إعلان

بعد سنوات من الفوضى.. الجنوب الليبي على أعتاب التحرير

12:48 م الخميس 17 يناير 2019

قوات الجيش الليبي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود:

بعد سنوات من الفوضى والتهريب والهجمات الإرهابية على يد داعش والقاعدة وغيرهما؛ بدأت قوات الجيش الليبي، الأربعاء، عملية عسكرية لـ"تطهير" جنوب البلاد من الإرهابيين.

وأظهرت لقطات مصورة، نشرها الجيش الليبي – بقيادة المشير خليفة حفتر - خروج آليات عسكرية من قاعدة جوية شرقي البلاد بُعد 650 كيلومتر من العاصمة طرابلس، متجهة إلى الجنوب للمشاركة بالمعارك ضد الإرهاب.

وأعلن الجيش الليبي أنه يتطلع لتأمين المنشآت النفطية ومواجهة تدفق المهاجرين المتجهين شمالاً نحو شواطئ المتوسط، داعيًا الجماعات المسلحة في المنطقة المستهدفة، إلى الانسحاب من المنشآت المدنية والعسكرية.

جاء إعلان الجيش الليبي كتطور كبير طال انتظاره في هذه المنطقة الشاسعة، التي ستحقق استعادتها أهدافًا عسكرية واستراتيجية في اتجاه تحرير كافة الأراضي الليبية، فالحدود التي تمتد على طول 4389 كيلومترًا وتتقاسمها ليبيا من الجنوب مع السودان وتشاد والنيجر، باتت هاجسًا أمنيًا ومعبرًا مفتوحًا للجماعات الإرهابية، لتشكل عائقًا أمام استعادة الأمن في البلاد.

وقالت مصادر عسكرية لـ"فرانس برس"، إن عدة وحدات من الجيش اتخذت مواقع لها خلال الأيام الماضية، حول مدينة سبها الرئيسية في المنطقة.

الإعلان عن العملية جاء في بيان أصدره الجيش، الثلاثاء الماضي، على لسان المتحدث باسمه، العقيد أحمد المسماري، مُعلنًا انطلاق عملية عسكرية شاملة لتحرير مناطق الجنوب الغربي.

وحدد المسماري أهداف العملية بتأمين سكان المناطق من الإرهابيين من تنظيمي داعش والقاعدة والعصابات الإجرامية، والمحافظة على وحدة وسلامة التراب الليبي، وتأمين شركات النفط والكهرباء العاملة والمشاريع الزراعية بالمنطقة، وإيصال الخدمات الضرورية للمواطنين وإيقاف الهجرة غير الشرعية.

ويسهم الجنوب الليبي بنحو نصف إنتاج ليبيا من النفط بمقدار نصف مليون برميل يوميًا، بينما يشكل انتشار الجماعات المسلحة تحديًا أمام التنمية الاقتصادية في هذه المناطق.

وفي حال تم إنجاز عملية الجنوب، لن يتبقى أمام الجيش سوى الشريط الساحلي الشمالي الممتد من مصراته إلى منطقة الزاوية بطول 270 كيلومترًا.

خريطة

وقال المسماري إن الجيش سيلاحق أيضا العناصر الإرهابية الهاربة من بنغازي ودرنة وسرت إلى الجنوب، الذين استفادوا من هشاشة الأمن والموانع الجغرافية الطبيعية.

وأضاف أن وحدات من الجيش كانت متواجدة في سبها، كبرى مدن الجنوب، لكنها لم تكن كافية، "لذا تأتي العملية العسكرية لتعزيز وجود الجيش والقضاء على الجماعات الإرهابية".

وأوضح أن السيطرة على الحدود الجنوبية ستقطع طريق الإمدادات لكافة الجماعات الإرهابية والعصابات في هذه المنطقة.

وسيعتمد الجيش على وحدات خاصة استفادت كثيرًا من معركة تحرير درنة في يونيو الماضي، وأصبحت لديها خبرة في القيام بعمليات واسعة، بحسب ما نقلته "سكاي نيوز" عن المسماري.

كما تستهدف الجماعات المتحالفة والمنبثقة عن داعش والقاعدة، ومنها أنصار الشريعة وكتائب بوسليم ومجلس شورى درنة وكتائب بنغازي.

كما ستركز العملية أيضًا على جماعات التمرد التشادية التي أقامت لها قواعد عديدة في سبها وحولها، وفي المناطق الحدودية، واستفاد من وجودها المهربون والعصابات الإجرامية أيضا.

وتشمل هذه الجماعات "الحركة من أجل الديمقراطية والعدالة" في تشاد، و"جبهة الوفاق من أجل التغيير" في تشاد، والمجلس العسكري لإنقاذ الجمهورية، وتجمع القوى من أجل التغيير في تشاد.

وأوضح المسماري أن الجيش وضع خططا لحماية المدنيين في عملياته المقررة في الجنوب الليبي.

وأشار المتحدث باسم الجيش الليبي أن "معركة الجنوب تحتاج إلى تعاون مع دول الجوار لمنع تسلل الإرهابيين"، ودعا تشاد إلى إغلاق الحدود، ومنع خروج الإرهابيين من الجنوب الليبي، للمساهمة في نجاح خطة الجيش.

 

 

فيديو قد يعجبك: