في ألمانيا.. مغامرات عبده وأصدقائه لمساعدة العرب أثناء "أزمة كورونا"

04:00 م الإثنين 23 مارس 2020

خالد عبده وزوجته الألمانية اللذان يساعدان المصريين

كتبت-رنا الجميعي:

منذ بداية الأسبوع الماضي تملّك خالد عبده حالة من الحماس، وهب نفسه لمساعدة أي مصري واجه مشكلة بسبب توقف الطيران الجوي، وليس ذلك فحسب بل أي عربي تعرقلت حركته بسبب الأوضاع الناتجة عن انتشار فيروس كورونا.

إعلان

وقد أعلنت الحكومة الألمانية، أمس، منع التجمعات لأكثر من شخصين، وقد وصل عدد المصابين هناك إلى أكثر من 26 ألف شخص.

استخدم عبده الفيسبوك لوصول دعوته لمساعدة أكبر عدد ممكن، فعبر جروب "travel secrets club" كتب الشاب عن نيته لفتح منزله لأي مصري عالق، كما نشر دعوته أيضًا على إحدى المجموعات التي يتجمع عليها مصريو ألمانيا، التي تحوّلت خلال تلك الظروف إلى قائمة بمتطوعين من بينهم عبده يتأهبون للمساعدة في أي وقت، محاولين الانتشار في جميع مدن ألمانيا.

ومنذ أن نشر عبده دعوته لم يصمت هاتفه للحظة، ومن بين من ساعدهم إحدى العائلات المصرية التي لا يعرفون طريقًا لابنهم الذي يعيش في ألمانيا، وعبر دائرة الأصدقاء الذي من بينهم عبده توصل لكون الابن داخل العزل الصحي، مغامرات عديدة خاضها الشاب بصحبة زوجته الألمانية "هي اللي كانت بتقدر تتواصل مع المؤسسات هنا"، يحكي عبده أن المستشفى رفضت في البدء اعطاءه أي معلومات عن المصري المفقود "بعد محاولات كتير عرفنا إنه في العناية المركزة".

ولم يركن عبده عند ذلك، بل ترك رقمه لدى استعلامات المستشفى في حالة استيقاظه بعد العملية "وكلمته بعدها، كانت حالته مستقرة".

يذكر عبده أيضًا إحدى الاستغاثات من طبيب مصري وزوجته، حيث تم الاشتباه في كونها مصابة بفيروس كورونا،داخل المطار "كان الإنجليزي بتاعه ضعيف، ومكنش عارف يتواصل مع سلطات المطار"، سرعان ما ذهب إليهم عبده رغم المسافات الكبيرة التي يقطعها بسيارته، لكنه تواجد جانب الطبيب "وطلع معندهاش حاجة"، فيما قابلتهم مشكلة اقلاع الطائرة المحددة لهم "وحجزنا لهم طيارة تانية".

لم يُساعد عبده المصريين فقط، بل دقّ بابه العديد من الجنسيات العربية الأخرى، منهم اثنين مغاربة وأردني، حيث تم إلغاء رحلاتهم، واضطروا للبقاء داخل ألمانيا "استضافتهم عندي في البيت"، لم تكن تلك الحالات فقط من احتاجت للمبيت، لكن عبده تمكّن من حجز فنادق لآخرين أيضًا، فيما يحكي أيضَا أن هناك فتاة سورية علقت مع والدها الشيخ المريض في برلين، وتمكنّ عبده وأصدقائه من مساعدتها باللوازم التي تحتاجها.

الطلبة المصريون أيضًا كانوا عالقين في ألمانيا، حيث توقفت الدراسة، ونفدت نقودهم، واستغاث عدد منهم بعبده "لأن الطلبة هنا معتمدين إنهم جمب الدراسة يشتغلوا، بس الحياة وقفت خالص".

لم يتمكّن عبده من المساعدة في جميع الاستغاثات التي قدمت لديه، كما لم تكن لها علاقة بالأوضاع الناتجة عن كورونا فحسب، حيث طلب مساعدته إحدى العائلات المصرية التي انقطع التواصل بينها وبين ابنه لمدة تصل لشهرين "لكن لحد دلوقت مقدرناش نوصل لأي معلومة عنه".

فرح عبده كثيرًا حينما تلقى مكالمة من مكتب الأجانب في ألمانيا، فقد شكروه على حجم المساعدات التي قدّمها هو وأصدقاؤه، كما تواصل عبده مع السفارة المصرية التي وجد منها ترحيبًا لتمثيل المصريين في ألمانيا عبر ارتداء تيشيرتات عليها علم مصر وألمانيا لتوزيع عدد كبير من الكمامات والمطهرات.

يشعر عبده أنه يقوم بما يستطيع، يشارك بما لديه، يوفي حق الأيام الصعبة التي عاشها منذ عام حين قدم لأول مرة إلى ألمانيا "ووقف جمبي ساعتها ناس كتير".

إعلان