حضّانات "المبتسرين" بالأقصر.. أطفال عالقون بين الحياة والموت

الأقصر - محمد محروس:

تفاقمت أزمة نقص حضّانات الأطفال المبتسرين وحديثي الولادة بمستشفيات محافظة الأقصر خاصة مع ارتفاع تكلفة الحضّانات الخاصة، والتي تصل الليلة الواحدة بها إلى ألف جنيه، مع عدم قدرة العديد من الأسر على سداد فواتيرها، بحيث لا يكون أمام هذه الأسر سوى الاستدانة لإنقاذ أطفالهم من الموت أو البقاء في قائمة انتظار طويلة قد يكون القدر أسرع منه وصولاً إلى الرضيع.

أحمد جابر، مرافق لزوجته التي فاجأتها آلام الولادة المبكرة بمستشفى الأقصر العام، قال لـ"مصراوي" إنه ومنذ يومين يبحث عن مكان لطفله الذي سيأتي للدنيا غير مكتمل النمو، مضيفًا أنه لم يجد مكانًا فارغًا في حين أنه لا يستطيع تحمل تكلفة الحضّانات الخاصة، ويشير إلى أن فريق أطباء قسم النساء والتوليد بالمستشفى مع إشفاقهم على حاله أعجزوا ونجحوا في تثبيت الجنين الذي كان في الشهر السابع داخل رحم والدته بعد إعطائها مجموعة من الأدوية وحقن التثبيت ووضعها تحت الملاحظة لبضعة أيام.

أما محمود حسن فحاله كان أفضل بعدما وجد لطفله "زياد" مكانًا في إحدى الحضّانات الحكومية بـ "الواسطة" - على حد قوله - مشيرًا إلى أن النقص الشديد في حضّانات الأطفال حديثي الولادة بمستشفيات الأقصر يستفيد منه أصحاب مراكز الحضّانات الخاصة الذين يربحون عشرات الآلاف يوميًا من "جيوب الغلابة الذين يستدينون لإنقاذ أطفالهم من الموت"، كما يقول.

ويضيف حسن: "والدي الطفل ليس أمامهما حال عدم وجود مكان في الحضّانات الحكومية إلا أن يستدينوا من طوب الأرض لينقذوا طفلهما أو أن يظلوا في قائمة الانتظار حتى يجد الطفل مكانّا له أو يفارق الحياة ويترك والديه يتعذبان بوفاته".

هذه الأزمة، قال الدكتور السيد أحمد عبدالجواد وكيل وزارة الصحة بالأقصر، إنها في طريقها إلى الحل "قريبًا جدًا"، كاشفًا - في تصريحات لمصراوي- أن وزارة الصحة قررت في إطار حل مشكلة نقص حضّانات حديثي الولادة والمبتسرين بالأقصر، أن تمد المستشفى العام بـ 30 حضّانة جديدة، تصل خلال شهر من الآن، على حد قوله.