في صحراء بلبيس.. 17 مشهدًا من سباق خير جِمال مصر (قصة مصورة)

06:29 م السبت 03 مارس 2018

سباق الهجن

كتبت-رنا الجميعي:
تصوير: علاء أحمد ومحمود بكار

يُعتبر سباق الهجن مُناسبة تحرص عليها القبائل البدوية، فُرصة للالتقاء والتباهي بما يملكون من جمال، هو تراث يحافظون عليه، يحفظون السلالات الأصيلة من الاندثار، كما أنها فُرصة جيدة لبيع الجمل غير الأصيل بأعلى سعر.

إعلان

بعد توقف 8 سنوات دعت الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بمحافظة الشرقية لإحياء سباق الهجن العربية الأصيلة من جديد، في صحراء بلبيس.
في مصر تُقام عدد من السباقات، أشهرهما مهرجان الإسماعيلية وشرم الشيخ، أما سباق العريش المُحبب لكثيرين توقف عام 2014.

يُشارك في السباق 300 هجين من مختلف القبائل البدوية، أمثال "الحويطات، المساعيد، المزينة، الحيوات، العيايدة".

يحضر السباق بجانب الشيوخ الشباب والأطفال، يفترشون الرمال بموازاة مضمار السباق، يتكوّن الجمهور من الأقارب.

يصطحب البدو سياراتهم، ملاكي ونصف نقل، التي يستخدمها البعض منهم في متابعة السباق، حالما يبدأ.

الأطفال هم جزء أساسي من هذه الاحتفالية، حيث ينتقي شيوخ القبائل أصغر الأطفال وأخفهم وزنًا في عمر السادسة أو السابعة، للمشاركة في السبق، فهم من يمتطون الجمال للفوز.

قبل بداية السبق، كانت الجمال على موعد مع عرض أمام محافظ الشرقية.

شارك الشيخ "سالم ناصر" من قبيلة العيايدة بخمسة جمال "ده تراث قبيلة بنحييه عشان مينقرضش"، غير أنه اختص جمله بالعرض الذي يفتخر به كثيرًا "بقاله 10 سنين معايا".

لكل جمل مُدرّب خاص به، يقوم على رعايته "عمره بيكون من 2 لـ8 سنوات"، ويتكون غذاءه من "فول وشعير وعجوة ولبن"، وتدريب الطفل المتسابق.

عند خط البداية يستعد الجميع، يقف الجمهور متحفزًا، وتحمل ملامح الأطفال التركيز.

ثُم يحدث الانطلاق، ينقسم السبق إلى 8 أشواط، كل شوط تتراوح مسافته بين الـ5 كيلو إلى 15 كيلو.

لا صوت للصغار داخل المهرجان، يُشاهدون ما يحدث من مسافة، أو مُلتصقين جوار أقربائهم، لكن مع بداية السباق، تتحوّل ملامح الأطفال، من الوداعة التي يكونوا عليها إلى منافسين شرسين، يُمسك كل منهم عصا يضرب بها الجمل للجري، ومُستخدمًا قدميه لهمزه.

ينتقل الشباب إلى السيارات والموتسيكلات، ليُتابعوا السباق أثناء حدوثه، "ينفع ماتش كورة من غير مشجعين" يستنكر ابراهيم البدوي من قبيلة المساعيد سؤاله عن سبب متابعة السباق وسط غبار يشتد من كل جانب.

يبقى الصغير فوق الجمل أثناء السباق، يُقاوم غبار شديد تُثيره أقدام الجمال المهرولة، وحده من يحمل الفوز إلى المنتظرين عند خط النهاية.

قبل البداية أو بعد نهايته تقوم اللجنة الفنية للاتحاد المصري للهجن بتسجيل اسم كل مشارك في الشوط الواحد، واسم كل جمل منافس.

يحمل خط النهاية الراحة إلى المتسابقين، الكل يتابع بلهفة، أو يحفظ السباق عبر كاميرا الموبايل.

مع هرولة الجمل نحو خط النهاية يحتاج إلى التوقف، أحيانًا يلزمه ثلاثة لـ"الفرملة".

خط النهاية يعني أن هناك من فاز، وآخرون يسيرون على مهل، فقد خسروا لكن الهزيمة لا تعني النهاية، فالأهم هو الحفاظ على التراث.

إعلان