إعلان

تحليل رقمي لـ"لعبة الحبار".. لماذا تصدر squid game قائمة الأكثر مشاهدة؟

04:24 م السبت 09 أكتوبر 2021

squid game

كتب- محمود الشال:

"المجتمعات الأكثر تهميشا، وصراع البقاء على قيد الحياة، وأحلام الثراء السريع" إطارات رئيسية جعلت "squid game" أول مسلسل كوري يحتل صدارة أعمال "نتفليكس"، والأكثر مشاهدة في 90 دولة حول العالم.

تدور قصة المسلسل حول "جي هون" رجل أربعيني بائس، قبِل الدخول مع 456 متسابقا يعانون من ضائقة مالية، دفعهم الإغراء المادي لدخول لعبة غامضة، ولكن متسابقا وحيدا سيفوز بالجائزة المالية المقدرة بـ45 مليون دولار، بعد أن يقتل اللاعبون بعضهم، في إطار من الغموض، والإثارة النفسية التي تعرض صفات النفس البشرية، ما دفع المسلسل لتصدر محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي وقد يكون واحدا من أفضل 10 أعمال خلال عام 2021 وفق بي بي سي، لكن لماذا كسب المسلسل كل هذه الشعبية؟

ينتقد المسلسل تفاوت الطبقات، خاصة تحكم الطبقات الغنية الذين يقفون وراء اللعبة في أحداث المسلسل، ما شجع الجماهير على متابعته، إضافة إلى إظهار الاضطرابات النفسية العميقة على مدار تسع حلقات.

صورة 1 (1) تصدر المسلسل محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي بعد يومين فقط من عرضه في 17 سبتمبر الماضي، وفي مصر يبلغ متوسط البحث الشهري حول المسلسل 1.600 مرة، بلغت أقصاها في الأول من أكتوبر الجاري بواقع 3.471 عملية بحث من الهاتف و4.629 عملية البحث من جهاز الديسك توب، طبقا لأداة " ubrsuggest"

كانت محافظة بورسعيد هي الأكثر بحثا يليها السويس ثم الإسكندرية والغربية، والقاهرة في المركز الخامس، وفق بيانات محرك جوجل.

صورة 2 (1)

ورغم أن نتفليكس لم تعلن تفاصيل وفئات المشاهدات، لكن بتتبع آراء المشاهدين ممن دونوا انطباعهم عن المسلسل على موقع تويتر، يتضح أن أغلب المشاهدين من الفئة العمرية بين 18 و24 عاما، بواقع 53.9% يليهم الفئة العمرية بين 25 و34 عاما، بنسبة 41.5%، بينما لم يكتب أي شخص فوق سن 44 عاما أي شيء عن المسلسل، وفق أداة " talk walker ".

كانت الإناث الأكثر متابعة بنسبة 55.5%، ثم الذكور بنسبة 44.5%، وبلغ إجمالي التفاعل مع المسلسل 39 مليونا على مستوى العالم.

صورة 3 (1)"عرض العمل الدرامي على منصة رقمية هو السبب الرئيسي في جذب الشباب"، يعلق محمد عدلي الناقد الفني، مستشهدا بدراسة "جمعية الفيلم الأمريكي"، إذ يصل نسبة المشتركين في خدمات البث الرقمي من الشباب إلي 76%، وهي نسبة متقاربة لاستخدام هذه الفئة العمرية للإنترنت.

"العنف سيظل حاضرا بنسخ مختلفة"، يضيف عدلي أن عوامل نجاح الدراما توفرت في العمل، وتناسب هذه الفئة العمرية من الأحداث السريعة وغير المتوقعة، وهي عوامل تميز الدراما الكورية والإيطالية والإسبانية متفوقة على الأمريكية في الفترة الأخيرة.

"من أحلى البدايات اللي شفتها في المطلق"، يقول محمود عز إن بداية المسلسل مثيرة جدا، لكن المسلسل بعد أربع حلقات أصبح مملا بسبب "الرتم الهادي" كما أن الحلقة الأخير تدور في إطار من الوعظ والرسائل المباشرة، وأحداث غير منطقية من وجهة نظره، عكس البداية: "سريعة وغير متوقعة، شاهدت الثلاث حلقات الأولى متتالية، والأخيرة استغرقت يومين".

يقول "هوانج دونج"، كاتب ومخرج المسلسل إن أول حلقتين استغرقتا ستة أشهر تقريبا، قبل أن يعرض الكتابة على أصدقائه لتحسينها مرة أخرى، وفق تصريحات نشرتها مجلة " variety" الأمريكية.

بعد يومين فقط من عرض المسلسل أصبح في المركز الثامن على منصة نتفليكس، ثم صعد إلى المركز الثاني بعد ثلاثة أيام، وقفز إلى الأول بحلول اليوم الرابع.

مخرج المسلسل هوانج دونج أخرج فيلم التحرش الجنسي "صامت" عام 2011، وبعدها الفيلم التاريخي "القلعة"، ويرى أن من أسباب نجاح المسلسل البساطة والشخصيات التي يمكن ربطها بسهولة، موضحا أنه أراد أن يكتب قصة عن المجتمع الرأسمالي الحديث بشخصيات "قابلناها جميعا" في الحياة.

"انبسطت بهدوء ورسائل آخر حلقة وطريقة طرح الأفكار"، تقول ميرنا أحمد التي أخذت على المسلسل دمويته الشديد، إضافة إلى بعض المشاهد "الخارجة".

وترى حنان الميهي أن المسلسل يجسد حالة موجودة بالفعل رغم دمويته الشديدة، لكنه يركز على خطورة إغراء المال.

وحاز المسلسل على رضا 85 % من تقييمات الجمهور البالغة 1199، وفق موقع " rottentomatoes " المتخصص في تقييمات الأعمال الفنية، و94 بالمئة من النقاد صنفوه "عملا جيدا".

صورة 4 (1)

جحيم الحياة لا يقل عن اللعبة

يبدأ المسلسل بنقل البطل الأربعيني جي-هون رفقة المشاركين في اللعبة، وبعد مقتل نصفهم وانسحابهم، يقررون العودة مرة أخرى، فجحيم الحياة في الخارج لا يقل عن تحدي اللعبة، وتتوالى الأحداث السريعة والمتغيرة باضطرابات إثارة نفسية فتظهر الأنانية ويقتل العديد من اللاعبين.

الكل أو لا شيء

في الحلقة السادسة يصبح الحلفاء أعداء، ويستغل كل شخص حيله لقتل صديق الأمس، ويكتشف جي-هون أن قائد اللعبة هو شقيقه، ثم يدخل تحديا أخيرا في اختبار الفطرة الإنسانية ويموت منافسه قبل حسم الرهان، ولكن بعد فوزه وخروجه إلى العالم الطبيعي يقرر العودة مرة أخرى لفضح هوية من يقف خلف لعبة "الحبار المميتة".

صورة 5 (1)يقول عدلي إن فكرة المسلسل تختلف عن نسخ العنف الشعبية المملة في الدراما المصرية، وإن لاقت بعض الأعمال نجاحا فهذا يرجع إلى موسم العرض الرمضاني و"جمهور المقاهي"، لكن حتى أرقام التوزيع في السينما تكشف عزوف الجمهور، بينما أعمال مثل "ليه لأ" و"خلي بالك من زيزي"، هي أفكار جديدة لم تكن لتعرض أو تمررها الرقابة قبل ذلك، وفضلها هذا الجيل؛ لأنها بعيدة عن القوالب النمطية للبطل الشعبي وقصة الصعود التي تعاد منذ الخمسينيات: "تحتاج الدراما كاتبا يعرف مفردات هذا الجيل، الذي يتابع بلا كتالوج أو أمور مفروضة عليه، بداية من الموسيقى إلى الأعمال الفنية"

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان