''أسماء''.. تتحدى أوامر ''المرشد'' وتتفوق دراسيًا ''الله يرحمها استشهدت''

كتبت - نوريهان سيف الدين ويسرا سلامة:

ينادى على أسماء الطالبات المتفوقات في المرحلة الثانوية؛ لتكريمهن ومنحهن شهادات تقدير تحفيزًا لاستكمال مسيرة التفوق الدراسي، الاسم الأول فالثاني فالثالث، تصفيق وسط أرض ''الطابور''، لكن ثمة أسم ينادى على صاحبته، فما تجد من زميلاتها سوى الإطراق برؤوسهن، ودمعات تتحرك وتُسمع ''الله يرحمها.. استشهدت''.

''أسماء محمد البلتاجي''.. والتي قضت نحبها في أغسطس الماضي على خلفية أحداث فض اعتصام ''رابعة''، جاء اسمها، منذ أيام قليلة، ضمن الطالبات المتفوقات دراسيًا خلال العام الماضي في إدارة مدينة نصر التعليمية، وضمن صفوف طالبات مدرسة ''الرضوان الإسلامية الخاصة''، لكن شهادة التكريم على أغلب الظن تسلمها أحد أفراد أسرتها.

''اليوم تكرم أسماء في الدنيا.. فكيف تكرم في الآخرة؟''.. بهذه العبارة رثت إحدى صديقات ''أسماء'' زميلتها عبر موقع ''تويتر''، لكي تبقى ''أسماء''، ابنة السابعة عشر عامًا، ذكرى طيبة وعطرة وسط زميلاتها وكل من عرفها.

''من ميدان التحرير .. تحية لمن لم ينتظر أوامر المرشد''.. لم تكنا سوى ''فيسبوك ستاتيوس'' بنفس تاريخ أحداث ''محمد محمود''، كتبتها ''أسماء البلتاجي'' من أرض ميدان التحرير، ومعها زميلتها حبيبة عبد العزيز ''شهيدة المنصورة''؛ تعلنا فيها تبرأهما من أوامر مكتب ''الإرشاد'' السياسية الصرفة، وتتبعا إيمانهما الثوري، وتشدان على أزر ''الثوار'' المشاركين في الأحداث، والمواجهين لبطش قوات الأمن، والمتلقين لقنابل الدخان والمطاطي و''قناصة العيون''، لتترك ولو سطورًا تنفي عنها ''تخاذل بعض الإخوان'' عن مؤازرة الثورة الأولى مهما كلفهم الأمر من مخالفة أوامر ''المرشد''.

''باعونا في محمد محمود''.. لا ينسى أحدًا كيف صمت كوادر جماعة الإخوان المسلمين على أحداث ''محمد محمود الأولى'' في 19 نوفمبر 2011، والتي استمرت مواجهاتها لأكثر من ثلاث ليالي متصلة، مواجهات دامية بين قوات الشرطة والمتظاهرين الرافضين لاستمرار المجلس العسكري برئاسة ''طنطاوي'' في الحكم، وكان موقف الإخوان هو ''عدم إقحامهم في صراع لن يجدي والانتخابات البرلمانية على الأبواب''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا