إعلان

العالم في 2019 : ما مصير اللاجئين؟

11:22 ص السبت 22 ديسمبر 2018

لاجئين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

خلال ستة أعوام متتالية؛ ارتفع عدد اللاجئين في جميع أنحاء العالم إلى نحو 68 مليون شخص نزحوا بسبب العنف والاضطهاد، أي ما يعادل خُمس عدد سكان أمريكا، وما يقارب من نصف سكان روسيا وأكثر من مجموع سكان بريطانيا.

كتبت الفنانة الأمريكية أنجلينا جولي، المبعوثة الخاصة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين، مقالاً في مجلة "إيكونوميست" البريطانية عن معاناة اللاجئين، وما يمكن أن يؤول إليه وضعهم الكارثي في العام المُقبل؛ 2019.

وقالت في مقالها، إن الدعم الإنساني يعاني من نقص مزمن في التمويل؛ فحتى سبتمبر 2018، تلقت وكالة الأمم المتحدة للاجئين، ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين وشركاؤها، 31 في المائة فقط من الأموال التي يحتاجونها لتوفير المساعدة الأساسية لملايين اللاجئين والنازحين السوريين.

وأضافت أن هذه الحالة المؤلمة توجد في أماكن أخرى أيضًا؛ حيث تقل الحاجة إلى نصف الأموال الإنسانية المطلوبة في الغالبية العظمى من بلدان الصراع، مُحذرة "إذا لم يتم القيام بعمل أي شيء، فإن هذا الاتجاه للأعداد المتزايدة والموارد الشحيحة سيستمر، مع عواقب وخيمة، في عام 2019".

كما حذّرت جولي أيضًا من التدابير الفردية القاسية التي تتخذها بعض البلدان ضد اللاجئين، والتي تتعارض مع القيم والمسؤوليات، مؤكدة أن هذا لن يؤدي إلا إلى تأجيج المشكلة.

فبدلاً من ذلك؛ "يجب أن نخفض عدد النازحين في جميع أنحاء العالم عن طريق منع وحلّ النزاعات التي تدفعهم لمغادرة منازلهم، يجب أن نحشد الشعوب والدول للعمل معًا على أساس المصالح المشتركة والطموحات العالمية للأمن والكرامة والمساواة. هذا لا يجب أن يأتي على حساب سلامتنا ووضعنا الاقتصادي في الداخل، ولكنه شرط أساسي عند مواجهة مشاكل ذات أبعاد دولية"، على حد قولها.

الحقوق .. التمويل .. العمل

دعونا ننظر إلى الواقع؛ 85 في المائة من اللاجئين يعيشون في البلدان منخفضة أو متوسطة الدخل، معظم النازحين بسبب العنف الدائر في بلادهم يبقون داخل الحدود، فمن يتم إجبارهم على الخروج من منازلهم يضطرون إلى اللجوء لأقرب مكان ممكن؛ في الدول المجاورة، بحسب قولها.

وتؤكد أنجلينا في مقالها، أنه يتم إعادة توطين أقل من 1٪ من جميع اللاجئين، بما في ذلك في الدول الغربية، فالبلدان الفقيرة في العالم تتحمل العبء الأكبر من العبء، مضيفة "لا يمكننا أن نفترض أنهم سيستمرون في القيام بذلك بغض النظر عن السياسات في الدول الأكثر ثراء، إذا كان عدد اللاجئين ينمو، كما سيحدث في عام 2019، فإن التوتر سيؤدي إلى عدم التوازن هذا ما لم نقم بعمل أفضل لتقاسم المسؤولية".

الأمر الثاني الذي استعرضته، هو أنه بالرغم من سخاء دافعي المساعدات في الغرب، وقدرة اموالهم على إنقاذ عدد كبير من الأشخاص، إلا أن مليارات الدولارات من المساعدات الإنسانية المقدمة سنويًا لا تقترب من تلبية احتياجات 68 مليون شخص نازح قسرًا، حتى إذا كانت الأرقام تتزايد.

أما الأمر الثالث؛ فهو أن ثلث اللاجئين تحت ولاية المفوضية من خمسة بلدان فقط: سوريا وأفغانستان وجنوب السودان وميانمار والصومال، أي أن تحقيق السلام في أي دولة منهم من شأنه أن يهيئ ظروف العودة لهؤلاء اللاجئين إلى ديارهم، ويقلل من أعداد اللاجئين المُشتتين في جميع أنحاء العالم بالمليارات.

تحث الفنانة الأمريكية مواطني المجتمعات الديمقراطية على تشجيع السياسيين لحل جذور الأزمة.

وتقول: "لقد نجحنا من قبل في خفض الأرقام"، موضحة أنه عندما بدأت العمل مع المفوضية في عام 2001، كان عدد اللاجئين في جميع أنحاء العالم يقلّ، وكانت إحدى أولى مهامها هي مرافقة اللاجئين الكمبوديين العائدين إلى بلادهم.

وأشارت في مقالها إلى أن اللاجئ سواء كان رجل أو امرأة أو طفل، هو من أشد الفئات ضعفًا بعد أن أُجبر على ترك منازله والعيش دون حماية دولته، وفي كثير من الحالات بدون وسائل للبقاء على قيد الحياة، مضيفة "تختبر الحالة البشرية اعتقادنا بأن جميع البشر لديهم حقوق متساوية ويستحقون الحماية".

وختمت مقالها: "في عام 2019، لا ينبغي لنا أن نترك النقاش لأولئك الذين يستغلون القلق العام من أجل الحصول على امتيازات سياسية، نحن نجري الاختبار اليوم.. سيكون ردّنا هو مقياس إنسانيتنا".

فيديو قد يعجبك: