إعلان

"لا تبكي يا ميري".. حكاية سيدة خطفت الأنظار في حفل "أم كلثوم"

03:34 م الأحد 21 فبراير 2021

ميري ميشيل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-رنا الجميعي:

يظل المحبوب محبوبًا حتى وإن رحل، حتى ولو مرّ على رحيله سنواتٌ طوالٌ.. في حفل أم كلثوم الشهير الذي غنّت فيه "هو صحيح الهوى غلّاب؟"، كانت تجلس سيدة ضمن الجُمهور، وعلى وجهها تأثر شديد، تُغمض عينيها كما لو أنها تتخيل حبيبها أمامها، تُغنّي أم كلثوم ذلك المقطع "يا قلبي آه"، فيما تمسح السيدة وجهها بالمنديل الذي ينتفض بالمشاعر والأحاسيس، ظلّت تلك السيدة التي ظهرت في الدقيقة الـ33 من الحفل أيقونة ضمن أشهر المُعجبين في تاريخ أم كلثوم مجهولة تمامًا، دون معرفة أي تفاصيل عن حياتها.

اعتادت "ميري ميشيل" حضور حفلات أم كلثوم، في الخميس الأول من كل شهر، لم يكن يُعيقها أي شيء في سبيل ذلك، يقول تامر رؤوف، حفيدها الذي يعمل كممثل، "كانت بتعتبر دي لحظات الاستجمام الخاصة بيها"، حيث كانت تُنهي عملها كمترجمة في إحدى شركات وسط البلد، ثم تعدو نحو منزلها الواقع في شارع قصر النيل، حيث تتأنق مُرتدية أبهى الفساتين، وبعدها يصطحبها زوجها الطبيب شفيق السندي، يمشيان سويًا حتى الوصول إلى دار سينما الأوبرا، التي لم تكن تبعد كثيرًا عن منزلهما أيضًا.

2021_2_21_15_33_34_377

جاءت ميري برفقة عائلتها إلى مصر في فترة الثلاثينيات، قادمين من الشام، وقد تعرّفت إلى زوجها بعد ذلك في فترة الأربعينيات، حينها جاءها الهوى من غير مواعيد، وكان شفيق يكبرها باثنى عشر عامًا "هو كان شخص بسيط، وبيحترمها أوي، وطيب"، تزوج الاثنان؛ فيُمنّي شفيق حياتها بالأفراح، حيث بدآ في إنشاء أسرتهما الصغيرة، كان أولها الابن رؤوف المولود عام 1947، وخلال السنوات التالية أنجبت ميري ولدا وفتاة.

148189206_3663961406973392_6628089328977775612_n

وفيما كانت الحياة تسير في هدوء "وكل مدى حلاوتها تزيد"، فميري كذلك لم تحسب أنه "في يوم ح ياخدني بعيد"، فحينًا يذهب الزوجان بمفردهما حفل أم كلثوم، وأحيانًا أخرى برفقة الصغار، فلم تحسب للزمن مواطن غدره، غير أنه وقع، ففي عام 1956 رحل شفيق في سن صغيرة، كانت ميري حينها في الثامنة والعشرين من عمرها، مُتحمّلة مسؤولية تربية ثلاثة أطفال وحدها، ولم يُعزّها سوى حضور حفلات أم كلثوم.

هكذا عاشت ميري بين جنة ونار، وظلّ عزاؤها في حضور حفلات الست، تفرح بالقرب منها، وتستمتع بصوتها البديع، وقد قابلتها وجلست معها، كما يقول تامر، فلم تكن تعتبرها مُجرد مطربة فحسب، بل صديقة أيضًا.

وحاولت ميري أن تأمن غدر الزمن مرة أخرى بعد وفاة زوجها، لكن جاءتها فاجعة أخرى تُذكّرها بأن العهود لا تُجدي "مع اللي مالوش أمان"، فبعد سنوات من فاجعة رحيل شفيق زوجها، رحلت أم كلثوم نفسها، عام 1975، وكأن ميري لم تتحمّل ذلك القدر من الحزن، كما قالت أم كلثوم في أغنيتها "أهل الهوى وصفوا لي دواه.. لقيت دواه زوّد في أساه"، هكذا زاد أسى ميري هانم التي لم تقدر على الصبر أكثر من ذلك، حيث خانها قلبها عصر يوم في عام 1979.

151308597_419354792486317_1134603739495975744_n

ففي ذلك اليوم انتظرها أبناؤها أمام سينما مترو، حيث اتفقوا على مشاهدة فيلم "لا تبكي يا حبيب العمر" سويًا، غير أن ميري لم تأتِ، فقد أحسّت بالتعب في عملها، فأخذتها زميلاتها لتُجري رسم قلب، لكن الموت أدركها سريعًا دون تعب في عمر الواحدة والخمسين، راحلة في هدوء مُفجع للأحبّة "وازاي يا ترى\ أهو ده اللي جرى".

2 - حفيد ميري (2)

فيديو قد يعجبك: