إعلان

تحقيق بالفيديو- ''رضا مات جوه الكلية''

04:56 م الخميس 12 ديسمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تحقيق- عزة جرجس:

الدخول لجامعة القاهرة بالبطاقة الشخصية ليس بالأمر الصعب، يكفي أن تظهر  بطاقتك لأمن الجامعة  لتدخل دون أن يستوقفك أحد حتى ليعرف هل أنت تتبع الجامعة أم لا؟  الحرم الجامعي تحول لميدان حاشد؛ لافتات معلقة، مظاهرات تطوف بين الكليات المختلفة، ورسوم الجرافيتي المنددة بـ''العسكر'' و''الشرطة'' و ''الدستور'' وجدت مكانها على جدران معظم كليات أقدم جامعات المنطقة.

كلية الهندسة كانت صاحبة النصيب الأكبر من هذا الحراك؛ فالكلية التي تقع  في الجهة المقابلة لمبنى الجامعة الرئيسي؛ حيث تطل بواباتها الرئيسية على شارع الجامعة فيما  تطل الأخرى على شارع نهضة مصر الذي شهد اعتصام  أنصار الرئيس السابق محمد مرسي، والذي تم فضه في 14 أغسطس الماضي، لا تزال تحتفظ على مدخلها الرئيسي ببعض طلقات نارية منذ وقت فض الاعتصام .

داخل الهندسة

على عكس المبنى الرئيسي لجامعة القاهرة، الدخول لكلية الهندسة يجب أن يكون بـ''الكارنيه'' وبمجرد معرفة الأمن بأنني صحفية أحضر لي أحد أعضاء اتحاد الطلبة بالكلية ليرافقني أثناء تغطيتي للتظاهرات،  يقول الطالب أحمد إسماعيل :'' علينا أن نحمي الصحفيين. الفترة الماضية بعدما قام الإعلام بنشر أخبار غير صحيحة عما يحدث بالكلية، قام بعض الطلبة بمهاجمة الصحفيين''.

أمام مبنى قسم ''عمارة''  يجتمع العشرات الطلبة الذين أعلنوا عن الدخول في اضراب مفتوح عن الدراسة حتى يتم القصاص لزميلهم محمد رضا، الطالب بالفرقة الأولى بالكلية قسم ''باور''.

''محمد مات جوه الكلية، اقتل واحد افصل مية واستكمل رسالتك التعليمية''، لافتة كبيرة معلقة إلى جانب لافتات أخرى  تطالب بمحاكمة وزيري الداخلية والتعليم العالي، وعلى الجانب الآخر طلبة  يرسمون جرافيتي لـ''رضا'' على هيئة ''ملاك''.

وبين الفينة والأخرى يعلو صوت الطلبة مرددين أغنية الألتراس الشهيرة:

 كان دايما فاشل في الكلية يادوب جاب خمسين في المية..  بس خلاص الباشا اتعلم وخد شهادة بميت كلية.. ياغراب ومعشش جوه بيتنا.. بتدمر ليه متعة حياتنا.. مش هنمشي على مزاجك.. أرحمنا من طلة جنابك.. لفق لفق في القضية هي دي عادة الداخلية..''.

وتنتهي الأغنية؛ فيعيدونها من جديد.

في أحد الأركان، يجتمع بعض الطلبة يتناقشون حول كيفية حشد عدد أكبر من الطلاب لمساندتهم في الإضراب؛ فبعد أن أعلنت الكلية تعطيل الدراسة لمدة أسبوع لم يحضر الكثير من الطلبة للمشاركة في التظاهرات، فيقرر أحدهم الاتصال بالطلبة وإخبارهم بأن التظاهرات ''آمنة'' وعليهم دعم بقية زملائهم الذين يطالبون بحق من مات ومن أصيب.

على الجانب الآخر، يجلس ثلاثة من الطلبة يتجاذبون أطراف الحديث حول مقتل زميلهم؛ فيقول أحدهم ''من يوم مادخلت الكلية دي وأنا حاسس اني مش هكلمها.. والله''؛ فيصمت الاثنان الآخران عن الجواب أو التفاعل، فيما تعلوا الهتافات من بعيد ''محمد مات جوه الكلية''.

''ليس له أي انتماء سياسي''

يقول أحمد إمام، عضو اتحاد الطلبة بالكلية وعضو اللجنة القانونية التي شكلتها الجامعة للتحقيق حول مقتل رضا، أن الأخير ليس له أي انتماءات سياسية وأنه يعرفه منذ ''الثانوية''؛ حيث كانا يدرسان معا ثم التحقا بعد ذلك بالكلية نفسها.

ويتابع قائلا ''يوم الخميس كانت الداخلية تلاحق ''طلاب ضد الانقلاب'' في شارع النهضة، وقتها قام أمن الكلية بإغلاق الأبواب، وتجمع عدد من الطلاب أمام بوابة الكلية لمشاهدة ما يحدث بالخارج وعندما كانت الداخلية تضرب بالغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش الطلبة، هتف بعضهم بالداخل وقالوا ''الداخلية بطلجية'' فقام ضابط بتصويب بندقيته باتجاه الطلبة وأصاب من أصاب وقتل من قتل''.

ويرافقني إمام إلى مدخل الكلية؛ حيث أعمدة بها أثار طلقات قال أنها ''دليل على ضرب الشرطة للطلبة بالخرطوش''.

