إعلان

واشنطن وموسكو تحييان أجواء الحرب الباردة مع تبادل سجينين

12:08 م الخميس 28 أبريل 2022

روسيا وأمريكا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن- ( أ ف ب)

مع إجراء مفاوضات سرية في أوج أزمة دولية أفضت الى خروج سجينين الى الحرية على مدرج مطار، أحيت الولايات المتحدة وروسيا الأربعاء عبر عملية التبادل تقليدا يعود الى حقبة الحرب الباردة.

فيما الغرب يواصل فرض عقوبات على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا، شددت الولايات المتحدة على أنها لن تجري أي تواصل دبلوماسي مع موسكو لكن هذا التبادل يظهر أن القوتين لا تزالان تقيمان علاقة حول مواضيع محددة.

وأظهرت صور التلفزيون الروسي جندي مشاة البحرية (المارينز) الأميركي السابق تريفور ريد (30 عاما) مرتديا معطفا وهو يخرج من شاحنة صغيرة برفقة ثلاثة جنود روس على مدرج مطار كما يبدو.

وتوجهت الطائرة الى تركيا التي لم تحظر مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية، خلافا لدول الاتحاد الأوروبي، حيث تمت مبادلته بالطيار الروسي كونستانتين ياروشينكو الذي أدين بتهريب المخدرات وكان مسجونا في الولايات المتحدة.

وقال والد المارينز جوي ريد، إن تريفور نُقل هذا الأسبوع إلى سجن في موسكو وأن عملية التبادل تمت على مدرج مطار في تركيا، مضيفا "توقّفت الطائرة الأميركية بجانب الطائرة الروسية وتم إطلاق السجينين بشكل متزامن على غرار ما يحصل في الأفلام".

تم الاتفاق رغم ان السفارة الأميركية شبه خالية في موسكو بعدما اشتكت واشنطن منذ فترة طويلة من قيود روسية على موظفيها.

قبل انتهاء الحرب الباردة عام 1991، كانت القوتان تتبادلان ليلا السجناء على جسر كلينيك في برلين.

الحفاظ على علاقات

الجسر الذي كان يعرف باسم "جسر الجواسيس" كان يربط المنطقة الأميركية في برلين الغربية بمدينة بوتسدام في ألمانيا الشرقية سابقا فوق نهر هافل.

وتعود أشهر عملية تبادل الأشهر الى عام 1986 حين أفرج عن المنشق السوفياتي البارز ناتان شارانسكي مقابل مواطن تشيكوسلوفاكي وزوجته متهمين بالتجسس لحساب موسكو.

وتريفور ريد طالب وعنصر سابق في مشاة البحرية الأميركية المارينز، حكمت عليه محكمة روسية في يوليو 2020 بالحبس تسع سنوات لإدانته بالاعتداء على شرطي تحت تأثير الكحول، وهو ما نفاه. وهو لا يحظى بنفس أهمية شارانسكي والافراج عنه لن يترك تداعيات سياسية كبرى.

وقال دونالد جنسن العضو السابق في سفارة الولايات المتحدة في موسكو "أعتقد أن أيا من الطرفين لا يريد فعليا قطع العلاقات بشكل كامل".

وأضاف مدير مركز الأبحاث "معهد السلام" لشؤون روسيا وأوروبا، لوكالة فرانس برس "فلنكن صريحين، تبادل سجناء مهم للعائلات لكن هو أمر طفيف نسبيا في مجال العلاقات الدولية".

وكان تبادل السجناء على جدول الأعمال في القمة التي عقدها الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الروسي فلاديمير بوتين في جنيف في يونيو 2021.

لكن الوقت الذي تم اختياره في أوج الحرب في أوكرانيا، يمكن ان يظهر ان بوتين لا يزال بامكانه تسيير أعمال مع الولايات المتحدة بحسب جنسن.

بالنسبة لروسيا فإن مثل هذا التبادل الذي يذكر بالحرب الباردة هو مهم أيضا "بالنسبة لصورتها بأن تكون على قدم المساواة مع الولايات المتحدة، وبأنها تشكل مع الولايات المتحدة قوتين عظميين وانهما تقرران مثل هذه الأمور" كما أضاف جنسن.

وقال إن إدارة بايدن تعتبر من جهتها أنه بإمكانها الحفاظ على الاقل على بعض العلاقات مع روسيا في مجالات أساسية لا سيما الدبلوماسية المتعلقة بإيران.

أولوية دبلوماسية

إطلاق سراح سجناء أميركيين في العالم يشكل أولوية في السياسة الخارجية لجميع الإدارات الأميركية. وبالتالي فإن مصير اميركيين تحتجزهم إيران حاليا يلقي بثقله على المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي الدولي المبرم عام 2015 مع طهران.

في 2019، ورغم التوتر الشديد توجه مسؤولون أمريكيون وإيرانيون كبار الى زيورخ للإشراف على تبادل آخر على مدرج المطار.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: