إعلان

" حاميها حراميها".. قصة 16 عامًا من نهب جبانة قويسنا الأثرية

06:52 م الأربعاء 04 أبريل 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

المنوفية - مروة فاضل:

"حاميها حراميها" ينطبق هذا المثل تمام الانطباق مع واقعة نهب جبانة قويسنا الأثرية، قبل سيل من بلاغات أهالي المدينة بسرقة الجبانة منذ 16 عامًا، على يد مسؤولين بـ"الآثار".

أخيرًا أمرت النيابة الإدارية بإحالة 72 متهمًا من العاملين بقطاع الآثار في محافظة المنوفية للمحاكمة العاجلة بعد شكوى أحد الأثريين المسؤولين بمنطقة آثار محاجر قويسنا، بشأن تدمير جزء كبير من التل الأثري بقويسنا من الجهة الغربية,

وأوضح وليد عبدالعاطي، كبير المفتشين الأثريين بمحاجر قويسنا، في بلاغه رفع ملايين الأمتار من الرمال الأثرية، بما تحويه من آثار، والاستيلاء عليها، والتي تُقدّر قيمتها بنحو 5 ملايين جنيه، وتخصيص مكان لوقوف سيارات النقل الثقيل، التابعة لأحد المصانع بالمنطقة، بالأرض التابعة لآثار محاجر قويسنا بالمخالفة لقانون حماية الآثار.

المسؤولون المحالون للمحاكمة هم مسؤول موقع مدينة قويسنا الأثري سابقًا، ومدير متحف كفر الشيخ حاليًا وأثري بمنطقة قويسنا سابقًا، وإخصائي أمن أول بمتحف العريش حاليًا، وسابقًا بمنطقة قويسنا، والمسؤول عن الموقع الأثري بمنطقة آثار محاجر قويسنا سابقًا، وحاليًا مسؤول الوعي الأثري بالمنوفية، و40 مفتش آثار بمنطقة التل الأثري بمحاجر قويسنا، و25 مسؤولاً أمنيًا بمنطقة التل الأثري بمحاجر قويسنا، ومدير إدارة المساحة والأملاك بوسط الدلتا، ومدير منطقة آثار المنوفية، ومدير عام منطقة آثار المنوفية.

وقال "عبدالعاطي" إنه تقدّم بــ7 بلاغات للنيابة الإدارية بمدينة قويسنا منذ شهر يوليو الماضي، اتهم فيها المحافظة، وعدد من العاملين في الجبانة، بالإهمال والفساد وسرقة الآثار، وأحيل على إثرها مدير عام آثار المنوفية للتحقيق، إضافًة إلى اثنين آخرين من المسؤولين.

وأضاف، أنه لم يكن يتوقع أن تسير الأمور هكذا، ويحوّل المسؤولين للمحاكمة العاجلة، فقد تسببوا في ضياع آثار تُقدّر بالملايين، وتسهيل الاستيلاء عليها.

فيما أوضحت أمينة التلّاوي، رئيس مدير مركز النيل للإعلام السابقة، وأحد القائمين على ملف سرقة آثار جبّانة قويسنا، إنها طالبت مرارًا وتكرارًا، بحماية المنطقة من السرقة والنهب، من خلال عدد من البلاغات للنائب العام، إضافًة إلى معارضة بناء سجن على حرم المنطقة الأثرية، ونجحت بالفعل في إيقاف المشروع.

وأضافت "التلّاوي" أنها تقدّمت بالعديد من البلاغات لجهات مسؤولة منذ عام 2002 منذ 16 عامًا لحماية المنطقة من السرقة بعيدًا عن مسؤولي محافظة المنوفية، الذين لم يهتموا بها، بل على العكس، فالمنطقة محاصرة بمقلب قمامة، رغم أهمية الموقع، وزيارة أكثر من 12 وفدًا سياحيًا ألمانيًا له.

واكتُشفت جبّانة قويسنا عام 1990، وتقع على مساحة 356 فدانًا، مجاورة للمنطقة الصناعية بمدينة قويسنا، وخرج منها نحو 3 آلاف قطعة أثرية، إلى مخازن متحف طنطا، وكفر الشيخ، والمتحف المصري، تعود جميعها للعصور الفرعونية والرومانية.

تقع الجبانة في إطار منطقة أثرية كبيرة، تضم آثارًا من العصر الروماني، وأخرى تضم 6 وحدات معمارية، وعدد من غرف الدفن والتوابيت، وجبّانة خاصة بالطيور، وخاصة "الطير المقدس"، والموقع الخاص بمسطبة الدولة القديمة الخاصة بالملك "خع با" المكتشفة حديثًا.

الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار السابق، زار المنطقة عام 2014، وطالب الدكتور هشام عبدالباسط، محافظ المنوفية، بإنشاء متحف خاص بالمحافظة، ليجمع آثارها المنتشرة في عدة مراكز، إضافة إلى القطع الأثرية المحتفظ بها بمتاحف طنطا، والقاهرة، وكفر الشيخ، منتقدًا تراكم القمامة حول المنطقة.

"الدماطي" طالب المحافظ، وقتها، بالعمل على رفع القمامة، في أقرب وقت وتنظيف المنطقة بالكامل، مؤكدًا ضرورة بناء سور حول المنطقة الأثرية لحمايتها من السرقة واللصوص، ومنع تهريب آثارها، ودخول غير المتخصصين أو الزائرين للمنطقة، وهو ما لم يحدث حتى الآن، رغم وعود المحافظ.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان