إعلان

"مصراوي" داخل الحي الراقي..كيف استعدت منطقة الزمالك لاستقبال بابا الفاتيكان؟

09:26 م الخميس 27 أبريل 2017

الزمالك بدون إنتظار سيارات من شارع محمد أنيس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

معايشة: مصطفى فرحات

داخل منطقة الزمالك تقع "سفارة الفاتيكان" والتي سيقيم فيها "البابا فرانسيس" بابا الفاتيكان، خلال زيارته إلى مصر غدًا،لذا أعلنت وزارة الداخلية حالة من الاستنفار الأمني، ونشرت قواتها في محيط السفارة وفي الشوارع المؤدية لها."مصراوي" انتقل إلى منطقة الزمالك وتجوّل في محيط السفارة وطاف ببعض الشوارع المؤدية لها مثل "المرعشلي، والبرازيلي وأحمد حشمت"،حاول خلالها أن يرصد الأجواء التي تسبق الزيارة التي سيقوم بها البابا إلى مصر.

رحلتنا بدأت من كوبري "أبو الفدا" والذي يعد الطريق الأسهل للقادمين من منطقة وسط البلد أو المهندسين، أسفل الكوبري يقع شارع "محمد المرعشلي" كان هو الشارع الذي سلكه "محرر مصراوي" كي يصل إلى"محمد مظهر" مكان السفارة، وخلال تجولنا داخل الشارع لم نلاحظ ثمّة تغير على حركة المارة أو السيارات، فعلى جانبيه اصطفت الكثير من السيارات الخاصة، تاركة فاصلًا صغيرًا لا يسمح بمرور أكثر من عربة واحدة، على الرغم من الأوامر التي أصدرتها الداخلية بمنع وقوف السيارات في الشوارع المحطية بالسفارة.

ساكن بمنطقة الزمالك: في الأوقات اللي زي دي بنكون صعب إننا نخرج ونتحرك في الشوارع

هذا ما أكده "زايد عثمان" صاحب محل سوبرماركت لـمصراوي، في أن الشارع لم يطرأ عليه جديد وأن حالته عادية كما هي كل يوم لم تتغير رغم معرفتهم بمواعيد الزيارة "الدنيا عادي زي كل يوم، هو التشديد بيكون يوم الزيارة بس زي ما اتعودنا". ويضيف "واحد صاحبي له كشك قريب من محمد مظهر قفله من امبارح، لأنهم نبهوا عليهم يقفلوا المحلات".

من المرعشلي دلف "محرر مصراوي" إلى داخل شارع "محمد مظهر"، دون أن يتعرض للتفتيش أويطلب منه أفراد الشرطة الواقفين الإفصاح عن هويته ،مثله مثل عشرات المارة الذين لم يسألهم أحد عن سبب الدخول،وهذا ينفي ما صرحت به وزارة الداخلية في أن المنطقة تخضع لرقابة أمنية شديدة، يقومون خلالها بتفتيش جميع المارة بشكل دقيق.

بواب عمارة: كل شوية الحكومة تيجي تاخد بيانات السكان، والموضوع اتكرر تلات مرات وكل مرة يقوله من جهة مختلفة

داخل "محمد مظهر" حيث تقع سفارة الفاتيكان والعديد من سفارات الدول العربية والإفريقية، انتشرت قوات الشرطة في كل مكان، البعض منهم ارتدى الزي الرسمي والبعض الآخر بالملابس المدنية يرافقهم الكثير من المخبرين بملابسهم المدنية، فيما ارتكنت بعض من سيارات الشرطة حول مقر السفارة،وعلى الجانبين اصطف أفراد الأمن المركزي،مرتدين خوذهم واقفين في وضعية "الانتباه" وشاهرين أسلحتهم يرقبون المارة بنظرات متفحصة، فيما جلس البعض الآخر داخل أكشاك خشبية صغيرة يجاورهم أفراد من شرطة المرور ينظمون عملية سير السيارات الداخلة والخارجة،مستخدمين في ذلك الحواجز الحديدية والبلاستيكية، وعلى جميع الحوائط وُزعت الكثير من كاميرات المراقبة والتي لا يكاد يخلو منها حائط، فيما تناثرت بعض أوراق الشجر المتساقطة في أجزاء كثيرة من الشارع.

"محرر مصراوي" قطع شارع السفارة أكثر من مرة جيئةً وذهابًا تحت نظرات رجال الأمن المنشرين بكثافة في المكان، محاولًا لفت الانتباه إليه، إلا أن أحدًا منهم لم يعترض طريقه ويسأله عن العلة من وجوده أمام السفارة كل هذه المدة والتي وصلت إلى ساعتين.

صاحب صيدلية بشارع محمد مظهر: ما حدش بلغني أقفل الصيدلية، وكتير من الناس في الشارع فاتحين محلاتهم عادي

أمام عمارة رقم 12 والتي تقع في الجهة المقابلة لسفارة الهند على بعد مائة متر من سفارة الفاتيكان، جلس "محمود محسن" بواب العمارة، يرقب حالة الاستنفار الأمني التي عليها الشارع بنظرات ساخطة متبرمة "كل شوية حد من الشرطة ييجي يبص على العمارة من فوق" يقولها محمود غاضبًا.

على الرغم من إن الرجل الستيني يعمل في العمارة منذ خمس سنوات مكنته خلالها أن يعتاد مثل تلك الحالات، إلا أنه رأي أن تلك المرة أكثر تشديدًا من ذي قبل "حاطين كاميرات مراقبة في كل حتة، والتشديد الأمني المرة دي أكتر من الأول علشان زيارة بابا الفاتيكان".ويستكمل حديثه قائلًا "الناس راحة جاية ما حدش بيقولهم حاجة، لكنهم بيبقوا خايفين وهم ماشيين".

"عبدالرحمن محمد" أحد ساكني العمارات الواقعة على أطراف شارع "أحمد حشمت" في محيط سفارة الفاتيكان، يقول لـمصراوي إنه منذ أن انتقل إلى منطقة الزمالك من ست سنوات اعتاد خلالها على حالات التشديد الأمني، والتي يتعرضون خلالها للتضييق من حيث التنقل والحركة نظرًا لما يفرضه الجو العام، من صعوبة السير داخل المنطقة خصوصًا في الأوقات المتاخرة من الليل، والتي تدفعه الحاجة الماسة فيها إلى الخروج من البيت "في الأوقات اللي زي دي بتواجهني صعوبة كبيرة إني أخرج من البيت" يقول محمود، قبل أن يضيف بنبرة غاضبة "المرة دي مشددين التأمين، لأن الزيارة مختلفة شوية عن الزيارات السابقة، خصوصًا إنه أول مرة ييجي مصر،وكمان بعد حادثة تفجير الكنيستين".

يتفق معه الدكتور "صلاح" صاحب صيدلية تقع على يمين الداخل إلى شارع السفارة من ناحية الشارع البرازيلي، يقول لـمصراوي"المرة دي مختلفة شوية عن المرات اللي فاتت، التأمين فيها زيادة، ورغم كدا كتير من الناس في الشارع فاتحين محلاتهم".وبحسب ما يرى فإن حركة المارة قلت منذ أن أُعلنت حالة التأمين المشددة في محيط السفارة، مضيفًا "ماحدش بلغني أقفل الصيدلية وأنا هفتح بكرا عادي".

اختلف الوضع في شارع "محمد أنيس" عن غيره من الشوارع المؤدية إلى السفارة مثل "المرعشلي" و"البرازيلي" و"أحمد حشمت"، فالشارع يشهد هدوءًا افتقدته الشوارع الأخرى، بسبب الأوامر التي أصدرها المرور بمنع أصحاب السيارات الخاصة من ركنها في الشارع، وقيام سيارات الشرطة بالتجول داخله كل بضع دقائق.

"محمد عثمان" بواب أحد العمارات الكبيرة الواقعة على رأس الشارع، يقول إن الشارع يشهد هدوءًا لم يعتد عليه نظرًا لخلوه من السيارات المركونة والتي كانت تسبب ازدحامًا لا ينقطع "بصراحة كدا أحسن من الأول، تحسن إننا في أجازة". ثم أردف قائلًا "حركة المارة في الشارع عادية زي كل يوم، لأن كتير من الناس شغالين هنا في المنطقة، والتأمين دا بقاله أربع أيام،لأنهم مش هيلحقوا يعملوا دا كله في يوم واحد لأن الشوارع المحيطة بمحمد مظهر كتير".

يرى الرجل الثلاثيني الذي يعمل في المنطقة منذ ثلاث سنوات، مرت عليه خلالها الكثير من الزيارات لزعماء الدول العربية والسفارات،إلا أن تلك المرة كما يرى تختلف عن غيرها "أنا بقالي تلات سنين هنا وبصراحة ما شوفتش الشارع دا فاضي قبل كدا، كان فيه زيارات كتير بتيجي لكن المرة دي مختلفة شوية، ما كنوش بيفضوا الشارع بالطريقة دي".بينما يوضح أن الشارع يظهر نظيفًا على غير عادته،فقبل الزيارة كانت تنتشر في أنحائه القمامة التي يرميها سكان العمارات "جابوا لودر كبير وشالوا الزبالة من هنا".

ويستطرد " كل شوية ييجي حد ياخد بيانات السكان اللي في العمارة، والموضوع اتكرر تلات مرات، وكل مرة يقولوا احنا من جهة مختلفة".

داخل أحد الحواري الضيقة المؤدية إلى شارع "محمد مظهر" من ناحية الشارع البرازيلي، يقع دكان صغير لبيع الأدوات الكهربائية يملكه "أحمد محمود" الذي يقول لـمصراوي أنه منذ أن جاء إلى منطقة الزمالك من 12 عامًا،تعود فيها هذا التشدد الأمني "من ساعة ما جيت المنطقة والتشديد الأمني موجود زي ما هو ما اتغيرش،علشان كدا بطايقنا دايمًا في القسم".

ويتابع: سمعنا عن زيارة بابا الفاتيكان وقالوا لنا إننا هناخد البطايق وما حدش خدها لسه، وما فيش حد فيهم جاب سيرة إننا نقفل محلاتنا علشان كدا هنفتح عادي.

يلتقط "مصطفى فتحي" الذي يعمل معه أطراف الحديث ويقول إنه عند دخوله إلى شارع محمد مظهر لم يهتم أحد من رجال الشرطة بتفتيشه ودخل دون أن يفصح عن هويته "ماحدش يقدر يكلمني طول ما أنا سليم وماشي في حالي".

ويستكمل حديثه قائلًا: حاطين كاميرات مراقبة في كل مكان، وبصراحة هي وسيلة حماية لينا، فيه محل هنا اتسرق وقدروا يجيبوا الحرامي عن طريق الكاميرات دي.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج