إعلان

القوات الإثيوبية تعلن سيطرتها على ثلاث مدن في تيجراي

06:14 م الثلاثاء 18 أكتوبر 2022

القوات الإثيوبية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أ ف ب

أعلنت الحكومة الاثيوبية الثلاثاء أنها سيطرت على ثلاث مدن في إقليم تيجراي الشمالي الذي يشهد نزاعاً دامياً، مؤكدة خصوصا الاستيلاء على مدينة شاير الرئيسية التي اندلع فيها قتال عنيف أثار قلق المجتمع الدولي.

وقالت الحكومة في بيان إن الجيش الفيدرالي الإثيوبي "سيطر على مدن شاير وألماتا وكوريم بدون معارك مدنية".

كانت قيادة قوات المتمردين في هذه المنطقة الواقعة شمال إثيوبيا أعلنت سابقا أن القوات الإثيوبية والإريترية سيطرت على شاير، التي يبلغ عدد سكانها حوالى 100 ألف نسمة والبعيدة نحو 40 كيلومترًا جنوب الحدود الإثيوبية مع إريتريا، التي تحاذي تيجراي بأكمله ويدعم جيشها القوات الإثيوبية. استقبلت المدينة آلاف الأشخاص من سكان تيجراي الذين نزحوا بسبب النزاع الذي يعصف بشمال إثيوبيا منذ نوفمبر 2020.

وتضم شاير مطاراً كما تقع على طريق رئيسي يؤدي إلى ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، على بعد 300 كيلومتر.

واكد مصدر يعمل في مجال الاغاثة الانسانية السيطرة على ألماتا وكوريم، وهما مدينتان يبلغ عدد سكانهما 70 ألف نسمة و35 ألفًا على التوالي، وتقعان جنوب تيغراي على طريق رئيسي يقود إلى ميكيلي على مسافة 180 كيلومترا.

وقال أحد السكان الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن الجيش الإثيوبي "دخل ألماتا يوم أمس (الإثنين) حوالى الساعة 17,00".

ولا يمكن التحقق من الأنباء الواردة من ساحة المعركة لأن الصحافيين غير قادرين على الوصول إلى شمال إثيوبيا حيث شبكات الاتصالات ضعيفة أو معدومة.

حصيلة "صادمة"

دقّ الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في الأيام الماضية ناقوس الخطر مع اشتداد المعارك في تيجراي، لا سيما في شاير التي طالها القصف عدة أيام.

أكدت الحكومة الإثيوبية في بيانها الثلاثاء أن "الإجراءات الوقائية القصوى التي اتخذها الجيش الفيدرالي الإثيوبي حتى الآن سمحت بحماية المدنيين" و"جنبت السيناريو السيء الذي توقعه البعض".

إلا أن مفوض الأمم المتحدة السامي الجديد لحقوق الإنسان النمساوي فولكر تورك ندد في نفس اليوم بالحصيلة "الصادمة للغاية" بين المدنيين جراء الضربات الجوية ونيران المدفعية في تيجراي.

و قضى مدنيان وأحد العاملين في منظمة "انترناشيونال ريسكيو كوميتي" (لجنة الإنقاذ الدولية) جراء قصف وقع الجمعة.

كما شدد تورك على وجود "خطر كبير بتصعيد" النزاع في اثيوبيا، قائلًا "إنني ... منزعج بشدة من خطر التصعيد الكبير نظرًا للتعبئة الهائلة والمستمرة للجنود والمقاتلين من قبل مختلف أطراف النزاع".

في 24 أغسطس، بعد هدنة استمرت خمسة أشهر أعطت الأمل في إجراء مفاوضات، استؤنف القتال في شمال إثيوبيا.

ويدور النزاع الذي اندلع في نوفمبر 2020 بعيدًا عن الأضواء تقريبًا إذ يُحظر دخول الصحفيين إلى حد كبير إلى شمال اثيوبيا.

لكن مصادر مختلفة تفيد أن تيغراي عالق حاليًا بين فكي كماشة، في الشمال هجوم مشترك للجيشين الإثيوبي والإريتري انطلاقا من إريتريا، وفي الجنوب القوات الإثيوبية بمساعدة قوات من أمهرة وعفر المجاورتين.

نزح حوالى 40 ألفًا من سكان عفر مؤخرًا بسبب القتال على الحدود مع تيغراي، وفقًا لأحدث تقرير أصدره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (اوشا).

"خارج السيطرة"

الثلاثاء، أكد مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء أبيي أحمد، رضوان حسين، أن "النزاع لا يخرج عن السيطرة كما يحلو للبعض أن يصفه، إنه يتقلص ويتلاشى"، في رد ضمني على الأمين العام للأمم المتحدة الذي حذّر الاثنين من أنّ الوضع في إثيوبيا "يخرج عن السيطرة".

طالب أنطونيو غوتيريش بأن "تنسحب القوات المسلّحة الإريترية فوراً من أثيوبيا"، مناشداً "جميع الأطراف" السماح بإيصال المساعدات الإنسانية التي علّقت الأمم المتحدة نقلها منذ استئناف المعارك نهاية أغسطس.

وأكدت الحكومة الاثيوبية الثلاثاء أنها تحضّر لتوفير المساعدة الإنسانية في المدن التي أصبحت تحت سيطرتها، لا سيما عبر مطار شاير، ولإعادة الخدمات والاتصالات.

وأعلنت جبهة تحرير شعب تيجراي الأحد "نحن مستعدون لاحترام وقف فوري للعمليات القتالية" تلبية لدعوة الاتحاد الافريقي.

دون الرد مباشرة على دعوة الاتحاد الأفريقي لوقف إطلاق النار، أعلنت حكومة أبيي أحمد حائز جائزة نوبل للسلام 2019، الاثنين أنها ترغب في مواصلة عملياتها العسكرية في تيجراي، مشيرة إلى أنها "مصمّمة على حلّ سلمي للصراع عبر محادثات السلام".

وبعد أن قالت إنها اضطرت لاتخاذ "إجراءات دفاعية لحماية سيادة وسلامة أراضي البلاد"، اعتبرت أنه من "الضروري ... السيطرة الفورية على جميع المطارات والبنية التحتية الفدرالية والمنشآت الأخرى" في تيجراي.

وحصيلة النزاع الدامي في تيجراي غير معروفة لكنه تسبب في نزوح أكثر من مليوني شخص ودفع بآلاف الإثيوبيين الى ظروف أشبه بالمجاعة وفقا للأمم المتحدة.

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: