إعلان

"المكان ده".. 11سيدة يتخففن من تجربة السجن بالحكي

07:45 م السبت 03 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

داخل معرض "المكان ده" الذي نظمه مشروع "بُصي" لعروض الحكي، تجوب في رحلة داخل حياة 11 سيدة، تأتي الحكايات عن تجربتهن مع السجن، عن أول يوم في "الحبس"، العيد الذي لم يمر عليهن هُناك، خيبات الأمل، الفقد، الظُلمة والظُلم وهول التجربة، تأتي القصص عن المكان الذي غادرنه، لكنه لم يغادر أرواحهن.

"الموضوع ده مبنتكلموش فيه.. محدش يعرف إني اتحبست" تصف إحداهن تجنب الحديث عن السجن للفرار من الوصم الاجتماعي، لكن الحكي يأتي كمحاولة للتخفيف من التجربة، أن تربت القصة على حُزن أخرى مرت بنفس الأزمة، جاءت تلك الورشة بالتعاون مع مؤسسة بصي وجمعية رعاية أسر السجينات.

1

تقول دينا عبدالنبي، مدير تنفيذي، لمشروع بصي المعني بـ"خلق مساحة حرة للسيدات والرجال في مصر لحكي التجارب المسكوت عنها في المجتمع"، إنهم حاولوا تقديم عرض مختلف هذه المرة عن قضية لم يتطرقوا لها من قبل ولا يوجد وعي كافٍ لدى المجتمع عنها، فجاءت ورشة حكي مع مجموعة من السجينات السابقات لتوثيق حكايتهن.

ويحرص أعضاء بُصي كما في كل عروضهم على سريّة هوية أصحاب القصص، فيما يعتمدون على متطوعين يستمعون إلى الحكايات الأصلية، ويقومون بالحكي أو تسجيلها صوتيًا كما في "المكان ده".

2

اختلف العرض هذه المرة عما قدمته "بصي" مُسبقًا، إذ تم الاعتماد على تسجيلات صوتية بأداء المشاركين في ورشة الحكي بدلًا من صعودهن على مسرح، فيما تم تقسيم الإحدى عشرة حكاية على أربع مجموعات، ومن خلال مُشغل وسماعات رأس، تمكّن الحاضرون من سماع القصص والتجول في المكان المُعد للحدث.

تنوّعت الإحدى عشرة قصة ومشاعرها "كلمة كل سنة وإنت طيب هناك مبتتقالش، بتجدد أحزان كتير.. براءة؟ طيب أعمل بيها إيه البراءة بعد ما طفحتوني الدم أنا وأهلي وبعد ما خسرتوني بيتي وحياتي وسمعتي.. لما دخلت الموضوع كان صعب لدرجة إني مكنتش مختلطة بحد، مكنش في غير دمعتي".

3

توضح عبدالنبي لـ"مصراوي" أن الاختيار جاء بناء على الرؤية الفنية لمخرجة الحدث، حيث أرادوا أن يكون المكان أكبر من المسرح، بحيث يفتح مساحة من الخيال والتأمل في التجربة، يسمح لأي من يشعر بثِقل الحكايات بأخذ راحة، فيما حاكت غرف المكان شكل السجن بالتفاصيل التي جاءت في حكاية السيدات. 

"كنا بنقضيها بالحب والتهريج، اللي يغسل واللي يشطف وبنعديها.. أصلها لازم تعدي بالطول والعرض، لازم تعدي".. داخل غرف العرض اصطفت متعلقات للسجينات السابقات، جلباب أبيض اللون "طرحة"، كما أحضر أعضاء "بُصي" أشياء ذُكِرت في القصص.

4

تحافظ عروض "بُصي" على السرية لكنها أيضًا تسرد التفاصيل كما قيلت من صاحبتها "مبنشيلش جمل لإن ده بتتنقل بإحساس صاحب القصة، بنحافظ على لزمات الكلام واختلاف اللهجات في محافظات مصر.. المتطوع بعد ما بيسجل بيقابل أصحاب القصص وبيسأله هل ده بيوصل إحساسك بالقصة اللي مريت بيها ولا لأ.. كله عشان يقرب من الشخصية أكتر".

تمر عروض "بُصي" على سلسلة من المحطات، على مدار خمسة أشهر استمرت ورشة الحكي، بعدها جاءت مرحلة الأرشفة والتوثيق وتحضيرات العرض، ثم عملية طويلة من موافقات أصحاب القصص على كل مرحلة، حتى يضمنوا موافقتهم على المادة النهائية التي تُجسد تجربتهن.

5

ينبهر أصحاب القصص بردود الفعل "بيكونوا مش مصدقين إن الناس مهتمة تسمع قصتهم أو يعرفوا ناس مروا بنفس التجربة، كل ده بيخلق حِس من التضامن اللي مروا بالقصص واللي بيسمعوا بيشوفوا جانب مختلف من التجربة".

الحكي بالنسبة لعبدالنبي ومشروع "بُصي" مهم "في فرق بين إضاءة على القضايا الاجتماعية من خلال أرقام وإحصائيات وفرق حكي قصة واحدة بتقول إنها حست بكذا والناس اللي حواليا عملوا كذا، درجة التفاعل بيكون أكبر وبتمس أكتر".

6

قبل أي عرض يحرص أعضاء المؤسسة على التنبيه أن أصحاب القصص أحيانًا ما يكونوا حاضرين "فخلوا بالكم عشان محدش يقول أي حكم أو توجيه ممكن يجرحهم"، فيما يتم عرض منتجات خاصة بالجمعيات المتعاونة معهم "بنجيب منتجات الستات عملوها وبتكون في العرض عشان تساعد في التسويق بتاعها".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان