في المقاهي ومحلات الملابس الرياضية.. المُنتخب الأولمبي "رزق"

11:58 م الثلاثاء 19 نوفمبر 2019

أحد المقاهي بمنطقة وسط البلد

كتب- محمود عبدالرحمن:

داخل أحد المقاهي بمنطقة وسط البلد، وقف أحمد عبد النبي، مدير المقهى، يتابع أحد العاملين لحظة قيامه بضبط شاشات العرض، استعدادًا لمشاهدة المباراة التي تجمع بين المنتخب المصري الأولمبي ونظيره الجنوب أفريقي على استاد القاهرة، بعدما حقق لاعبو المنتخب الأولمبي العديد من الانتصارات ببطولة أمم إفريقيا تحت سن 23، بخلاف المنتخب الأول الذي لم يحقق أي انتصار في لقاءاته بالتصفيات المؤهلة لبطولة أمم أفريقيا 2021، ليصبح المنتخب الأولمبي هو مصدر الرزق للعديد من المقاهي والكافيهات "منتخب عنده حماس ورح رياضية، والناس بتيجي مخصوص علشان تتفرج عليه" يقولها أحمد.

إعلان

قبل ذلك في البطولات السابقة، لم يكن المقهى يهتم بعرض مباريات المنتخب الأولمبي، غير أنه بعد الأداء الذي لفت الأنظار، وتحقيق الفوز على منتخبات مالي وغانا والكاميرون، في نفس الوقت الذي أخفق فيه المنتخب الأول في تحقيق فوز على منتخبات جزر القمر وكينيا.

سحب المنتخب الألومبي البُساط من منتخب الكبار. "مكناش بنهتم قبل كده غير بمواعيد مباريات المنتخب الأول وبعض ماتشات بالدوري الإنجليزي والأسباني" يوضح صاحب الـ45 عامًا.

يضيف الرجل الذي يعمل بمجال إدارة الكافيهات والمقاهي منذ أكثر من 20 عام، بأن أن المباريات هي مصدر أساسي لدخل أي مقهى أو كافيه، ومباريات الفريق الأولمبي شهدت ازدحاماً بالفترة الأخيرة بمقهاه، لذا أوصى العاملين بالاهتمام بمواعيد المباريات، بعدما لاحظ اهتمام رواد المقهى وسؤالهم عن مباريات بطولة أمم أفريقيا تحت 23 عامًا، التي استطاع المنتخب الأولمبي تحقيق العلامة الكاملة في دور المجموعات بها، بـ 9 نقاط في المجموعة التي ضمت كلًامن مالي وغانا والكاميرون، والذي حقق فيهم الفريق الفوز، واكتملت الفرحة بعد الفوز مساء اليوم على نظيره الجنوب أفريقي، في لقاء ضمن منافسات الدور نصف النهائي لأمم أفريقيا تحت 23 سنة، ليتأهل إلى نهائي البطولة، وكذلك إلى أولمبياد طوكيو 2020. بينما فشل فريق المنتخب الأول بالفوز خلال مباراتين متتاليتين أمام كل من جزر القمر وكينيا، مكتفيًا بالتعادل.

في باحة أحد المقاهي، بمنطقة فيصل بالجيزة، ظل علي مصطفى، أحد العاملين بالمقهى، يمر سريعًا على الكراسي و"الترابيزات" لتنظيفها وترتيبها، خارج وداخل المقهى في محيط الشاشات، استعداد للمبارة المنتخب الأولمبي، مساء اليوم مع منتخب جنوب أفريقيا "منتخب الشباب بقا ليه شعبية كبيرة وجمهور بيستنى مبارياته"، يقول علي، بينما يحرص على تجهيز مقهاه قبل ساعات من المباراة تمهيدًا لاستقبال زبائنه.

يقول صاحب الـ23 عاماً "في الأول كنا بنعتمد على ماتشات زي ليفربول في الدور الإنجليزي، لكن مؤخراً زاد جمهور المنتخب الأولمبي بعد فوزه أكثر من مرة على العديد من المنتخبات. مرة واحدة لقيت الناس بتسالني على الماتش هيشتغل ولا لا"، فبدأ التركيز والاهتمام بمباريات الشباب.

لا يقتصر الاهتمام بالمنتخب الأولمبي على المقاهي والكافيهات فقط، التي تهتم بعرض مبارياته، بل يمتد الأمر إلى فروع محلات بيع الملابس الرياضية "احنا عاملين عرض تي شيرت للمنتخب الأولمبي علشان نشجعه" قالها ماجد مصطفى، مسؤول إحدى فروع محلات بيع الملابس الرياضية بمنطقة وسط البلد، مضيفًا "المنتخب الأولمبي بقى ليه اسم أكتر من المنتخب الأول وأحنا بنمشي مع الحاجة اللي بتجيب رزق".

مساء أمس، نشر ماجد، بوست على صفحة المحل بموقع فيس بوك، بعمل خصومات وتخفيضات على أسعار الفانلات الخاصة بالمنتخب الأولمبي، تشجيعًا لهم، موضحًا بأن جمهور المنتخب الأولمبي أصبح ملحوظ ولابد من الوقوف بجانبه خصوصا بعدما أصبح له جمهور كبير، وهو ما لمسه في زيادة حركة البيع عند كل مباراة، فيما يقول الشاب الذي يعمل في المهنة منذ أكثر من 15 عامًا، يرى ماجد أن المنتخب الأولمبي أصبح له شعبية كبيرة جدا، يتمنى أن يستمر في الفوز حتى الحصول على البطولة "إن شاء الله يحققوا اللي المنتخب الأول محققهوش".

"فريق عنده روح رياضية وعايز يحقق حاجة بخلاف الفريق الأول" بهذة الكلمات بدأ محمود عبد العليم، الذي كان يقف على ناصية المحل لشراء تي شيرت المنتخب، للمرة الثالثة، يتابع الشاب صاحب الـ20 عامًا، الفريق الأولمبي، وجد فيه حماس ومستوى غير موجود بالمنتخب الرسمي، لذا قرر الشاب الذي يقطن بمنطقة بولاق الدكرور القدوم مع ساعات الصباح الأولى إلى منطقة وسط البلد لشراء تي شيرت المنتخب الأولمبي، للذهاب إلى استاد القاهرة للتشجيع يقول "اشتريت تذكرة وهروح الاستاد فريق يستاهل التشجيع، وإن شاء الله نفوز بالبطولة"، يختتم حديثه بحماس.

إعلان