إعلان

ما لا تعرفه عن قتلة السادات

01:02 م الجمعة 04 أكتوبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد أبو ليلة:

في صباح يوم 23 سبتمبر عام 1981 كان الملازم أول خالد الإسلامبولي في مكتب قائد وحدته الرائد مكرم عبد العال من قيادة اللواء 333 بسلاح مدفعية الجيش المصري، يسمع نبأ اختياره للاشتراك في العرض العسكري يوم 6 أكتوبر في العيد الثامن لحرب أكتوبر عام 1973.

وقيل له أنه سوف يقود وحدته المكونة من 12 مدفع تقودها جرارات في طابور العرض العسكري الذي سيحضره الرئيس الراحل أنور السادات، وكانت لحظة البداية..

خالد الإسلامبولي

يقول محمد حسنين هيكل، الكاتب الصحفي، في كتابه (خريف الغضب) أن خالد الإسلامبولي كان ينتمي للجماعة الإسلامية والتي كان نشاطها تحت الأرض في ذلك الوقت، وكانت الجماعة الإسلامية مقسمة لمجموعات كل مجموعة مستقلة بذاتها ولها أمير ومفتي، وتتواصل تلك المجموعات مع بعضها عن طريق أمرائها.

وكانت المجموعة التي ينتمي إليها خالد الإسلامبولي من الجماعة الإسلامية قد حكمت على الرئيس السادات بالموت لخروجه عن حدود الإسلام -حسبما ترى هذه الجماعة- وكان مفتي الجماعة الإسلامية في تلك الفترة الشيخ عمر عبد الرحمن وقتها سأله أحد أعضاء التنظيم هل يحل دم حاكم لا يحكم طبقا لما أنزل الله؟، كان رد الشيخ عمر نعم يحل دم هذا الحاكم لأنه يكون قد خرج إلى دائرة الكفر..

لمن لا يعرف خالد الإسلامبولي جيدا فقد ولد في 14 من نوفمبر لعام 1957 في مدينة ملوي بمحافظة المنيا، وكان والده أحمد شوقي محاميا بالإدارة القانونية بشركة السكر بنجع حمادي كان خالد هو اخ لثلاث أبناء، ودخل مدرسة المدفعية وتخرج بامتياز سنة 1978 والتحق بأحدى وحدات المدفعية بمعسكر الهاكستيب.

بعد اغتيال السادات قام اللواء حسن أبو باشا وزير الداخلية الأسبق و-مساعد الوزير وقت الحادثة- بإعداد تقرير عن الحادثة، ويتضمن تحقيقات النيابة مع المتهمين، حيث اتضح أنه في بداية عام 1981 دار حديث بين مجموعة خالد الإسلامبولي حول ضرورة اغتيال السادات.

وقد شارك في الحديث وقتها محمد عبد السلام فرج عطية وهو أحد المتهمين والمقدم عبود عبد اللطيف الزمر، وكان الحديث وقتها لا يقتصر على اغتيال السادات فقط بل كان للإستيلاء على السلطة بعد قتل السادات.

وكان عبود الزمر يسكن في قرية قريبة من استراحة القناطر الخاصة بالرئيس السادات وتقول التحقيقات في القضية، أن عبود الزمر اقترح على مجموعته محاولة اغتيال السادات في استراحة القناطر بسبب قرب قريته منها لكن الرأي وقتها استقر على أن الإستراحة مليئة بالحراسة، كما فكر أصدقاء''خالد'' في ضرب الهليكوبتر التي يركبها السادات بصاروخ مضاد أثناء هبوطها إلى الإستراحة، وطرحت فكرة أخرى بدخول طائرة يستقلها أحد أعضاء الجماعة من الطيران إلى منطقة العرض العسكري السنوي ل 6 أكتوبر، ثم تنقض على المنصة بصواريخها لكنهم أجلوا الفكرة مرة أخرى.

في تحقيقات النيابة بعد اغتيال السادات قال خالد الإسلامبولي''لقد ترددت في الاشتراك في العرض العسكري ثم وافقت بعد إلحاح الرائد مكرم عبد العال لقد خطرت في ذهني فجأة أن إرادة الله شاءت أن تتيح لي أنا هذه الفرصة لتنفيذ هذه المهمة المقدسة''.

وحينما سأله المحقق ''لماذا قررت اغتيال السادات؟'' رد قائلا'' أن القوانين التي يجري بها الحكم في البلاد لا تتفق مع تعاليم الإسلام وشرائعه وبالتالي فإن المسلمين كانوا يعانون كافة صنوف المشقات، كما أن السادات أجرى صلحا مع اليهود، وإعتقل علماء المسلمين وإضطهدهم وأهانهم''.. هكذا قال قاتل السادات في التحقيقات..

كما قال خالد في التحقيقات أنه درس خط سير العرض العسكري والمسافة بينه وبين المنصة، وقال للمحقق''بعدها وجدت أن كل ما تحتاجه الخطة نوع من الجسارة وأثنين أو ثلاثة من الأفراد يساعدونني فقط''.

وقد حلل هيكل أسباب غضب خالد الإسلامبولي من السادات في كتاب خريف الغضب، حيث قال أن خالد ذهب إلى قريته يوم 3 سبتمبر 1981 لكنه فوجئ باعتقال الشرطة لشقيقه الأكبر واتهموه بتمزيق أحدى صور السادات في محطة القطار، وقالت له والدته أن الشرطة قبضوا علي شقيقه في منتصف الليل ومنعوا عنه الطعام والشراب، وهو ما أثر في نفسه بشكل سلبي وقال لوالدته ''إن هناك نهاية لكل ظالم''.

كتب خالد في مذكراته قبل اغتيال السادات بأيام''إن الغنيمة الكبرى لأي مؤمن وخلاصه هي يقتل أو يٌقتل في سبيل الله''.. (وجدت الشرطة هذه الكلمات بعد اقتحام شقة خالد بعد اغتيال السادات)..

عبد السلام فرج

بعد أن قرر خالد الإسلامبولي قتل السادات يوم العرض العسكري ذهب لمقابلة أمير مجموعته عبد السلام فرج، وروى له أنه سيشترك في العرض العسكري ويقتل السادات.

يقول هيكل أن محمد عبد السلام فرج هو الشخصية المفتاح لكل الترتيبات العملية لتنفيذ خطة اغتيال السادات حيث كان قائد عنقود خالد وعندما فاتحه خالد باغتيال السادات وافق على الفور.

وكان صاحب فكر شائع في التنظيم وكان فرج متأثر بأفكار وكتابات أبو الأعلى المودودي وقد أمن فرج بفكرة محورية في كتابات المودودي وتقول أن هناك مرحلتين في العمل الإسلامي المرحلة الأولى الاستضعاف والثانية الجهاد.

وتكون مرحلة الاستضعاف عندما يكون المجتمع الإسلامي تحت سيطرة قوة غالبة وفي هذه الحالة لا يكون أمام المؤمنين غير الإبتعاد أو الخروج من مجتمع لا يرضون عنه لكي يصنعوا نواة أولى لمجتمع جديد قادر على العودة عندما يستكمل قواه لكي ينقض على مملكة الكفر ويهدمها من أساسها وهذه هي مرحلة الجهاد.

كان عبد السلام فرج عمره 27 عام ويعمل مهندس كهربائي وكتب عام 1980 كتاب أسماه الفريضة الغائبة كان تجميع من أقوال كبار الفقهاء المنادين بالجهاد وخصوصا ابن تيمة وكانت النبوة السائد في الكتاب من أوله لأخره هي ضرورة التخلص من الحاكم الظالم.

وحينما قرر فرج طبع نسخ من الكتاب اعترض عليه المقدم عبود الزمر معللا أن نشر الكتاب سوف يلفت الأنظار لأفكارهم وما ينون فعله.

بعدها تولى عبد السلام فرج مهمة احضار أفراد لمعاونة خالد في اغتيال السادات، كان أولهم يدعى عطا طايل حميدة (27عام) وكان ضابط احتياط تخرج من كلية الهندسة ثم ترك الخدمة، والثاني حسين عباس محمد يعمل جاويش بالقوات المسلحة مختص بالتدريب على الأسلحة النارية في مدرسة الدفاع المدني وكان قد حصل على بطولة الجيش للرماية لسبع سنوات متتالية وهو الذي أطلق الرصاصة الأولى التي أصابت السادات.

خطة اغتيال السادات

كانت الخطة -حسبما اوردت تحقيقات النيابة- أن خالد الاسلامبولي سيقود طابور مكون من 12 مدفعا عيار 131 مم في العرض السنوي لاحتفالات أكتوبر وستكون مدافعه مشدودة بجراراتها التي تركبها في نفس الوقت أطقم المدافع.

وتبدأ الخطة بأن يسهل للمشتركين معه دخول منطقة التجمع للاستعراض باعتبارهم جنود ملحقين جديدا على وحدته وزودهم بخطابات تحمل هذا الأمر لهم لتسهيل دخولهم منطقة التجمع.

كما رتب لهم أن يركبوا نفس الجرار الذي يركبه في مقدمه الطابور وعندما يصل الجرار إلى أقرب نقطة من المنصة الرئيسية كان عليهم أن يتحركوا بإطلاق النار على المنصة بينما يتقدم بعضهم تحت حماية هذه الطلقات نحو المنصة لإكمال المهمة واغتيال السادات.

قام عبد السلام فرج بارسال مبعوث إلى بعض أصدقاءه يطلب منهم أسلحة وذخائر للعملية، كان هؤلاء الأصدقاء من الأعضاء السابقين في تنظيمات التكفير والهجرة وكان بعضهم متهما في قضايا، وقد خرجوا من المجتمع تطبيقا لفكرة (مرحلة الاستضعاف) وذهبوا يعيشون على قطعة أرض استزرعوها في الصحراء على حافة مديرية التحرير، وقد استجابوا لطلبات عبد السلام فرج وأرسلوا له (أربع قنابل يدوية ومسدس و120 طلقة من الذخيرة).

عبود الزمر

قبل تنفيذ الخطة قرر عبد السلام فرج أن يستشير المسؤول العسكري لمجموعته المقدم عبود الزمر ضابط المخابرات العسكرية وقتها، لكن الزمر اعترض على خطة اغتيال السادات لأنها في رأيه كانت مستحيلة كما أن اغتيال السادات لم يكن كافيا لتحقيق أهداف الجهاد من وجهة نظره، وطلب الإنتظار بعض الوقت ريثما يتمكن التنظيم من إعداد وتعبئة قوته لهدف الإستيلاء على الحكم وليس إغتيال السادات فقط.

لكن عبد السلام فرج بإعتباره أمير المجموعة رفض اعتراضات الزمر وأرسل له رسالة قال فيها ''أولى بك أن تؤدي دورك من أن تمنع الأخرين من أن يؤدوا أدوارهم وعلى أي حال فإننا سوف ننفذ الخطة''، بعدها قام الزمر بسحب اعتراضه.

كان عبود الزمر ضابط بالمخابرات الحربية وكان يعقد اجتماعات مع أعضاء من الجماعة الإسلامية في مسجد تابع لمبنى المخابرات الحربية وقبل اغتيال السادات بشهور أحس أنه مراقب فبدأ في الإختفاء، وقام وقتها وزير الداخلية بإخطار السادات بما يفعله عبود الزمر وأنه هرب.

وفي خطاب تلفزيوني ألقاه السادات يوم 25 سبتمبر 1981 وجه كلامه لعبود الزمر قائلا ''إنني أعرف أن هناك ضابطا منهم هاربا وربما يكون يسمعني الأن لقد اعتقلنا كل الأخرين في خمس دقائق وإذا كان هو قد تمكن من الفرار فإني أقول له أننا وراءه هو الأخر''.

وحسبما يورد هيكل في كتابه فان عبود كان من أبرز الداعين لطريق بديل للجهاد كان يطلب فترة إعداد تمتد ما بين سنتين وثلاث سنوات يكون خلالها استطاع تجنيد نوايات كثيرة من ضباط الجيش تضمن له الثورة الإسلامية.

وبعدما قتل خالد الإسلامبولي ((السادات)) كان عبود الزمر في أسيوط وعدد من زملاءه وأعضاء الجماعة الإسلامية في الصعيد وكان تصورهم أن مقتل السادات سوف يشجع الناس على الثورة الإسلامية.

وقاموا بقوة السلاح بالاستيلاء على مبنى محافظة أسيوط وقتلو أكثر من 100 من جنود الشرطة ولم يلق هذا التمرد استجابة من الشعب وتمكنت الشرطة من القضاء على ذلك في يومين وقبضت على الزمر ومن معه، وقد وجدت الشرطة معه خطة للاستيلاء على عدد من مباني حيوية ووزارات في الدولة.

وقد أسفرت تحقيقات النيابة عن تقديم المتهمين باغتيال السادات إلى محاكمة صدر فيها حكم بالإعدام على خمسة منهم خالد الإسلامبولي وعبد السلام فرج وحسين عباس محمد وعطا طايل حميدة وتم بالفعل تنفيذ الحكم وبعد ذلك كانت هناك محاكمة كبرى أخرى لعبود الزمر وزملاءه، أطلق عليها محاكمة (تنظيم الجهاد).. وقدم أمام القضاء فيها حوالي 400 متهم طالب الإدعاء لاكثر من 300 منهم بالحكم بالاعدام وقرابة 100 فرد من القوات المسلحة قد خرجوا منها سواء بالفصل او بالنقل إلى جهات أخرى.

 

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج