إعلان

عدسة "مصراوي" ترصد أطفال الشوارع ببورسعيد.. و"التضامن": ليسوا من أبناء المحافظة

03:52 م الجمعة 05 مايو 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بورسعيد - طارق الرفاعي:

​انتشرت في ​​الآونة الأخيرة، مجموعات من الأطفال بلا مأوى بشوارع محافظة بورسعيد، يتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 16 عامًا، ينتشرون بالأماكن العامة والطرقات وبجوار المباني المهجورة وعدد من المرافق الحيوية، ويتخذ معظمهم من الشوارع أماكن للتسول ومسح السيارات لكسب المال.

ويتواجد هؤلاء الأطفال بكثافة بميدان المعديات، المطل على المجري الملاحي لقناة السويس، وأمام المجمع الإسلامي بمدينة بورفؤاد، في ظل حالة من القلق بين أهالي المدينة الساحلية، خوفًا من استغلالهم في أعمال السرقة والنهب والبلطجة، أو تجنيدهم من قِبل الجماعات الإرهابية للقيام بأعمال تخريبية، وأصبح تناول هؤلاء الأطفال للسجائر والمواد المخدرة، وممارسة أعمال منافية للآداب، أمرًا يتحدث عنه الكثيرون من شهود العيان؛ ما يُنذر بكارثة تهدد مصير المحافظة المطلة على مشروعات تنمية إقليم القناة.

التسول ومسح السيارات

ومع صمت مسئولي المحافظة، أصدر ائتلاف أهالي مدينة بورفؤاد، بيانًا، أعربوا فيه عن استيائهم الشديد من عودة تلك الظاهرة إلى المدينة، التي تعدّ حلقة الوصل الرئيسية بين المحافظة ومشروعات شرق بورسعيد.

وتابع البيان: "انتشرت في الآونة الأخيرة مجموعات من الأطفال المشردة يقضون ساعات طويلة من يومهم بالأماكن والطرق العامة، ومنهم من يقيمون بمبان مهجورة والحدائق العامة، ويتخذون من البيع بالطرقات والتسول ومسح السيارات وسيلة لكسب المال، وبعضهم يعودون لقضاء الليل مع أسرهم، والبعض الآخر يقضون ليلهم في الشوارع في تجمعات، أشهرها ميدان المعديات وداخل المعديات نفسها، ويبيتون بجوار مبنى مرفق المعديات وبموقع "خندق" للقوات المسلحة، أمام سور الأندية البحرية بمدينة بورفؤاد".

الجماعة الإرهابية

وأكد الائتلاف، أن الخطر يكمن في استغلال هؤلاء الأطفال في أعمال التخريب أو البلطجة لصالح أشخاص أو جماعات إرهابية، ما يضر بمصلحة الوطن، لا سيما وأن مشهد وجودهم يفترشون الحدائق والميادين، أصبح مألوفًا للجميع.

أطفالي في خطر

من جانبهم، أبدى الأهالي انزعاجهم من تطور الأمر، حيث تقول سعاد عادل، ربة منزل: "إنها تخشى على أبنائها من أطفال الشوارع المنتشرين في كل مكان، فهم يتناولون السجائر والمواد المخدرة، ليل نهار، أمام أعين الجميع، دون تدخل من قوات الأمن أو المسئولين".

دماء وروائح كريهة

من جهته، لفت حامد السروجي، موظف حكومي، إلى أنه يشاهد يوميًّا بأماكن تجمعات أطفال الشوارع أعقاب السجائر و"سرنجات" ملوثة بالدماء وكميات من القمامة تنبعث منها رائحة كريهة، وهو ما لا يتناسب مع الأماكن الحيوية المهمة التي يقيمون فيها.

وأعرب محمد صلاح، محاسب، عن غضبه مما يتعرض له يوميًا أثناء استقلاله المعديات ومضايقة الأطفال له، تارة بدعوى التسول، وتارة أخرى بدعوى مسح السيارة بـ"فوطة" غير نظيفة، وعندما الأمرين يتلفظون أمامه بألفاظ خارجة.

علم الاجتماع

وحول رأي علم الاجتماع في القضية، يقول حازم الحسيني، أخصائي اجتماعي: "إن ملف أطفال الشوارع من الملفات الشائكة التي تعود بالسلب على أمن الوطن، ومخاطره لا يمكن حصرها، ولذلك يحتاج إلى تعامل خاص".

وأكد "الحسيني" أن الدولة بمفردها لن تنجح في القضاء على تلك الظاهرة، ولكن يجب التكاتف بين الدولة، ممثلة في المحافظة ومديرية التضامن الإجتماعي ومديرية الأمن، وجمعيات ومؤسسات المجتمع المدني، فضلاً عن رجال الأعمال، وذلك ليس بهدف جمعهم من الشوارع ووضعهم في دور لرعاية الأحداث فقط، ولكن لإعادة تأهيلهم وعلاج سلبيات شخصياتهم تمهيدًا لاندماجهم في المجتمع مرة أخرى.

مباحث رعاية الأحداث

من جهته، كشف مصدر أمني مطلع بمديرية أمن بورسعيد، أن الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث تشن حملات أمنية مكبرة لضبط كافة صور الخروج على القانون، والمتعلقة بجرائم الأحداث، وذلك بهدف حماية الطفولة والأمومة، وتفعيل دور مؤسسات الرعاية الاجتماعية، والتطبيق الحاسم لقانون الطفل ومكافحة الظواهر الإجرامية المتعلقة بالصغار.

وأشار المصدر إلى أن الحملات، أسفرت عن ضبط أطفال يعملون بالمخالفة لقانون الطفل، وآخرين يعملون باعة جائلين بالميادين العامة وأمام المدارس، وحالات تسول ومعاكسات وتحرش وتناول أقراص مخدرة، منوهًا باتخاذ الإجراءات القانونية حيال جميع الوقائع.

التضامن الاجتماعي

من جانبها، قالت الدكتورة سوسن حبيش، مدير عام مديرية التضامن الاجتماعي ببورسعيد: "إن المحافظة خالية من أطفال الشوارع، مشيرة إلى أن جميع الأطفال الموجودين بالشوارع ليسوا من أبناء المحافظة، مؤكدة أنه جار التنسيق مع كافة الأجهزة المعنية حول هذا الأمر".

خارج دائرة الاهتمام

​وبالرغم من إطلاق وزارة التضامن الاجتماعي، البرنامج القومي لحماية الأطفال بلا مأوى، بالتعاون مع "صندوق تحيا مصر"، بهدف القضاء على ظاهرة أطفال الشوارع، وذلك بـ10 محافظات، إلا أن بورسعيد لم يكن لها نصيب من الحملة، وهو الأمر الذي أثار العديد من علامات الاستفهام حول مصير أطفال الشوارع بالمدينة الساحلية.

فيديو قد يعجبك: