إعلان

في فيسبوك.. كيف مرّ عيد الأضحى على النباتيين؟

05:15 م الإثنين 04 سبتمبر 2017

النباتيون يثيرون الجدل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:

لا يتوقف جدل عالم النباتيين كل عام، إلا إنه يتجدد في موسم اللحم، عيد الأضحى المبارك، وفيما ينوي العيد الرحيل، لم يتوقف النقاش، الذي وجد متسعا في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، بين نباتيين يرفضون اللحوم، وأغلبية ترفض "الدين الجديد"، الخروج عن "الطبيعة" في أكل اللحوم، لا يخلو النقاش من المرور عبر الدين والعلم.

ملتقى نباتي.. النباتية في مواجهة الدين

ملتقى النباتيين، وشعاره "من أجل الحيوان والبيئة والانسان"، ساهم في هذا النقاش مبكرا، بصورة نُشرت في 22 أغسطس الماضي، بكلمة "لطعامك وجه"، تدلل الصورة على أن اللحوم التي نتناولها هي بالأصل لكائن حي، وبشعار "لا تجعل بطنك مقبرة"، للتنفير من أكل الحيوانات.

1

انطلق الملتقى من محافظة السويداء من سوريا، محافظة السويداء في عام 2010. أصبح لاحقا أكبر المنصات عربيا في مجال الدعوة للنباتية. "رامي السمان" مؤسس الملتقى من سوريا يقول لـ"مصراوي" إن الهدف هو زيادة الوعي الانساني حول النباتية. والحذر من "الأذى الكبير" الذي يطال الإنسان والحيوان والبيئة جراء النظام الحيواني في الطعام.

يرى "ملتقى النباتيين" أن النزوع إلى الخضروات والفواكه بدلا من اللحوم اتجاها عالميا، وأن هناك مصادر منوعة للحصول على البروتين مثل الصويا والكينوا والشيا. ويعزز فكرته بعدد من الدراسات العلمية عبر موقعه الإلكتروني، واعترافات علمية مثل الجمعية الأمريكية للتغذية.

لكن هناك نقاشات أكبر من العلم، إذ أن سوء الفهم وانتشار الخرافات، بحسب المسؤول عن الملتقى تقف أمام النقاش. أحد أهم الخرافات هي أن "النباتية ضد الأديان"، يتابع "الرد من طرفنا على تلك النقاشات يكون حسب نوع التعليق، إذا كانت التساؤلات بغرض المعرفة نجيبه، وإذا كانت مستفزة وشتائم نتجاهل الرد".

حوار مع صديقي "النباتي"

من الملتقى للأفراد، اختار بسام أحمد المصمم الألكتروني، 33 عاما، أن يدعو لـ"النباتية" بطريقة الفيديو. "بيسوهات" اسم الفيديوهات التي يقدمها الشاب، منذ عام ونصف وهو يحاول أن يكون نباتيا بشكل تام، يعتقد أن النباتي شخص أكثر صحة، خاصة لمن لا توجد أمامهم الفرص لممارسة الرياضة. لم يستعن الشاب الثلاثيني بأطباء "قررت أقرأ كتير عن الموضوع، واعتقد أن كل العناصر الغذائية اللي محتاجها الجسم موجودة في النباتات". يعتقد الشاب أن أكثر صعوبة واجهته لعالم النباتية الخالص هي الملل من الطعام النباتي، و"العزومات" التي تقتضي وجود البروتين الحيواني.

يبتعد بسام عن النقاشات الحادة حول النباتية، يوضح "إحنا مش بنحرّم من حاجة، زي حد مش بيحب القلقاس، وللأسف معظم الاعتراضات إننا بنحرم"، يعتقد أن الدين مكون يدخل في جميع النقاشات وليس الطعام فحسب "لو هري مبدخلش فيه لإنه بيضيع حاجات كتير أهمها الوقت".

الفيسبوك، تحديدا مجموعة plant based diet، شجع "سميرة حمزة" منذ شهر لأن تتبع نظاما غذائيا بلا لحم "بقيت بحس جسمي مرتاح ولقيت نفسي أريح وأخف"، طبيعة عملها في الترجمة في أحد المجلات العلمية جعلها تعرف أكثر عن اللحوم "بقيت بشوف خطوط الشواء كأنها خطوط تعذيب".


من الانترنت أيضا، حصل أحمد حامد –مصور حر- على معلومات من عالم النباتات. حامد الذي امتنع عن أكل اللحوم منذ قرابة الشهر ونصف، كان يراوده النظام النباتي منذ فترة، حتى سافر إلى منحة دراسية بألمانيا لمدة شهر، وهناك وجد "قوة" للنظام النباتي "محلات كتيرة بتحاول تجذب الشرايح دي من الناس".

ويتابع حامد إنه شعر بتحسن في صحته عقب الامتناع التام عن اللحوم والألبان، فيما يدلل الشاب الثلاثيني بسام على صحة التزامه النباتي له بقلة حبوب الشباب لدى بشرته.

2

"مش المفترض أن كلنا نكون نباتيين، لكن فيه تطرف مرفوض"، يستهجن الشاب الثلاثيني اقحام الأديان في النقاش، تستفزه أطروحة "النبات برضه بيتألم"، يؤمن حامد أن اللحوم المصنعة وتكاثرها يؤثر سلبا على الطبيعة "كون الانسان نباتي جزء من احترام منظومة كبيرة وهى الأرض.. حزين جدا أن النقاش يتحول لعبث، وكمان مش مقبول أن النباتيين يحقروا من آكلي اللحوم".

شخصيات عامة تشارك في النقاش

الجدل أثاره أيضا الإعلامي باسم يوسف، حين كتب في أول سبتمبر الجاري منشورا عبر صفحته الرسمية عن النباتيين، يقول يوسف إن النظام النباتي يدعو لتناول الطعام في أقرب حالته الطبيعية، وألا يكون معالج أو مصنع إلا في حدود ضيقة. "، يؤكد أن "تغيير النظام الغذائي صعب جدا، وفيه درجة من الإدمان في الطعام، بروتين اللحم فيه جزء زي الاندروفين والمروفين، عشان كدة تبطيل الجبنة أصعب من اللحمة".

من الإعلام للدين، يقول الشيخ "خالد بهاء الدين" عبر صفحته من موقع ask على فتاة نباتية "ربك الذي خلقك يبيح أن تأكلي من اللحوم، ويطلب منك أن تطعمي الناس منها، وأضاف "نحن نأكل بعض الحيوان والنبات، فهذا هو الغرض من خلق الله لها، واعتبار هذا منافيا للإنسانية أو للرحمة: حماقة"، تابع الشيخ في رده " لا أعرف كيف يمكن للنباتيين أن يأكلوا هذا النبات الجميل!، كائن حي لطيف مسالم، لا يؤذي".

خبيرة تغذية: أجسادنا لا تستغنى عن الروتين الحيواني

أجسادنا لا يُمكن أن تستغنى عن العنصر الأهم من البروتين الحيواني، وهو فيتامين بي 12 أو فيتامين بي، هكذا تقول "ليندا جاد" استشاري التغذية العلاجية و السمنة لـ"مصراوي"، مضيفة أنه العنصر الأساسي المسؤول عن تكوين كرات الدم الحمراء. وتذكر الطبيبة أن النباتيين يحصلون على مكملات غذائية -في صورة حبوب- وذلك لتعويض النقص من هذا العنصر، لكن هذا التعويض لا يوزاي الاحتياج الطبيعي.

ترى خبيرة التغذية أن التوازن مستحب، فالامتناع التام عن البروتين الحيواني ربما يفقد الوزن ويبعد صاحبه عن مخاطر الأمراض، لكنه يضعه على حافة أمراض أخرى، مثل الأنيميا بسبب نقص الحديد وفيتامين ب، وكذلك نقص الكالسيوم. تذكر الطبيبة أن الجسد يحتاج لكل كيلو جرام من اللحوم، أي ما يوزاي قطعة لحم بكف اليد (60-70 جرام) للفرد الواحد، قطعة او قطعتين بالإسبوع.

3
يختلف النظام النباتي من فريق لآخر، فهناك الفيجتيرين vegetarianهو من يتمنع عن اللحوم والأسماك والدواجن، لكنه يمكن أن يأكل منتجات الألبان ومشتقاتها، أما الفيجن vegan هو البُعد عن كل هذا، اللحوم ومشتقتها والألبان، يمتد كذلك للبعد عن منتجات اللحوم من ملابس الفرو مثلا، اعتقادا بأنه حفاظا على الحيوان.

بين الفريقين، المحب للحوم، والمبتعد عنها، تقول الخبيرة إن الأزمة الكبرى في الظن بأن أكل اللحوم "عشان صحتنا تبقى أفضل"، تتابع "هذا جزء من ثقافتنا، وهو أيضا اعتقاد خاطيء، للأسف الشعوب العربية تميل للشراهة، والاستخدام المفرط". يميل الجسد الذي يتناول اللحوم لـ"الحمضية" وهى منطقة لا نجد فيها صحتنا، بعكس "القلوية" التي يكون فيها الجسم في حالة الطعام النباتي، لذلك يبدو النباتيون أصحاء، حسبما تتابع ليندا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان