إعلان

لا تنظر لأعلى في ليلة رأس السنة.. قد تعرضك عادة سكندرية للإصابة أو الوفاة

04:34 م السبت 29 ديسمبر 2018

الإسكندرية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية – محمد البدري:

عادة قديمة قارب عمرها 200 عام، اعتاد عليها أبناء الإسكندرية خلال الاحتفال برأس السنة الميلادية بالتخلص من بعض مقتنياتهم وإلقائها عبر شرفات المنازل مع دقات الساعة الثانية عشر من منتصف ليل العام الجديد، إلا أنها تحولت مع مرور الوقت إلى ممارسة سيئة قد تعرض أشخاص للإصابة أو الوفاة.

العادة الموروثة من الجالية اليونانية كانت في بدايتها ذات طابع مختلف لا يتعمد التسبب بالأذى، حيث كان يكفي وضع المتعلقات التي يريدون التخلص منها بجوار أبواب منازلهم، إلا أن العادة تطورت بين أبناء المدينة مع مرور الزمن لتظهر في صورة تحطيم زجاج وإلقاء أكياس المياه من الشرفات وإطلاق الألعاب النارية، ما جعل الناس يتجنبون السير في الشوارع منتصف ليل العام الجديد تجنبا للتعرض لإصابة ربما تودى بحياة أحدهم.

أصل العادة

عبدالرحمن حسن، باحث في التراث السكندري أوضح لـ"مصراوي" أن أصل العادة يرجع إلى نحو 170 عامًا عندما بدأ توافد أبناء الجالية اليونانية بكثافة إلى المدينة الساحلية واعتادوا الاحتفال بليلة رأس السنة بترك بعض الأواني من الزجاج والخزف بجوار أبواب منازلهم حتى يستفيد به أي محتاج من المارة.

وأضاف حسن أن بعض أبناء الجالية اليونانية قديما كانوا يقومون أيضا بإلقاء العملات المعدنية من الشرفات والتي تحمل أمنياتهم للعام الجديد وفي النهاية يستفيد بجمعها عمال النظافة والمارة بالشارع، مبينا أنه رغم أن عادة تحطيم الزجاج كانت تمارس نوعا ما قديما اعتقادا في طرد الطاقة السلبية والشر عن أصحابها إلا أنها لم تكن الطابع السائد آنذاك مقارنة بفكرة التبرع بالمقتنيات لإفادة غير القادرين .

ممارسة سيئة

يرى محمد عجمي، محاسب، أن إلقاء الزجاج وحتى أكياس المياه من الشرفات من أسوأ ما يمكن مواجهته في ليلة رأس السنة، مشيرًا إلى أن العديد من المارة معرضين لتلقي إصابات خطرة نتيجة تلك الممارسة، مشيرا إلى أنه كان شاهدا على واقعة في هذا الشأن العام قبل الماضي، إذ كان يستقل سيارة ميكروباص في منتصف الليل وفوجئ بسقوط عنيف لزجاجات فوق سقف السيارة.

واتفقت معه في الرأي شيماء نصر، طالبة بالمعهد العالي للسياحة والفنادق، مؤكدة تعرض أشخاص ومنهم عمال نظافة لإصابات وجروح نتيجة إلقاء أشياء قابلة للكسر من الشرفات، مطالبة بضرورة التوعية بين المواطنين وخاصة الشباب وصغار السن الذين قد يقومون بذلك الفعل دون إدراك بعواقبه.

هجرها البعض

وعلى الرغم من استمرار العادة في شوارع الإسكندرية، إلا أنها بدأت في التراجع تدريجيا خاصة مع تسبب ممارستها خلال سنوات سابقة في إثارة استياء الأهالي، إذ تخلى البعض عن إلقاء الزجاج واستخدموا بدلا منه أكياس المياه، في حين يفضل آخرون استخدام الألعاب النارية في رأس السنة في صورة قد تناسب ثقافة المجتمع حاليا.

فيديو قد يعجبك: