إعلان

العِلم وحده لا يكفي.. بريطانيا ترفض استقبال باحثة مصرية بسبب مرتبها

11:16 ص الأحد 09 سبتمبر 2018

جهاد شوقي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:

منذ أيام كانت جهاد شوقي، أمينة بالمتحف المصري، في حَرب مع الوقت لتقديم كافة الأوراق المطلوبة منها إلى السفارة البريطانية بمصر، للحصول على تأشيرة من أجل تلبية دعوة لحضور مؤتمر علم المصريات الدولي، لعرض ورقة بحثية لها هناك، غير أنها تلقت رفضا على منحها التأشيرة، حاولت مرة أخرى وتكرر الرد نفسه بسبب مرتبها الضئيل-1400 جنيه- وهو ما دفع وسائل إعلام بريطانية للحديث عنها مؤكدة أن تلك الخطوة "ضارة" بالمملكة.

1

مصراوي تواصل مع شوقي للحديث عن تفاصيل ما جرى معها، بداية من حصولها على الدعوة، والمحاولات التي تمت للحصول على التأشيرة، كيف تعاملت مع الرفض لمرتين، واصرارها على عرض بحثها عبر الإنترنت من مصر، وردود الفعل حول محاضرتها عبر "اسكايب" وكيف تلقت انتباه وسائل الإعلام البريطانية والمصرية بالأمر.

حين علمت شوقي منذ أشهر باقتراب مؤتمر علم المصريات الدولي، للحديث عن كيفية كسر الحواجز بين المجتمع والمتاحف، سارعت بتقديم ورقة بحثية من أجل على الحصول على منحة لحضور المؤتمر وعرضها خلال فاعلياته "وفي شهر رمضان اللي فات جالي رد إني اتقبلت" لتبدأ على الفور في تحضير كافة متطلبات السَفر.

رفقة زميلها "عبدالرحمن عثمان" تقدما إلى السفارة البريطانية بالقاهرة بأوراقهما "منها دعوة المؤتمر وإنهم بيتكفلوا بنفقات السفر والإقامة، وموافقة من وزارة الأثار بالموافقة" قبل أن يصلهما الرد بالرفض "مرتبك قليل، 1400 جنيه مُقلق بالنسبالهم" لم تستسلم الفتاة الثلاثينية، تواصلت مع القائمين على المؤتمر "كانوا متفهمين جدًا وبعتولي جواب مفصل عن المؤتمر وبضرورة حضوري".

2

من جديد منحت شوقي أوراقها إلى السفارة البريطانية، فعل الأمر نفسه زميلها عبدالرحمن، وافقوا على سَفره ورُفضت هي "عشان المرتب وحالتي الاجتماعية قالوا مفيش حاجة تجبرني إني أرجع لو سافرت" غصة تملكت منها، مشاعر مختلطة بين الحزن والغضب من التعنت "حسيت الموضوع غير آدمي إني أترفض مرتين رغم إني باحثة ورايحة مؤتمر مهم".

في الوقت الضائع، حاول القائمون على المؤتمر الاتصال مباشرة بالسفارة للبحث عن حِل لكنهم لم يتلقوَا رد "أصريت وقتها إني أشوف أي حل وأقدر أعرض الورقة البحثية اللي اشتغلت عليها حتى لو مش هسافر" تلقوا في "سوانسي" حماسها بالترحاب "واتفقنا بالتعاون مع زميلي عبدالرحمن أعمل المحاضر سكايب" خاصة أن المناقشة التي ستدور في المؤتمر يمكن الاستعانة بها في رسالة الماجستير التي تقوم بإعدادها.

على مدار أيام أعدت شوقي المحاضرة التي ستلقيها، تنسيق يومي ودائم مع زميلها في بريطانيا "واتدربنا أكتر من مرة عشان نتأكد إن الموضوع هيطلع بشكل جيد" كما وضعا خطة في حالة حدوث أية طواريء للتعامل معها سريعًا دون ارتباط، وفي الموعد المُحدد لها، 7 سبتمبر الجاري، الساعة 11 ظهرًا، كانت تجلس بملابس مهندمة أمام شاشة الحاسوب الآلي لتبدأ الحديث عن بحثها.

صورةةة 3

"إديت مثال على متحف الأقصر، وقدمت مقترحات إزاي يبقى فيه تفاعل مع الزوار، وإيه هي التسهيلات اللي نقدر نقدمها عشان نجذبهم يكرروا التجربة تاني" الدقائق الأولى مرت ببطء، لكن مع تفاعل الحضور شعرت بالارتياح واستمرت المناقشة لنحو 30 دقيقة "حصل مشكلة في الصوت، بس كنا عاملين خطة زي ما قولت" من خلال رسائل صوتية على تطبيق "واتس آب".

4

سعادة غامرة تملكتها من التعليقات الطيبة للحضور عن استفادتهم من المحاضر "حسيته رد اعتبار ليا، التعليقات كانت فوق ما أتخيل" ثم ما جرى من الكتابة عنها في "بي بي سي" وهاتفها الذي لا يتوقف عن الرنين-على حد تعبيرها- من وسائل إعلام عربية وأجنبية- ومئات الرسائل الداعمة لها عبر "فيسبوك" بعد أن نُشر عنها من قِبل أساتذتها وزملائها "أتمنى إن المشكلة دي متواجهش أي باحث أو مُشارك في مؤتمرات دولية".
5

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان