إعلان

"الإيكونوميست": تركيا لم تٌدر ظهرها للغرب بعد

06:22 م الجمعة 26 أغسطس 2016

أردوغان وبايدن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري: 

قالت مجلة "إيكونوميست" البريطانية إن تحذيرات أردوغان للغرب بإعادة توجه بلاده نحو روسيا ليست أكثر من تصريحات لم تصل إلى مرحة الفعل حتى الآن، مشيرة إلى أن حلف الناتو وأمريكا يمثلان قيمة كبيرة لتركيا التي بدأت عملياتها العسكرية الأخيرة في سوريا تحت غطاء الطائرات الأمريكية لأول مرة.

ولفتت المجلة في تقرير لها، اليوم الجمعة، إلى أن جو بايدن، نائب الرئيس الأمريكي، ذهب إلى تركيا في 24 أغسطس الجاري ليقدم اعتذاره إلى أردوغان بسبب الفشل الأمريكي في إظهار التضامن مع تركيا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، مشيرة إلى أن بايدن حاول إعادة تنظيم الأمور وقارن بين الانقلاب الفاشل وهجمات الحادي عشر من سبتمبر في أمريكا مبديًا ندمه على عدم المجيئ إلى تركيا مبكرًا لتقديم التعازي للضحايا.

وأوضحت المجلة أن أردوغان يبدوا في الصورة التي جمعته مع بايدن غير مكترث بوجوده وكأنه يجلس مع صديق قديم لا يبدو مهتمًا بوجوده إلى جواره،، مشيرة إلى أن أردوغان اشتكى من أن فتح الله كولن - المتهم بتدبير محاولة الانقلاب من قبل الحكومة التركية - مازال حرًا ويدير منظمة إرهابية على حد وصفه رغم وجود اتفاقية لتسليم المطلوبين بين الولايات المتحدة وتركيا.

وذكرت المجلة أن زيارة بايدن لأنقرة هي محاولة لإصلاح العلاقات بين البلدين التي تعرضت لأزمة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي يعتقد بعض الأتراك أن المخابرات الأمريكية كان لديها علم مسبق بحدوثها وزعمت بعض الصحف الحكومية التركية أن الجيش الأمريكي أو "السي آي إيه" كان يدير المؤامرة، بينما كشف استطلاع رأي أن غالبية الأتراك لديهم قناعة بأن أمريكا كان لها دور ما في محاولة الانقلاب الفاشلة.

ويحاول محللون سياسيون غربيون البحث في تفاصيل محاولة الانقلاب خاصة أن كولن مازال طليقًا في ولاية بنفسلفانيا الأمريكية بصورة تدعوا إلى التساؤل عن دور المدارس التي يديرها في تركيا هي المسؤولة عن محاولة الانقلاب بصورة مباشرة أم أنها مجموعات من داخل الجيش وإن كانت حكومة أردوغان تٌلقي باللوم المباشر على أتباع كولن.

وأوضح بايدن أن طلب الحكومة التركية بتسليم كولن يخضع للقوانيين الأمريكية وينتظر حكم من المحكمة استنادًا إلى مبدأ الفصل بين السلطات الذي يجب أن يتم احترامه لأن تطبيق القانون يتم بدون استثناءات، بينما قال جيمس جيفري، السفير الأمريكي السابق في أنقرة إنه يجب علينا أن نحترم الفصل بين السلطات وننتظر قرار المحكمة بتسليمه من عدمه.

ولفتت المجلة إلى السبب الثاني الذي زاد من الاحتكاك الذي تولد بين أنقرة وواشنطن هو خروج عدد من المسؤولين الأمريكيين بينهم وزير الخارجية جون كيري بتصريحات تنتقد الحملة الحكومية ضد الانقلابيين وتطالب تركيا باحترام حقوق الإنسان.

ومن جهتها واجهت تركيا انتقادات الغرب بغضب عبرت عنه تصريحات مسؤوليها بالتحول نحو روسيا التي كان رئيسها فلاديمير بوتين أول رئيس أجنبي يعلن دعم تركيا ضد محاولة الانقلاب وأول رئيس يزوره أردوغان بعد الانقلاب إضافة إلى تحول في السياسة التركية التي كانت تصر على الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد ليتم تجميد هذا الأمر بصورة مؤقتة على خلاف الرغبة الأمريكية.

ولفتت المجلة إلى روسيا ليست بديلاً لتركيا عن تحالفها مع الغرب لأن كلا الدولتين بينهما عداء تاريخي وخصمان استراتيجيان كلاهما يتنافس على السيطرة والنفوذ في منطقة القوقاز والشرق الأوسط والبحر الأسود.

وأضافت أن حلف الناتو يمثل قيمة كبيرة لتركيا وأن العملية التي بدأتها في سوريا تتم تحت غطاء من الطائرات الأمريكية لأول مرة، مشيرة إلى أنه رغم الخلاف بينها وبين الغرب عقب محاولة الانقلاب الفاشلة إلا أنها لم تدير ظهرها إلى أمريكا والغرب حتى الآن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان