إعلان

راتكليف عن احتجاز زوجته بإيران: طهران تمارس دبلوماسية الرهائن بلا عقاب

12:18 م الخميس 03 ديسمبر 2020

نازانين زاغاري راتكليف المعتقلة في إيران

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

وكالات:

اعتبر ريتشارد راتكليف، زوج الإيرانية البريطانية نازانين زاغري المعتقلة منذ 4 أعوام في طهران، أن إيران تمارس "دبلوماسية الرهائن" دون عقاب، وأن زوجته مجرد "ورقة مساومة" بين بلدين.

وقال راتكليف في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط، نشرته الخميس، إن إيران تسعى لعرقلة إطلاق سراح زوجته عند نهاية عقوبتها في مارس المقبل، عبر توجيه تهم جديدة لها توفر "إطارًا قانونيًا لأخذها رهينة، وتبرر احتجازها" لمدة إضافية.

ومثُلت زاغري أمام قاض مطلع الشهر الماضي بتهمة نشر دعاية ضد النظام، لكن المحاكمة أُرجئت قبل أن تتمكن من تقديم دفاعها، ودون تحديد موعد الجلسة المقبلة.

وأوضح راتكليف أن التهمة المسوقة بحق زوجته تتمثل في "نشر دعاية ضد النظام»، وهي نفسها التي حكم على أساسها ضدها بالسجن 5 أعوام في 2016. وقال إن "التهمة رسمياً تهمة جديدة، ولكنها الملف نفسه الذي استخدم ضدها المرة الماضية. وبالتالي، فإن الخطر مزدوج".

وتابع: "سبق أن رأينا حالات أخرى حيث قُدمت لائحة اتهامات جديدة في منتصف الطريق، لا سيما عندما تُأجل القضية فجأة كما حدث لنا في آخر جلسة استماع. لذلك لن نعرف ما أدانوها به إلا عندما يخبروننا بذلك".

ورأى راتكليف، الذي يقود منذ عام 2016 حملة مكثفة لإطلاق سراح زوجته، أن الغرض من القضية الجديدة هو "منع إطلاق سراحها في نهاية عقوبتها في مارس المقبل، أو على الأقل تهديدها بذلك"، مضيفًا أن "العملية القضائية مجرد غطاء لتوفير إطار قانوني لأخذ الرهائن وتبرير احتجازها للمدة التي يريدون"، بحسب الصحيفة.

"ألعاب ذهنية"

وحُكِم على زاغري، التي كانت تعمل في مؤسسة "تومسون رويترز"، بالسجن 5 أعوام بعد إدانتها بتهمة "محاولة قلب النظام" في إيران. الأمر الذي تنفيه بشدة. وأوقفت في أبريل 2016 فيما كانت تغادر إيران بصحبة طفلتها جابرييلا البالغة من العمر آنذاك 22 شهرًا، بعد زيارة لعائلتها بمناسبة عيد النيروز. وعادت جابرييلا إلى بريطانيا في 10 أكتوبر2019، بعد حصولها على "موافقة مفاجئة" من الحرس الثوري الإيراني لإخراجها من إيران.

أما نازانين، فحصلت على إطلاق سراح مشروط من سجن إيفين في مارس الماضي بسبب جائحة كوفيد19، ووُضعت قيد الإقامة الجبرية. وبعدما أمضت 4 أعوام من عقوبتها تراوحت بين السجن والإقامة الجبرية، أُبلغت الإيرانية - البريطانية في سبتمبر الماضي بلائحة اتهام جديدة، ومثُلت في 2 نوفمبر الماضي أمام قاض وسط مخاوف بريطانية من إعادتها مباشرة إلى السجن أو تمديد عقوبتها، غير أن المحكمة أرجأت الجلسة.

وقال راتكليف إن الأسبوع الذي سبق موعد الجلسة الجديدة كان صعباً للغاية؛ إذ طُلب من نازانين إحضار حقيبة استعداداً للعودة إلى السجن، عندما يصطحبها الحرس الثوري إلى المحكمة. وأوضح: "كان أسبوعًا شاقًا للغاية. أمضت الأسبوع كله تحدّق في حقيبة سفر. في النهاية، لم تستطع حزم أغراضها والاستعداد للعودة إلى السجن. كان ذلك صعبًا للغاية"- على حدّ قوله.

وتابع أن "هذه الألعاب الذهنية منهكة حقًا. من العذاب أن تتوقع العودة إلى السجن خلال أسبوع، أو البقاء في المنزل (تحت الإقامة الجبرية)، أو أن تظل في حالة من الانتظار. كل شيء ممكن، ولا شيء تحت سيطرتها". واعتبر أن نازانين "مجرد ورقة مساومة بين بلدين. سيستغرق التعافي وقتًا طويلًا".

"خطوة أولى جيدة"

في الوقت ذاته، أشاد راتكليف بموقف وزارة الخارجية البريطانية تجاه التطور الأخير في قضية زوجته، مُعتبرًا إيّاه "خطوة أولى جيدة"، داعيًا في الوقت نفسه إلى الذهاب أبعد من ذلك.

كانت الخارجية البريطانية قد هددت طهران بأن أساس العلاقة بين البلدين سيتغير حال أعيدت نازانين إلى السجن. ووصف راتكليف التصريح بأنه قوي و"يضع خطاً واضحاً للغاية بشأن التهديد بإعادة نازانين إلى السجن، كما يرفض شرعية القضية الجديدة أمام المحكمة".

واستطرد: "أعتقد أن السلطات الإيرانية لاحظت ذلك". إلا إن راتكليف ما زال يعتقد أن "المملكة المتحدة تحتاج إلى الذهاب إلى أبعد من ذلك، لتوضيح أنه من غير المقبول استخدام الأبرياء في هذه الألعاب، وأن تستخدم كلمات مثل (التعذيب) و(أخذ الرهائن)".

وناشد بضرورة أن تكون هناك "مساءلة على المدى الطويل. ففي الوقت الحالي، تمارس إيران (دبلوماسية الرهائن) دون عقاب"، بحسب قوله.

وأكّد راتكليف أنه تحدث مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب قبل وقت قصير من محاكمة زوجته الأخيرة. وقال إنه "وعدني بأنهم يواصلون جهودهم الدبلوماسية، وإنه شعر أن هناك تقدّمًا". ورد راتكليف على الوزير بالقول إنه يظل متشككًا بالنظر إلى القضية الجديدة التي رُفعت ضد زوجته.

وتابع: "ننتظر حاليًا ليقرر ما إذا كان سيؤكد حق المملكة المتحدة القنصلي في الوصول إلى نازانين؛ الأمر الذي سيسمح لهم بحضور المحاكمة وزيارتها أخيرًا". وشدّد أن "عزل الرهائن من ركائز سياسة أخذ الرهائن، لذلك يجب كسره».".

كان راب أعرلاب عبر تويتر عن ارتياحه لعدم عودتها إلى السجن، لكنه أكد أن "تعامل السلطات الإيرانية معها مخيف، وينبغي أن تعود إلى وطنها وعائلتها من دون تأخير". فيما عدّ متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الآلية الجديدة "غير مبررة" و"لا أساس لها"، داعياً إيران إلى الإفراج نهائيًا عن زاغري.

تحدي "كوفيد 19"

وعن تأثير جائحة "كوفيد 19" على جهوده الوطنية والدولية لإطلاق سراح زوجته، قال راتكليف: "من الواضح أن الوباء أثّر على الحملات والضغوط؛ إذ تسير كثير من الأشياء ببطء هذه الأيام".

وأوضح أنه "عند انتشار الجائحة في المرة الأولى، بدا كأن كوفيد يشكّل فرصة بشكل لم يكن متوقعًا، لا سيّما عندما أُطلق سراح نازانين مؤقتاً في مارس الماضي، وكان من المفترض أن تُمنح الرأفة، كما عاد اثنان من الرهائن الأجانب الآخرين إلى الوطن. لم يحدث ذلك في النهاية، بل أصبح كوفيد تجربة انتظار، على أمل أن يتحسن العالم مرة أخرى».

وفي أعقاب إطلاق إيران سراح المواطنة الأسترالية كايلي غيلبرت - مور، الأسبوع الماضي، مقابل 3 من مواطنيها كانوا موقوفين في تايلاند. قال راتكليف للشرق الأوسط إنه وزوجته كانا "سعيدين في البداية. فقد كانت نازانين وكايلي زميلتين في السجن وتعرف كل منهما الأخرى".

وتابع: "أما في اليوم الثاني، فتساءلنا عن متى يحين دورنا. لا أعرف ما الذي يعنيه (إطلاق سراح غيلبرت - مور) بالنسبة (لحالته). فذلك يُظهر أن الإفراج (عن المعتقلين) ممكن. لكنني لست متأكدًا من أنه يعطينا أي فكرة عن مدى قرب المملكة المتحدة وإيران من الاتفاق (حول الإفراج عن نازانين)، لمجرد أن أستراليا تمكنت من إعادة مواطنيها إلى أرض الوطن".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان