مَن ألغى زيارة إسماعيل هنية إلى روسيا؟

06:08 م الخميس 10 يناير 2019

إسماعيل هنية

كتبت – إيمان محمود

أعلن السفير الفلسطيني لدى روسيا عبد الحفيظ نوفل، اليوم الخميس، إلغاء زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى موسكو، وإرجائها إلى وقت لم يُحدد بعد.

إعلان

وفي الوقت الذي تواردت فيه الأنباء عن تأجيل الزيارة، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي، مبعوث الرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا ميخائيل بوجدانوف، عن قلق بلاده إزاء تعثر عملية المصالحة الفلسطينية بين حركتي حماس وفتح.

وتلقى إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، في نوفمبر الماضي، دعوة رسمية من وزارة الخارجية الروسية، لزيارة العاصمة موسكو، وفي نهاية الشهر الماضي حددت موسكو موعد الزيارة وهو 15 من يناير الجاري.

كان هدف الزيارة هو بحث ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية والعلاقات الثنائية بين حماس وروسيا، إذ أعلنت روسيا، استعدادها لعقد لقاء بين قيادات حركتي "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين في موسكو؛ لـ"الإسهام في المصالحة الوطنية بين الأطراف".

وعلى مدار ما يزيد عن 11 عامًا مضت، لم تتوقف محاولات الوسطاء –وفي مقدمتهم مصر- لإنهاء الانقسام الفلسطيني دون أن تنجح أي منها في تحقيق تقدم حقيقي يخرج الفلسطينيين من أسوأ حقبة في تاريخ القضية الفلسطينية.

صعوبة الوضع الحالي

وحول سبب إلغاء الزيارة؛ قال السفير الفلسطيني لدى موسكو في حديث لوكالة "إنترفاكس" الروسية، إن إرجاء الزيارة جاء بـ"مبادرة من الجانب الفلسطيني"، مضيفًا أن سبب ذلك يعود إلى "صعوبة الوضع الحالي".

وأضاف السفير أن موسكو أعربت عن أملها في أن يُحدد موعد جديد للزيارة ويتم التوصل إلى تفاهم بهذا الشأن، مشيرًا إلى أن الخطط لزيارة هنية إلى العاصمة الروسية لا تزال قائمة وهي قد تجرى لاحقًا، لكن موعدها الجديد لم يحدد بعد.

وذكر السفير أنه عقد أمس اجتماعًا مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوجدانوف، حيث بحثا المسائل المطروحة على الأجندة الإقليمية، بما في ذلك الاستيطان الإسرائيلي وملف المصالحة الفلسطينية.

ضغوط "فلسطينية-إسرائيلية"

يرى المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون، أن روسيا تعرضت لضغط شديد لإلغاء الزيارة، لافتًا "كان هذا واضحًا بعد زيارة المالكي الخاصة لروسيا".

وقال –في تصريحات خاصة لمصراوي- إنه بسبب عدم استجابة روسيا لهذه الضغوط قامت السلطة بسحب عناصرها من المعبر لإحداث عرقلة واضحة لتأخير خروج الوفد إلى الجولة الخارجية وتحديدًا إلى روسيا.

وأضاف أن موسكو اضطرت للتأجيل وليس الإلغاء بذريعة حالة الانقسام الفلسطيني، مؤكدًا "من الواضح أن روسيا تعرضت لضغط مزدوج من إسرائيل والسلطة الفلسطينية".

وأوضح أن هناك قلق اسرائيلي واضح من جولة هنية وزيارته لموسكو وفي الوقت نفسه يوجد خوف وإرباك لدى رئاسة السلطة بسبب تحرك هنية واستعداد العالم فتح أبوابه لاستقبال والاستماع للحركة.

أكد المدهون أن "كلمة السر مصر" .. مُتسائلاً "هل ستخضع القاهرة لقلق ورفض إسرائيل والسلطة؟".

المُحلل الفلسطيني أشار في الوقت ذاته إلى أن مصر دورها ومصلحتها بإنجاح تحرك هنية لتعزيز الدور وإتاحة أفق وزيادة قوته.

وفي السياق ذاته؛ قالت القناة السابعة الإسرائيلية، إن إسرائيل مارست ضغوطًا من أجل منع إتمام الزيارة، مشيرة إلى أن "السلطة الفلسطينية استاءت من لقاء هنية مع مسؤولين روسيين، وحاولت إعاقة هنية من مغادرة قطاع غزة".

ولفتت القناة الإسرائيلية، إلى توتر الخلافات الروسية-الإسرائيلية، منذ تحطم طائرة روسية في سوريا ألقت روسيا باللوم فيها على مقاتلات إسرائيلية، لكن إسرائيل بذلت في الأشهر الأخيرة جهودًا كبيرة لاستعادة العلاقات مرة أخرى، وفق تعبير القناة.

انشغال لافروف

من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى أبو مرزوق تأجيل زيارة هنية إلى موسكو دون تحديد موعد جديد لها.

وكتب أبو مرزوق، على حسابه في تويتر "في اتصال هاتفي مع ميخائيل بوجدانوف، تم الحديث حول تطورات القضية الفلسطينية، والتأكيد على موقف روسيا الثابت من قضيتنا الوطنية، وتأجيل زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة لوقت آخر لانشغال وزير الخارجية، مع حرص روسيا على إتمامها".

 

إعلان