ويرفض إمام رواية الداخلية التي قالت أنه تم اطلاق الخرطوش على رضا من داخل الكلية :'' كيف سيقوم طالب بضرب زملائنا داخل الكلية بالخرطوش ونحن لا نراه ولا نقبض عليه''، ويؤكد أن بحوزته ''فيديوهات تظهر رجال الشرطة وهم يضربون الطلبة بالخرطوش''، (حصل مصراوي على نسخة منها).

وأشار إلى صورة معلقة على الحائط لثلاثة ضباط يصوبون بنادقهم باتجاه الكلية:'' هذه الصورة قام بتصويرها طلبة بقسم عمارة وتظهر الشرطة وهي تضرب الخرطوش''. ويشير أيضا إلى أنه تم توجيه تهمة قتل رضا لطلبة ''طلاب ضد الانقلاب'' الذين تم القبض عليهم يوم الاشتباكات وكانوا يتظاهرون خارج الكلية''، ويتساءل ''رضا مات جوه الكلية قتلوه أزاي وهما بره؟''

مواجهة

وفي اتصال هاتفي مع الدكتور هشام عبد الحميد، مدير إدارة التشريح بمصلحة الطب الشرعي، يقول ''طالب هندسة وجد بجسده ثلاث طلقات خرطوش، حجمها متوسط وليست من النوع العادي الذي تستخدمه الشرطة''.

وأوضح ''الدليل المادي على أن رضا تم قتله من داخل الكلية أنه كانت هناك مرآه عليها آثار طلقات من الداخل، وهذا يدل أنه كان هناك من يطلق خرطوش من داخل الكلية، كما أن مسافة طلقات الخرطوش لو من بندقية متطورة تصل لـ12 متر''.

يرد إمام على ذلك بالقول ''المرآة التي يتحدث عنها الطب الشرعي كانت متخذه شكل منحني، ولم تكن قائمة لذا فإن أي طلقات خارج الكلية تصيبها''، مضيفا أن المرآة بحوزة النيابة الآن.

وأكمل ''12 متر لو الضابط كان واقفا أمام باب الكلية والطلبة خلف الباب فـ12 مترا كافيين لضرب الطبة وأصابتهم، وبعدما أصيب رضا تحرك باتجاه مطبعة الكلية ثم سقط على الأرض''.

ويرد عبد الحميد: ''الضرب كان من الداخل؛ حيث وجد الطالب بجوار مطبعة الكلية وهي تبعد بكثير عن البوابة الرئيسية، مضيفا:'' ممكن يكون كان فيه ضرب خارج الكلية، وفي النهاية الأمر متروك للنيابة''.

''صاحب هذا التليفون توفي''

حسين محمد محمود، طالب بكلية هندسة قسم طاقة، ذات  القسم الذي كان يدرس به رضا، أصيب هو أيضا عندما كان بجانب رضا يشاهد اشتباكات الداخلية خارج الكلية  يقول  :'' الضابط ضربنا بالخرطوش عند الباب الرئيسي احنا شوفناه وهو بيضرب وضربني في دراعي ''. وقام حسين برفع كم ذارعه كاشفا عن جرح بذراعه اليسرى. ويتابع قائلا:'' اللي ضربني كان لابس قناع غاز''.

محمد هشام، صديق طفولة رضا وهو يدرس معه منذ المرحلة الابتدائية وحتى الجامعة يقول :'' أنا صديقه  منذ 11 سنة، و كنا معا في المرحلة الابتدائية، ووالدته ووالدتي أصدقاء وانا  أعرفه  جيدا هو ليس له أي  انتماء سياسي لا مع الإخوان ولا الجيش''

ويضيف هشام أن اليوم الذي قتل فيه صديقه كان قد تركه في منطقة ''الجبلاية'' بالكلية، وهي فناء في وسط الكلية يجتمع فيه الطلبة، ليطمئن على أصدقاء آخرين له في جامعة القاهرة بعدما جاءته أنباء بأن الاشتباكات. ثم هاتفه بعدها أحد زملائه من هاتف رضا  ليخبره بأن ''صاحب هذا المحمول توفي''.

يتابع هشام :'' عدت مسرعا للكلية، وحاول أحد زملائنا نقله للمستشفى، وكان فيه إسعاف أمام مدرسة السعدية رفض أن يأخذه لأنه كان قد مات، وذهبنا للقصر العيني رفض استقباله ثم ذهبنا به أخيرا للمشرحة''.

الداخلية

وأمام هذه الشهادات كان لا بد من معرفة تعقيب الطرف الآخر ''الشرطة''. الدخول لوزارة الداخلية  ليس يسيرا كالجامعة، فبعد تفتيش الحقائب أخذ الأمن الكاميرا التي بحوزتنا قائلا :'' ممنوع التصوير داخل الوزارة إلا إذا سمح اللواء المسؤول عن العلاقات العامة''.

دخلنا والتقينا المتحدث الإعلامي باسم وزارة الداخلية، اللواء هاني عبد اللطيف في مكتبه، وبعرض كل ما سبق من شهادات عليه رد :''ليس من حق أي طرف توجيه اتهامات لأي جهة قبل أن تقول النيابة العامة كلمتها''.

وتابع عبد اللطيف :''ليس لدي رد، وكل ما أستطيع قوله هو كل ما يراه الناس على شاشات التليفزيون الداخلية مفيهاش خرطوش''، شكرناه  على إجابته المقتضبة ورحلنا.

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة... للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان