تفاعلي| كيف تحوّلت "باريس الشرق" إلى مدينة منكوبة؟ (صور)

12:10 م الخميس 06 أغسطس 2020

كتبت - رنا أسامة:

بين ليلةٍ وضُحاها تحوّلت باريس الشرق، بيروت، إلى مدينة منكوبة بفِعل الانفجار المروّع الذي طال مرفأ العاصمة اللبنانية، ودمّر نصف مباني المدينة، تاركًا مئات الآلاف مُشرّدين بلا مأوى، ليُعيد إلى الأذهان الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990 التي مزّقت البلاد.

إعلان

قُتِل ما لا يقل عن 137 شخصًا وأُصيب نحو 5 آلاف يوم الثلاثاء، في أعقاب الانفجار الضخم بالمرفأ، حيث انفج 2750 طنًا من نترات الأمونيوم.

وسارع المجتمع الدولي لإرسال مساعدات إلى البلد الذي يئِن بالفعل تحت وطأة انهيار اقتصادي- لكن المواطنين يخشون أن لبنان لن يتعافى أبدًا.

وعرضت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول الخليج، وحتى عدوّها اللدود إسرائيل، تقديم الأموال والمساعدة الطبية إلى لبنان، حيث أعلن الرئيس ميشال عون الحداد لمدة ثلاثة أيام وتخصيص 66 مليون دولار من أموال الطوارئ.

ويُعتقد أن إجمالي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الانفجار تتراوح بين 1 و15 مليار دولار، بحسب محافظ بيروت مروان عبود، إضافة إلى الخسائر البشرية الممثلة في تشريد 300 ألف شخص، فيما تكافح المستشفيات المُكتظة من أجل استيعاب المُصابين، مع نفاذ المُعدات والأسِرّة اللازمة في ظل تفشي فيروس كورونا.

ونشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية صورًا التقطتها الأقمار الصناعية، تُظهِر حجم الدمار الحقيقي الذي تعرّضت له بيروت، وتُبرز الفارق قبل وبعد الانفجار الذي يُعادل قوة قنبلة نووية صغيرة.

ويستقبل مرفأ بيروت الرئيسي 60 بالمائة من واردات لبنان، الذي يعتمد على واردات القمح لتأمين الإمدادات الغذائية في البلاد، حيث يغطي الإنتاج المحلي 10 بالمائة فقط من استهلاك الدولة للقمح، بحسب تقرير لوكالة "إس آند بي جلوبال" للتضنيفات الائتمانية.

وتعهّد رئيس الوزراء اللبناني حسّان دياب بأن يدفع المسؤولون عن هذا الانفجار الثمن، مُعلنًا حالة الطوارئ لمدة أسبوعين في مدينة بيروت للتعامل مع الأزمة. وحث جميع قادة العالم و"أصدقاء لبنان" على التبرع للبلاد، مضيفًا: "نحن تشهد كارثة حقيقية ".

وأظهرت صورة أخرى سفينة الركاب "أورينت كوين" التي انقلبت بسبب قوة الانفجار.

وفي وقت سابق أمس الأربعاء، قررت الحكومة اللبنانية وضع جميع المسؤولين المعنيين بأمن الموانئ خلال السنوات الست الماضية تحت الإقامة الجبرية، وفتح تحقيق تُعلن نتائجه خلال 5 أيام كحدّ أقصى.

وقال رامي رفاعي، مهندس يبلغ من العمر 38 عامًا، لوكالة "فرانس برس": "لقد عشنا أيامًا سوداء في لبنان على مر السنين، ولكن هذا شيء آخر".

وأضاف مُنتحبًا: "لقد واجهنا بالفعل أزمة اقتصادية، وحكومة لصوص، وفيروس كورونا. لم أكن أتوقع أن يسوء الوضع أكثر، لكنني الآن لا أعرف ما إذا كان بإمكان هذا البلد النهوض مُجددًا. سيحاول الجميع المغادرة. سأحاول المغادرة أنا أيضًا".

إعلان