ما قصة الصحفية رواء مرشد التي ضربتها شرطة "حماس" لكونها غير محجبة؟

02:28 م الخميس 29 أبريل 2021

الصحفية الفلسطينية رواء مرشد

كتبت- رنا أسامة:

في حادث وُصِف بـ"الهمجي" وأثار ردود فعل مُنددة داخل الأوساط الحقوقية والصحفية في فلسطين، احتجزت عناصر من حركة حماس، صحفية فلسطينية تُدعى رواء مرشد (26 عامًا)، واعتدت عليها لفظيًا وجسديًا بدعوى "عدم ارتدائها الحجاب".

إعلان

ولاقى الحادث استنكارًا واسعًا باعتباره "انتهاكًا خطيرًا للحق في الكرامة والسلامة والجسدية والحرية الشخصية، ولعمل الجهات النظامية المُكلّف بإنفاذ القانون" وذلك بموجب قانون العقوبات الفلسطيني رقم (74) لسنة 1936، مُحمّلة حماس المسؤولية كاملة.

ما تفاصيل الواقعة؟

الأحد الماضي، توجهت مرشد برفقة زميلة مُصورة وزميل آخر وطفلة (6 أعوام)، في حوالي الساعة 17:00 عصرًا (بالتوقيت المحلي)، إلى أرض زراعية بالقرب من أبراج منطقة جحر الديك، جنوب شرق غزة، للقيام بجلسة تصوير خارجية بعد حصولهم على إذن من مالك الأرض.

أثناء التصوير وتحديدًا بعد مرور ساعة، حضر عنصران مُسلحان يستقلان دراجة نارية ويرتديان زيًا عسكريًا، عرّفا نفسيهما بأنهما من "الضبط الميداني" التابع لحماس، وطلبا منهم هويّاتهم. وأبدى أحدهما اعتراضه على وجود شاب برفقة الصحفيتين باعتباره "غير مِحرم"، وانتقد كونها "غير محجبة"، فيما وجّه الآخر ألفاظًا نابية بحق مرشد.

وروت مرشد في منشور عبر فيسبوك أمس الأربعاء، أنها وأثناء تعريفها بنفسها كصحفية لأحد العنصرين، أخذ النقاض في منحى شخصي وبدأ ينتقد شكلها وعدم ارتدائها الحجاب "في محاولة لإسكاتها بأسلوب أبعد ما يكون عن الأدب"، وظل يوجّه لها كلامًا جارحًا على غِرار أنها "مرتدة" و"لا تنتمي لهم" و"لا يحق لها الكلام" و"لا يُشرفه مناقشتها" و"عليها أن تخرس"، بحسب المنشور.

وتابعت: "ذهبا (العنصران التابعان لحماس) على بعد ٥٠ متر تقريبًا ومعهما بطاقاتنا التعريفية وطلبا الشرطة النسائية. وقمت انا بمهاتفة أحد الأشخاص في وزارة الداخلية (بقطاع غزة)، وقال إنه ٔ سيحل الأمر ولن يكون هناك مشكلة".

بعد ذلك، عاد الشخصان وأكمل أحدهما حديثه بـ"لغة غير محترمة"، فردّت عليه مرشد: "انت بتحكي معي؟" فما كان منه إلا أن أمسك جذع شجرة وهمّ يضربها عدة ضربات في أماكن حساسة من جسدها، بحسب قولها.

وذكرت أنها تملك تقريرًا طبيًا يوثّق ذلك الاعتداء، وموقّع من أحد الأطباء في مستشفى الشفاء الطبي في غزة.

داخلية غزة تُحقق

بدورها، فتحت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة تحقيقًا في الحادث بعد تلقيها رسالة من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، إثر شكوى قدّمتها الصحفية رواء مرشد، وذلك بعد أن وجدت أن الإجراءات التي اتخذتها الأخيرة بعد 48 ساعة من الحادث "غير مُجدية"، كما طُلب منها "عدم نشر تفاصيل" لحين معرفة اسم المعتدِي.

وقالت الهيئة المستقلة الفلسطينية، في بيان على صفحتها عبر فيسبوك، إنها خاطبت وزارة الداخلية والأمن الوطني والنيابة العامة في غزة، للمطالبة بالتحقيق في حادث الاعتداء، مؤكدة أنه "انتهاك للحق في الحريات الشخصية التي كفلتها القوانين الوطنية والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان".

وأشارت إلى أنها تواصلت مع داخلية غزة التي أبلغتها بأن العناصر المعتدية "لا تتبع الوزارة"، وأكدت أنها تدخلت فور علمها وسهّلت مغادرة رواء مرشد ومن معها، وشكّلت لجنة تحقيق، ووجّهت الصحفية المُعتدى عليها لتقديم شكوى للنيابة العامة.

وأكدت الهيئة رفضها القاطع لما تعرضت له مرشد من ضرب ومعاملة قاسية ولا إنسانية، مشددة على ضرورة حماية الصحفيين وحرياتهم الشخصية، وتمكينهم من أداء أنشطتهم دون قيود، انسجامًا مع القانون الأساسي الفلسطيني والمواثيق الدولية ذات العلاقة بحرية العمل الصحفي.

وقال إياد البزم، المتحدث باسم داخلية غزة، مساء الأربعاء: "تلقت وزارة الداخلية رسالة من الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، حول شكوى مُقدّمة من المواطنة (رواء مرشد)، تفيد بتعرضها لاعتداء أثناء تواجدها في أرض زراعية بالمنطقة الحدودية شرق جحر الديك، وسط قطاع غزة، برفقة شاب وفتاة آخرين".

وأضاف: "بناء عليه، قررت وزارة الداخلية، فتح تحقيق في الشكوى المقدمة من المواطنة (الفلسطينية)".

نقابة الصحفيين الفلسطينيين تستنكر

بدورها استنكرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين الاعتداء "المُشين وغير الأخلاقي وغير المقبول"، بحق صحفية مشهود لها بعملها الصحفي وتغطيتها الدائمة لمسيرات العودة.

وطالبت، في بيان، حماس بالاعتذار علنًا وإعادة الاعتبار للصحفية رواء مرشد.

وأكدت أنها "ستتواصل مع كافة المنظمات الحقوقية لمحاسبة منفذ هذا الاعتداء قانونيا ونقابيا، وستتابع الاجراءات التي ستتخذها حماس بهذه الجريمة النكراء".

كما حذرت من "اجراءات نقابية ستقوم بها في حالة عدم رد الاعتبار لها نتيجة هذا الاعتداء الآثم".

إعلان