إعلان

المحبوبة "تى" قصة حب هددت عرش أعظم ملوك مصر القديمة

01:54 م السبت 14 فبراير 2015

الملك امنحتب الثالث

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الأقصر - (د ب أ):

كشفت دراسة مصرية تاريخية صدرت بمناسبة الاحتفال بعيد الحب، تفاصيل واحدة من أقدم قصص الحب في التاريخ ، وهى القصة التي كادت أن تتسبب في ضياع كرسي العرش من أعظم ملوك مصر القديمة ، وهو الملك امنحتب الثالث .

ويقول الباحث والأثري المصري الدكتور محمد يحيى عويضة، في دراسته الصادرة عن مركز الأقصر للدراسات والحوار والتنمية، إن امنحتب الثالث تاسع ملوك الأسرة الثامنة عشرة في مصر الفرعونية والذى يعد أحد أعظم حكام مصر على مر التاريخ والذى اهتم بالرياضة والصيد والقنص وعرف بأنه صياد عظيم " لكن قلبه وجد من يصطاده " ووقع فؤاده اسيرا لدى واحدة من عامة الشعب ، واصر على الارتباط بها والزواج منها برغم أن اصراره على الزواج من محبوبته كاد أن يفقده عرشه الملكي .

وأضاف عويضة، أن محبوبة امنحتب الثالث هي " تي " التي لم تكن تحمل دماء ملكية لكنها وبفضل الحب الذى جمع بين قلبها وقلب أمنحتب الثالث صارت من أشهر ملكات مصر الفرعونية .

واشار إلى أن امنحتب الثالث هو ابن الملك تحتمس الرابع و أمه هى " موت ، ام ، تويا " كانت من محظيات والده ولم تكن تحمل في شرايينها دماء ملكية ، وكذلك محبوبته " تى " التي لم تكن أميرة وكانت ابنة لأحد أعيان مدينة اخميم ، وكان من طقوس تولى العرش أن يتزوج بأميرة تحمل دماء ملكية .

وأوضح انه نظرا لأن قلبه تعلق بمحبوبته " تى " فقد لجأ امنحتب الثالث الى كهنة الاله امون الذين قدموا له العون الذى مكنه من الزواج من محبوبته عبر اقامة معبد لأمون اله طيبة وهو المعروف الان بمعبد الأقصر وبداخل هذا المعبد أقام حجرة للولادة الالهية ، وهنا جاءت رواية الكهنة بأن امنحتب الثالث هو نتاج لمعاشرة امون لأمه " فصار ابن الاله ، وتخطى عقبة أن امه محظية لوالده ولم تكن سلسلة العائلة الملكية ، وأن عليه الزواج من اميرة تنتمى للعائلة الملكية ولأنه صار ابن الاله فقد صار من حقه الزواج بمن يريد دون أن يهدد هذا الزواج عرشه الملكي .

وارتبط الملك امنحتب الثالث بمحبوبته " تى " التى شاركته كثيرا من أمور الحكم ، وكانت بحبها له وحب الشعب لها سببا في استقرار ورخاء البلاد ابان حكمه ، فخلد عقد زواجهما بأن أمر بنقشه على الجعران الذى يطوف حوله المئات في كل يوم داخل معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة في مدينة الأقصر . ولا تنتهى قصص الحب فى مصر القديمة عند قصة حب امنحتب الثالث ومحبوبته " تى " فهناك قصة الحب التي جمعت بين الملك رمسيس الثاني والملكة نفرتاري وهى القصة التي خلدتها اثار معابد أبوسمبل جنوبى أسوان .

وتقول الباحثة المصرية دعاء مهران إن التصميم الرائع لمعبد الملكة حتشبسوت المنحوت فى جبل القرنة غرب الأقصر كان نتاجا لقصة حب غير معلنة من قبل المهندس " سنموت " ابن مدينة أرمنت في جنوب الأقصر ، والذى أحب الملكة حتشبسوت فصمم لها معبدها الفريد والمعروف اليوم باسم معبد الدير البحرى .

ويقول بعض علماء المصريات إن قلب الملكة حتشبسوت قد مال الى مهندسها سنموت ، لكن مسؤوليات الحكم وطقوسه لم تسمح لها بإعلان ذلك الحب .

وأشارت الباحثة المصرية نجلاء عبدالعال الصادق إلى أن معابد ومقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة في الأقصر تسجل صورا وتفاصيلا لعلاقة الفراعنة بالحب واحتفائهم بالعشق والعشاق في احتفالات خاصة كانت تقام بشكل دوري ضمن 282 عيدا واحتفالا عرفها المصريون القدماء في كل عام ، وتؤكد أن المصري القديم احتفى بمحبوبته وعشيقته وزوجته وكان يعبر عن عواطفه تجاهها في احتفالية يطلق عليها " الوليمة " .

وأضافت أن هناك عشرات اللوحات الأثرية التي تسجل احتفاء المصري القديم بمحبوبته وتقديمه الزهور لزوجته ومعشوقته ، وكما يهدى المحبون والعشاق الورود والزهور لمن يحبون ويعشقون اليوم فان المصريين القدماء اهتموا بالزهور وقدموها لمن يحبون ويعشقون للتعبير عن عشقهم وحبهم قبل الاف السنين فقد كان للزهور مكانه كبيرة في نفوس المصريين. وكانت زهرة اللوتس هي رمز البلاد. كما كان يقدمها المحبوب لمحبوبته.

ولفتت إلى أن مقابر مدينة الأقصر تزخر بالصور المرسومة على جدرانها لصاحب المقبرة وهو يشق طريقه في قارب وسط المياه المتلالاة بينما تمد ابنته يدها لتقطف زهرة لوتس، وكانت أعواد اللوتس تقدم ملفوفة حول باقات مشكلة من نبات البردي ونباتات أخرى كما تشكل باقات الورود اليوم.

وقالت الباحثة المصرية الدكتورة خديجة فيصل مهدى إن المصريين القدماء كانوا يتمتعون بعواطف جياشة ومشاعر عاطفية نبيلة ، وأن الفراعنة اعتمدوا على التصوير في التعبير عما يكنونه من مشاعر بداخلهم قد لا يستطيعون التعبير عنها في نصوصهم .

وأوضحت خديجة أن علماء المصريات كشفوا عن عشرات النصوص التي سجلها الفراعنة على اوراق البردى وقطع الاوستراكا والتي تحتوى على ما كتبوه للتعبير عن لوعتهم وعن حبهم ومشاعرهم تجاه محبوباتهم مثل قول احدهم واصفا معشوقته في إحدى المخطوطات القديمة " أنها الفريدة المحبوبة التي لا نظير لها أجمل جميلات العالم ،انظر اليها كمثل النجمة المتألقة في العام الجديد على مشارف عام طيب .. تلك التي تتألق و التي تبرق بشرتها بريقا رقيقا ،ولها عينان ذواتا نظرة صافية وشفتان ذواتا نطق رقيق ،ولا تخرج من فمها أبدا أية كلمة تافهة .. هي ذات العنق الطويل والصدر المتألق شعرها ذو لون لامع، أن ذراعيها تفوقان تألق الذهب ، وأصابعها تشبهان كؤوس زهرة اللوتس .. أنها ذات خصر نحيل وهى التي تشهد ساقها بجمالها .. ذات المشية المتسمة بالنبل عندما تضع قدميها على الأرض " .

وعلى خطى أجدادهم الفراعنة يحتفى المصريون في مدينة الاقصر بصعيد مصر بعيد الحب اذ ازدهرت تجارة بيع الزهور ، واقبل المئات للاحتفال بعيد الحب هذا العام داخل اروقة مقهى اقيم قرب معابد الكرنك الفرعونية ، وحرص العاملون في المقهى المطل على نهر النيل الخالد وعلى اثار ملوك وملكات الفراعنة على تقديم وردة حمراء لكل زائر للمقهى في يوم عيد الحب .

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان