إعلان

السلاسل أم الصيدليات الصغيرة.. أيهما يفضل المستهلك؟

02:07 م الجمعة 30 سبتمبر 2022

السلاسل أم الصيدليات الصغيرة

كتبت- هبة خميس:

لسنوات طويلة لعبت الصيدليات الصغيرة دوراً مهماً في حياة المصريين، فحينما يشكو أحد أفراد الأسرة من أي ألم لا يتجه للطبيب أو المستشفى، لكنه يتحرك من منزله عدة خطوات ليتجه للصيدلي القريب، ليسأله عن مرضه، ويصف له الصيدلي العلاج المناسب بين مسكنات الألم ومضادات الالتهاب وأدوية البرد والإنفلونزا والمضادات الحيوية.

لكن مع ظهور سلاسل الصيدليات الكبرى تغيرت وظيفة الصيدلية أو ربما عادت لأصلها فأصبحت سلسلة تحت اسم واحد وبنفس عدد فريق العمل والتعليمات مع إلزام الصيدلي بمهنته الأساسية، وهي صرف العلاج للمريض فقط دون تشخيصه أو إعطائه أدوية بناء على أعراضه.

تلاحظ الدكتورة دعاء عبد ربه صاحبة معمل للتحاليل، أن المريض يتجه في الأساس للصيدلية القريبة منه، فيعود من الطبيب للمنزل ليمر على الصيدلية يصرف روشتة العلاج، لكن من خلال مهنتها تتطلع "عبد ربه" على تلك الصفقات التي تعقدها الصيدليات الكبرى مع الأطباء والمستشفيات.

"شبه المعامل الكبيرة اللي بتتفق مع الطبيب إن المريض ميعملش تحليل إلا فيها مع إعطاء الطبيب نسبة، وده نفس اللي بيحصل مع سلاسل الصيدليات، ده غير الاتفاقات مع شركات التأمين التي تتعاقد مع السلاسل".

من وجهة نظرها يؤثر ذلك على الصيدليات الصغيرة، مثلما يؤثر على معملها الصغير، فلا هي تعطي خصماً للمرضى من بعض الأطباء ولا تعطي أي نقاط إضافية مما يضر بعملها، لكنها تلتزم بعمل خصم للمرضى غير القادرين، لكن يعوض ذلك الزبائن أنفسهم الذين يتجهون لأقرب معمل مثل أقرب صيدلية.

وعن تجربتها تقول: "بالنسبة للصيدليات العادية بشوف إن مهما كان فيه سلاسل دور الصيدلي في الصيدليات دي بيريح الناس أكتر وبيكون فيه ثقة، وأحياناً الصيدلي يدل المريض لتخصص طبيب معين وده بيساعد المريض جداً".

بالنسبة لـ"دعاء" فهي مثل معظم الناس تتجه للصيدلية الأقرب، وإذا لم يتوفر العلاج تنتظر توفيره من الصيدلي، لا تتوجه على الفور لتلك الصيدليات الكبرى، وهي ترى أن باقي المرضى في منطقتها أغلبهم يتصرفون بنفس الطريقة، بسبب العلاقات القديمة التي لم تفسدها تلك السلاسل الكبرى.

على موقع "فيس بوك" دشنت طبيبة الجلدية "سارة حلمي" صفحتها ومجموعة للموضة ونصائح للاهتمام بالبشرة والشعر منذ سنوات، باسم "مريلة كحلي"، ومنذ تلك الفترة تحاول "حلمي" عمل مقاطع الفيديو لإعطاء النصائح للفتيات للاهتمام بملابسهن وبشرتهم من خلال عملها كطبيبة، ومثلما يستمع إليها متابعيها يوجهون الأسئلة إليها حول الأماكن التي يشترون منها تلك المنتجات للعناية بأنفسهن.

