زكريا غنيم.. قصة أول مكتشف لطريق الكباش (بروفايل)
كتبت-رنا الجميعي:
لم يكن يعلم دكتور زكريا غنيم أن اسمه سيتردد كثيرًا بعد وفاته بـ 72 عامًا، فقد كان له الفضل أن يكون أول مُكتشف لطريق الكباش الذي بدء أعمال الحفر فيه في أواخر الأربعينيات من القرن العشرين.
إعلان
وُلد زكريا غنيم عام 1905 بمركز فارسكور التابع لمحافظة دمياط، وبدأ عمله كأثري قبل الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) في منطقة سقارة، وبعد ذلك عُيّن غنيم مفتشًا للآثار في أسوان عام 1939، ظل هناك لعشر سنوات، وأصبح كبير مفتشي صعيد مصر عام 1946، وقد اكتشف أول 8 تماثيل موجودين في بداية طريق الكباش من ناحية معبد الأقصر عام 1949.
حينما تولى غنيم المنصب جعل تركيزه مُنصبًا على منطقة بعينها، كان هناك جزء مرتفع غرب هرم زوسر المدرج، وذلك الجزء اعتقدت الخرائط بالخطأ أنه مُجرد "هضبة"، لكنّ غنيم بحث في الأمر؛ بدأ الحفر هناك حتى اكتشف أنها قاعدة هرم كبيرة لم يتم استكمال بنائها، على مدار سنوات ظلّ غنيم يستكمل بحثه، وبتلك المنطقة وجد غنيم عدد من المومياوات التي ترجع للعصر البطلمي، كما عثر على 62 ورقة من أوراق البردي مكتوبة باللغة الديموطيقية يرجع تاريخها للأسرة الـ26، ومذكور عليها اسم الملك أحمس الأول.
وكأن أطراف المأساة تبدأ في إحكام حلقتها؛ وصل غنيم لقاعدة الهرم التي تحتوي على غرفة بها تابوت ملكي مصنوع من المرمر، حينها ظنّ عالم الآثار أن ذلك هو تابوت الملك زوسر الثاني، كانت فرحة عظيمة له، ولم يفتح التابوت سوى بعد دعوة الصحافة العالمية، وقيل أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بنفسه شهد تلك اللحظة أو كان في الطريق إليها، وبمقدار تلك الفرحة الكبيرة كانت خيبة أمل عظيمة، فحينما جاءت اللحظة المُنتظرة في ذلك العام 1954 وقام غنيم بفتح التابوت، وجده فارغًا.
إعلان