بالصور- المسجد العتيق بسيوة.. 941 عاما من صلاة لم تنقطع أبدًا

03:44 م الثلاثاء 15 أكتوبر 2019

المسجد العتيق بسيوة

كتب وتصوير- محمد مهدي:

في شوارع واحة سيوة بمحافظة مطروح، حين يُسمع آذان بديع النغم في الأنحاء، يتجه العشرات من الأهالي ناحية مدينة شالي القديمة التي تركوها منذ عقود عديدة، يصعدون الجبل القديم لأداء الصلوات في المسجد العتيق، أول المساجد في مطروح، الذي تم افتتاحه منذ 941 عاما، لم تنقطع خلالهم الصلاة مهما كانت الظروف، كما يقول -لمصراوي- الشيخ "عبدالله عمرو منصور" إمام المسجد منذ عام 1970.

إعلان

لم يتغير المسجد منذ تشييده في عام 500 هجريًا، ظل باقيًا على هيئته الأولى، مساحة تصل لـ 100 متر بُنيت من "الكرشيف" وجذوع النخيل، وله بابين أحدهما في الجهة الشمالية الشرقية وآخر في الجهة الجنوبية الغربية فضلًا عن مآذنة كبيرة تشبه الطراز الأندلسي "بنغير بس جذوع النخل لما النمل بياكله" مرة واحدة خضع المسجد لأعمال الترميم "في سنة 2011 لكن الأساس والجدران زي ما هي".

رغم هجرة أهالي سيوة لجبل شالي بعد سقوط أمطار غزيرة تسببت في هدم بيوتهم، لكنهم يعودون إليه يوميًا مع كل صلاة "أنا حضرت المسجد ومدينة شالي القديمة لسه موجودة قبل ما تتهدم" تعلق قلوب الجميع بالمسجد العتيق رغم تشييد 5 مساجد أخرى في الواحة "دايما عامر بالمصلين خاصة في يوم الجمعة وشهر رمضان" إذ يحرص الكبار على اصطحاب أبنائهم رفقتهم خلال أداء الصلاة.

في الماضي وقبل وصول الكهرباء إلى واحة سيوة، كان المصلين يضطرون إلى صعود الجبل وسط الظلام لأداء صلاتي المغرب والعشاء "كنا بنولع لمبة جاز عشان ننور في المسجد" لم يمنعهم ذلك من حرصهم على الصلاة بالمسجد العتيق "ثم الكهربا وصلت لسيوة من المغرب لـ 12 بليل" قبل أن تصبح متاحة دائمًا منذ عام 1985، خاصة أن الجميع يرتاح لصوت المؤذن ولخطبة الشيخ عبدالله "أنا بخطب من 58 سنة، 8 في مسجد بالبلد تحت، و50 سنة في المكان هنا".

المسجد غير تابع لوزارة الأوقاف، لذلك يكون اختيار الإمام من قِبل المصلين "الناس اختاروني من سنة 70 وقبلي كان فيه 5 آمة للمسجد" يواظب الشيخ الثمانيني على الذهاب إلى المسجد يوميا على مدار 50 عاما، اعتاد فتحه في الصلوات الخمسة قبل موعدها بساعة ثم المغادرة فور انتهاء الصلاة، لكن مع مرور الزمن وصعوبة الحركة "بقيت بقعد من العصر لحد العشا، وفي رمضان من عشرة صباحا لحد التراويح" حين يُسأل عن مشقة الصعود إلى المسجد يقول "ربنا بيقويني، المسجد هو أهم حاجة في حياتي، صعب أسيبه".

لا يقتصر المسجد على أداء الصلوات فقط، إذ تقام فيه عدة مناسبات مختلفة على مدار العام "بنعمل حفلات ليلة الإسراء والمعراج وليلة المولد النبوي" يزدحم أهالي سيوة داخل المكان، من جميع الأعمار، تصدح أصوات المديح وذكر النبي (عليه أفضل الصلاة والسلام) فيما توزع المأكولات والمشروبات احتفالا بتلك المناسبات الدينية.

لا يفرط أهالي سيوة في حضور تلك الطقوس التي لا تتكرر كثيرًا، فيما حرص الشيخ عبدالله منذ توليه الإمامة على عدم إغلاق المسجد قط "حتى وقت الترميمات، كانوا يصلحوا في مكان وإحنا نصلي في المكان اللي جنبه" لا يجب أن يُترك المسجد دون صلاة "حتى لما بسافر أو بغيب بسبب المرض لازم حد ينوب عني لكن المكان ميتقفلش".

إعلان