إعلان

في زمن كورونا.. كيف تستعد المقاهي لقمة الأهلي والزمالك في نهائي إفريقيا؟

02:27 م الإثنين 23 نوفمبر 2020

المقاهي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- عبدالله عويس:

قبل ظهور فيروس «كورونا» في مصر، وما تبعه من إجراءات تتضمن الإغلاق وتعليق الأنشطة، كانت المباريات الساخنة تحتل اهتماما كبيرا لأصحاب المقاهي، فالزبائن قد يفيضون حتى لا يجدوا لأنفسهم مكانا. زحام سيكون مردوده في مئات الجنيهات في ليلة واحدة. لكن استعدادات الكافيهات والمقاهي لمباراة نهائي أبطال إفريقيا، بين قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك في الـ27 من نوفمبر الجاري، ستكون مختلفة، على إثر الوباء المستجد، وأعداد الإصابات المتزايدة.

وفقا لقرارات مجلس الوزراء المصري، فإن المقاهي التي أغلقت جزئيا، في مارس الماضي، قبل أن تغلق تماما لشهور، عادت إلى العمل بنسبة 25% ثم زادت إلى 50%، نهاية يوليو الماضي، ورغم أن ذلك لم يعوض العاملين في المقاهي وأصحابها عن الخسائر التي تعرضوا لها على مدار شهور، إلا أن ذلك مثل لهم بارقة أمل. لكن تلك النسبة المفروضة لا تخضع للرقابة بشكل دائم، ولا يلتزم بها في كثير من المقاهي، لا سيما في المباريات المهمة: «عندك ماتش الزمالك والرجاء الأخير، القهاوي كانت مليانة والناس مش لاقية مكان كمان، فنسبة إيه بقى اللي نلتزم بيها، خسرنا كتير ومحتاجين نكسب» قالها علي مصطفى، مالك مقهى بمنطقة المعادي، جنوب القاهرة.

يعدد مالك المقهى المباريات المهمة التي اهتم بها جمهور الكرة في مصر، وعلى رأسها مباريات الفريقين الأهلي والزمالك، مباريات ليفر بول، حين يشارك اللاعب المصري محمد صلاح، وهي أيام بحسب الرجل الأربعيني، يكون دخلها مضاعفا عن الأيام التي لا مباريات فيها: «مكسب الماتش لوحده ممكن يبقى ضعف اليوم، يعني لو هعمل ألف في يوم عادي، هعمل ألفين في يوم الماتش». ويرى الرجل تلك المباريات رزق كبير للعاملين في المقاهي وأصحابها. وفي مصر 3.5 مليون عامل في القطاعات الخدمية كالمقاهي والمطاعم والأندية، كما تصل أعداد المقاهي إلى مليوني مقهى، تستحوذ القاهرة منها على 150 ألفًا: «فتوقعنا لنزول الناس للقهاوي كبير، ومستينيين الماتش عشان المكسب، لكن نسبة 50% حضور دي مش ملتزمين بيها في العادي عشان صعب تتطبق».

الجرافيك

ينفق المصريون على تدخين السجائر والشيشة نحو 40 مليار جنيه سنويا، ويبلغ حجم إنفاق رواد المقاهي نحو 40% من رواتبهم، بحسب إحصائية رسمية للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، ومع وجود كورونا والإجراءات التي اتخذتها الدولة في سبيل مواجهته، فإن على المقاهي الالتزام بعدد من الأمور على رأسها نسبة الـ50% من الإشغالات، ومنع تقديم الشيشة، والإغلاق في الـ12 منتصف الليل، ورغم التزام عدد من المقاهي بتلك الشروط، إلا أن البعض يخالفها أيضا، وفق ما تعلنه وزارة التنمية المحلية، من شكاوى المواطنين المتضررين من عدم التزام المقاهي بالاشتراطات المفروضة عليهم، وكشف الوزارة لعدد من المخالفات، التي أغلقت على إثرها بعض المقاهي، وسحبت تراخيصها، لعدم التزامها: «القهاوي الكبيرة بتلتزم نسبيا عشان بتبقى في أماكن مكشوفة، لكن قهوة في حي شعبي، مش هتلتزم بالـ50% من نسبة الإشغالات لإنه بكل بساطة عاوزين نكسب ونعوض فترة الإغلاق» يحكي أنور فاروق، مالك مقهى بمنطقة إمبابة، شمال محافظة الجيزة.

الصورة الأولي

يحاول الرجل ما استطاع حماية زبائنه من العدوى، لكن ومع وجود مباراة نهائي أبطال إفريقيا، فإن ذلك يصير صعبا، فالزحام سيكون على أشده، كما أن تحديد نسبة بعينها للحضور سيكون من رابع المستحيلات، على ما قاله الرجل. وتأتي أهمية المباراة، في أن طرفيها من بلد واحد للمرة الأولى منذ انطلاق أول نسخة للبطولة عام 1964.اعتاد أنور تجهيز المقهى قبل أي مباراة كبرى بفترة كافية، فيعمد إلى تأجير كراسي خشبية، وشاشات تلفزيون، ومعدات للعمل، كما يستأجر عاملا إضافيا أو أكثر لتجهيز أحجار الشيشة، لكنه لن يفعل ذلك تلك المرة: «هكتفي باللي عندي وده عشان سببين، إنه مش ضامن الحي ممكن يطب علي يعملي مشكلة، وبرضه في ناس بتقلق من الزحام وبتخاف من كورونا وده حقهم».

ما حكاه أنور عن عدم إجراء تجهيزات مختلفة للمباراة، بسبب كورونا، ذهب إليه أحد أصحاب المقاهي في منطقة وسط البلد، لكن الرجل أضاف بعدا آخر، يكمن في قلقه من إغلاق المقاهي في ذلك اليوم، بحسب التعليمات التي تصل إليه بالغلق في أيام بعينها، وليس وحده من تغلق أبواب مقهاه في بعض المباريات المهمة، كما يخشى الرجل أيضا أن تقرر الحكومة إغلاق المقاهي ذلك اليوم خشية العدوى التي قد تنتشر في الأماكن المغلقة، والتي يصعب فيها التباعد الجسدي: «ساعتها هكون عملت تجهيزات أكبر لأعداد أكبر وفي النهاية هقفل، والنتيجة إني هطلع خسران».

فيديو قد يعجبك: