لماذا يرفض الأوروبيون والأمريكيون الالتزام بالتدابير الاحترازية ضد كورونا؟

11:01 م الثلاثاء 24 مارس 2020

تجمع في ألمانيا- صورة أرشيفية

كتبت- هدى الشيمي:

رغم الإجراءات الاحترازية والتدابير التي تتخذها الحكومات لمواجهة فيروس كورونا المتحور الذي يُسبب مرض (كوفيد-19)، قالت شبكة سي إن إن الإخبارية إنه إذا نظرنا إلى راكبي الدراجات في متنزهات نيويورك، والأماكن المزدحمة في بريطانيا، والشواطئ المُكتظمة بالأشخاص في كاليفورنيا، وغيرها من المناطق في أوروبا وأمريكا على وجه التحديد، لما شعرنا أن هناك جائحة خطيرة تسيطر على العالم.

إعلان

تجاوز عدد المصابين بفيروس كورونا 390 ألف شخص، وترى (سي إن إن) أن ما حدث في إيطاليا يفسر أسباب انتشار الفيروس بهذه السرعة.

بعد تفشي الفيروس في إيطاليا، بدأت السلطات في إغلاق المنطقة الحمراء، أو الأكثر تضررًا في الشمال. مع انتقال العدوى فرضت السلطات حظر كامل على البلاد، وهددت من لا يلتزم بالقوانين بدفع غرامة مادية تبلغ 232 دولار والسجن ستة أشهر.

مع ذلك، استمر خرق الإيطاليين للحظر، وقال مسؤول في الصليب الأحمر الصيني، الأسبوع الماضي، إن الإجراءات المُتخذة في إيطاليا- وهي الأكثر صرامة في أوروبا- لم تكن كافية للردع المواطنين.

تفاقم الأزمة في إيطاليا، دفع السلطات إلى اتخاذ قرارات أكثر صرامة ضد الأشخاص والمؤسسات والأعمال التجارية، ومع مرور الوقت، تحولت أوروبا إلى بؤرة انتشار الفيروس عوضًا عن الصين.

ورغم إعلان رئيس الحكومة البريطاني بوريس جونسون عن الإغلاق التام للبلاد، ومنع الخروج من المنازل لمدة 3 أسابيع، شهدت العاصمة البريطانية لندن احتشادًا للمواطنين، خاصة داخل محطات القطار والحافلات،

وأشار جونسون إلى أنه سيُسمح للناس بمغادرة منازلهم لأغراض محدودة، هي: "التسوق للحصول على الضروريات الأساسية، في حالات نادرة بقدر الإمكان؛ شكل واحد من التمارين يوميًا - على سبيل المثال الجري أو المشي أو الدراجة - بمفردك أو مع أفراد أسرتك".

وفي تصريحات سابقة، وصف وزير الصحة البريطاني مات هانكوك المواطنين الذين لا يلتزمون بقرارات التباعد الاجتماعي بـ"الأنانيين"، فيما اعتبر حاكم نيويورك أندرو كومو الأشخاص الذين يجتمعون في الحدائق مُخطئين، ومتعجرفين، ولا يتحملون المسؤولية.

رسائل مُتضاربة

برر نيك شاتر، أستاذ العلوم السلوكية في كلية إدارة الأعمال بجامعة واريك، رفض الأوروبيين والأمريكيين الالتزام بالتدابير الاحترازية بأن رسائل قادة هذه الدول كانت مُتضاربة، بينما يغلقون المطاعم والحانات والمدارس بصورة تدريجية، كانوا يحثون الناس على الالتزام والمساعدة على منع انتشار كوفيد-19.

قال شاتر إنه عندما يتلقى أحدهم النصيحة بصورة لطيفة للغاية، يفقد الشعور بالخطر، ويجهل العواقب الوخيمة التي قد ترتب على القيام بعكسها. وتابع: "الحكومات الغربية كانت مترددة في اتخاذ إجراءات الإغلاق والحظر الصارمة التي فرضتها الصين بسرعة بعد تفشي الفيروس المتحور، وعوضًا عن ذلك نصحت حكومات بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، أستراليا، مواطنيها بممارسة التباعد الاجتماعي، وطالبت الشركات بالسماح للموظفين بالعمل في منازلهم قدر الإمكان".

قوانين أكثر صرامة

حسب شاتر، فإن ما ساعد الصين على احتواء الأزمة هو فرض قرارات شديدة الصرامة، فيما اعتمدت كوريا الجنوبية على استراتيجية أخرى تمثلت في السماح للناس بحرية نسبية في الانتقال، مع اخضاعهم طوال الوقت لاختبارات صحية متوفرة على نطاق واسع.

لفت الأستاذ الجامعي إلى أن التباعد الاجتماعي كان الإجراء الأكثر فعالية في إبطاء انتشار الفيروس في هونج كونج، رغم ارتفاع عدد الحالات مُجددًا الآن، ولكن السلطات هناك أصدرت قرارًا بالإلزام الوافدين بارتداء سوار إلكتروني يراقب الأشخاص الموجودين في الحجر الصحي، ويبلغ عنهم حالة انتهاك القوانين.

تتخذ بعض الدول الأوروبية الآن المزيد من القرارات الصارمة للحد من تفشي الفيروس، حسب سي إن إن، على سبيل المثال أعلنت فرنسا أن من ينتهك القوانين سوف يدفع غرامة مالية كبيرة.

ويؤكد شارتر إن القادة الأروبيين ليس أمامهم سوى اتخاذ قرارات أكثر صرامة إذا أرادوا السيطرة على الأزمة قبل فوات الآوان.

إعلان