السوق السوداء، وهي أهم أسباب ارتفاع أسعار الذهب في مصر.