تؤكد "حلمي" على أنه في حالة منتجات العناية بالبشرة والشعر، فهي تفضل دائماً سلاسل الصيدليات لعدة أسباب، أولها التوافر والتنوع، فمعظم الصيدليات العادية لا يتوفر بها كثير من المنتجات الغالية وخاصة في الفترة الحالية بسبب مشاكل الاستيراد، وثانياً بسبب العروض التي تقوم بعملها تلك السلاسل على المنتجات الغالية، فأحياناً يقف سعر المنتج على المستهلك النصف في العروض، وأحيانا تجلب بعض السلاسل أطباء للجلدية وأخصائيين للتجميل في فروعهم، ليقوموا بالإجابة على أسئلة الزبائن، كما توفر عروضاً على مجموعات منتجات مخصصة لأنواع البشرة المختلفة، فيشتري الزبون عدة منتج بسعر جيد.

في بدايات المواسم، مثل موسم الصيف، تقوم السلاسل بعمل عروض على المنتجات المهمة بالموسم؛ كالعروض على واقي الشمس قبل بداية الصيف والعروض على الكريمات المرطبة قبل بداية الشتاء، لتجذب تلك العروض الزبائن، فهي مغرية بالنسبة لهم حيث يصل سعر المنتج داخل العرض لأقل من نصف سعره أحيانا، لكن تظل هناك مشكلة مثل اقتسام العروض فيبحث الزبائن عن المنتج وحده دون اضطراهم لشراء أكثر من منتج بسبب شروط العرض.

وبسبب تلك الأزمة قررت الصيدلانية، "ندى السيد" عمل مجموعة على موقع فيس بوك لمشاركة تلك العروض بين الناس، بالنسبة لها ترى أن تلك العروض رغم إغرائها لكنها تضع المستهلك في أزمة شراء ما لا يحتاجه أحياناً، فقررت عمل مجموعة لضم الناس تحت عنوان مشاركة عروض الصيدليات ويضم الجروب آلاف الفتيات اللائي يعرضن اقتسام تلك العروض طوال الوقت في المجموعة.

"البنات حالياً مهما كان مستواهم المادي عايزين يهتموا بشبرتهم وشعرهم، فالفكرة دي بتحقق أعلى استفادة في العروض، وكمان بتوفر على الناس أنهم يشوفوا العروض أول بأول علشان بتنزل عالمجموعة"،وفقا لندي السيد

تتنوع تلك العروض التي تعلن عنها سلاسل الصيدليات بين منظفات البشرة وأوقية الشمس والكريمات المرطبة، وأيضاً تضم العروض الكثير من علامات المنتجات الشهيرة وبمختلف الأسعار.

ترى "ندى" أن فكرة العروض جعلت الكثير من الزبائن تهتم بنفسها بشكل أفضل حيث تشتري ضمن تلك العروض المنتج بأسعار أقل وفقاً لإمكاناتها.

في حالة شراء الأدوية العادية لا يفرق الزبون بين سلاسل الصيدليات والصيدلية الصغيرة، فبالنسبة له ما يهمه هو توافر الدواء في أي صيدلية، لكن حينما نتحدث عن منتجات البشرة والشعر والعناية بالنفس، يتجه الزبون إلى سلاسل الصيدليات دون تفكير فبجانب العروض والتوفير تقوم بعض الصيدليات بعمل نقاط للزبائن وتلك النقاط تتحول لخصومات إضافية أحياناً أو هدايا وبسب ذلك تفكر "سمية عماد" المدرسة قبل شراء المنتجات من الصيدلية الصغيرة.

"مفيش سبب بيخليني أروح للصيدليات دي غير منتجات البشرة اللي بهتم بيها وبحاول أحافظ على الاهتمام ده من خلال العروض والنقط اللي بكسبها كل ما اشتري"، لكن سمية لا تهتم بالأخبار المتداول على تلك السلاسل سواء كانت بخصوص مديوناتها للبنوك أو احتكارها لسوق الدواء.

اقرأ أيضا:

مديونيات بالملايين.. هل تتوقف البنوك عن تمويل سلاسل الصيدليات وقطاع الأدوية؟

عضو غرفة صناعة الأدوية: لدينا 90 سلسلة صيدليات.. وبعضها ينتهج "سياسات خاطئة" (حوار)

نقيب صيادلة القاهرة: "السلاسل" إلى زوال.. وعملها غير قانوني لهذه الأسباب (حوار)

أزمة سلاسل الصيدليات| أصحاب الصيدليات الصغيرة: نحن خارج المنافسة

فيديو قد يعجبك: