إعلان

بطل × كتاب.. كيف ودع أسامة أنور عكاشة محبيه؟

04:11 م الثلاثاء 07 يوليه 2020

سوناتا لتشرين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هبة خميس:

لماذا تأتي الأشياء الصحيحة في التوقيت الخطأ؟.. ولماذا تتحقق الأمنيات بعد فوات الأوان؟

يفتتح الكاتب الراحل روايته الأخيرة بذلك المقطع الذي ينقشه بطل الرواية على ورقة مفرش المنضدة في الفندق الذي يجلس فيه، لتكون مدخلاً مناسباً لرواية الكاتب الراحل الأخيرة "سوناتا لتشرين" والتي افتتحها باعتذار لقرائه عن غيابه سنوات طويلة عن الكتابة الأدبية ليودعنا بتلك الرواية المميزة قبل رحيله.

سنوات طويلة خطفت الراحل من الكتابة الأدبية للدراما التليفزيونية، لتصبح مسلسلاته أيقونة يتابعها كل المصريون بشغف مهما مر عليها سنوات، نحفظ شخصوها ونحبهم و نتأثر بمشاكلهم. ربما لأن كتابته للدراما استندت على العمق الذي حفره في المجتمع المصري فأَضحت الشخوص تشبهنا وتعكس كل مشاكل المجتمع الذي نعيش فيه.

على خلاف تلك الإشكالية و علاقة المجتمع بأفراده فإن البطل في رواية "سوناتا لتشرين " لم يشبه باقي تلك الشخصيات، فلامس مجتمع الكبار بشدة حتى سقط من عليائه.

البطل الصحفي أشرف عفيفي كان قد انسحب من عالم الأحياء، ورحل لمدينة الإسكندرية بعد مؤامرة دبرها له أحد رجال السلطة والنفوذ في مصر، فقرر الانسحاب في عز مجده وشهرته من عالم الصحافة للمدينة التي اختارها منفى لنفسه بعد ما حدث، ليقابل إحدى أًصدقائه بالصدفة فيعود ليروي ذكرياته كاملة من بداية شهرته لواقعة سقوطه المدوي.

يستطيع الكاتب الراحل تعليق القاريء بالأحداث من بداية الرواية بإيقاع هاديء وسلس، بشكل مختلف تماماً عن باقي رواياته مثل "منخفض الهند الموسمي" التي تحولت لمسلسل موجة حارة حيث يربطنا من البداية بشخصية "غزلان" الذي يحتار الكل في وصفه، لكن البطل في "سوناتا لتشرين" هاديء و لا يصرح بانفعالاته وغضبه مما حدث لكنه يرويه على مهل حتى نجد أنفسنا عند النهاية مندهشين من سرعة الحكي و حركة الأبطال.

بالرغم من رحيله منذ عشرة أعوام إلا أننا مازلنا حتى الآن نتابع "ليالي الحلمية" و"زيزينيا" ومعظم أعماله بنفس الشغف الذي تابعناه فيه أول مرة، ونعتبر أن تلك الرواية كانت خير اعتذار وأسف لمحبيه الذين حرموا جمال أعماله و كتابته.

فيديو قد يعجبك: