إعلان

واشنطن بوست: علمانية تركيا في مهب الريح

07:58 م الخميس 21 يوليه 2016

العلمانيين فى تركيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - علاء المطيري:

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن المواطنيين العلمانيين في تركيا أصبحوا أكثر توترًا في ظل استمرار الفوضى في بلادهم، مشيرة إلى أن هذا الشعور أصبح أكثر قوة منذ محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد، مساء الجمعة الماضية، وما تلاها من عمليات تطهير أطلقها رجل تركيا القوي رجب طيب أردوغان.

وأضافت الصحيفة في تقرير لها يوم الأربعاء أن الأتراك العلمانيين يرون أنهم يواجهون وضعا مخيفا يٌهدد التقاليد العلمانية، ذلك الوضع يقوده أردوغان بعد فشل الانقلاب، ملفتة إلى تاريخ مؤلم من الانقلابات يسترجع الصغار من خلاله ذكرى مساوئ ابائهم.

ولفتت الصحيفة إلى قول يلديزي جيريجان، مهندسة معمارية، إنها تعارض ما يحدث خاصة تلك الحشود التي ينظمها إسلاميون في ظل الاضطرابات التي تشهدها البلاد التي تأسست على العلمانية وباتت منقسمة حول دور الإسلام في المجتمع التركي.

وتابعت "لا نعرف ماذا سيحدث بعد انتهاء الأحداث ما إذا كانت ديمقراطيتنا الهشة ستظل صامدة أم لا؟".

ولفتت الصحيفة إلى أن جيريجان هي مثال للعديد من الأتراك الذي يرغبون في وجود ديمقراطية قوية تعتمد على دولة المؤسسات وتكفل حقوق النساء والشباب ولا يحكمها ديكتاتور، لكنهم يواجهون اختيارين كلاهما لا يدعوا للتفاؤل هما الإسلاميون والعسكريون.

وضع مخيف وتاريخ مؤلم

"ماذا نستطيع أن نفعل في مثل هذا الوضع؟.. إنه وضع مخيف من كل جوانبه"، تقول جيريجان، مشيرة إلى أنها تواجه وضع محيرًا بسبب انتشار الفوضى والاضطرابات التي تشهدها بلادها منذ الجمعة الماضية، التي راح ضحيتها 232 شخصًا وشهدت مواجهات وإطلاق نار وتفجيرات أحدثت الكثير من الاضطرابات ولم ينجح الانقلاب في دولة لها تاريخ مؤلم من الانقلابات العسكرية.

وقالت "أتذكر عندما وصلت إلى سن النضج وكان والداي يخبراني عن مساوئ الانقلاب العسكري، وعن العديد من الأبرياء الذين يتم قتلهم أو إدخالهم السجون، ورغم أن ذلك مر عليه زمن بعيد إلا أن محاولة الانقلاب الأخيرة تجعلنا نتراجع".

ولكن، منذ الجمعة الماضية، كان رد السلطات على محاولة الانقلاب بشراسة تمثلت في ضبط أعداد غير عادية من الناس - عشرات الآلاف - من الجيش والشرطة والقضاء والمؤسسات الأخرى، العديد منهم وربما أغلبهم يعارضون محاولة الانقلاب، مشيرة إلى أن العديد من الناس لديهم تخوفات من أن تكون حملة التطهير التي أطلقها أردوغان وسيلة لإضعاف منافسيه بصورة تقود لاقتلاع التقاليد العلمانية للدولة.

ويقول بولاند أليريزا، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعالمية في تركيا "مازال الاستقطاب قائم في المجتمع التركي، إذ لم يكن الوضع أكثر من كونه استقطاب.. ومع ذلك فلا أحد يدعم محاولة الانقلاب تلك".

وأوضح "خلال سنوات، أغلق أردوغان منصات إعلامية، وعمل على إسكات معارضيه، وتعرض الطلاب العلمانيين لانذارات بسبب مقدمات التعليم الديني إضافة إلى التضييق على استخدام المشروبات الكحولية"، وبدا أن قدرة أحزاب المعارضة على إيقافه باتت ضعيفة، وكذلك الحال بالنسبة للاحتجاجات التي خرجت للمطالبة بالحد من سلطاته قبل 3 سنوات.

قائد مهذب

عندما جاء أردوغان إلى السلطة عام 2002 كان يبدو في صورة الرجل المهذب الذي يمتلك القدرة على ترويض الجيش ويمثل بداية مرحلة جديدة للحكم الديمقراطي، لكن الوضع أصبح مختلفًا في الوقت الحالي، تقول الصحيفة، مشيرة إلى أنه بعد 14 عامًا يريد أردوغان استبدال نظام الحكم البرلماني بنظام رئاسي يمنح الرئيس سلطات تنفيذية تجعله أقوى رجل في تركيا منذ عهد مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس الجمهورية التركية العلمانية.

وهذا المنظور يٌرعب، ميزوت دومان، 22 عامًا، الذي استرجع الحديث عن أتاتورك باعتباره قائدًا لم يكن دينيًا وكان ينظر إلى تركيا باعتبارها جزء من أوروبا أكثر من كونها جزء من الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة عن، نيزانتزاي، بائع في إسطنبول، قوله "كنت أرى لحظة سيطرة الجنود على جسر البسفور على صفحات فيسبوك وفكرت حينها بأن أردوغان سيجني ثمار كل هذا"، وبمجرد أن انكشفت محاولة الانقلاب فعل أردوغان ما توقعت.

ففي البداية توجه إلى مؤيديه الإسلاميين وبدأت المساجد تدعو للنزل والوقوف في وجه الجنود المتمردين، وبعد وقت قصير من محاولة الانقلاب وصف أردوغان ما جرى بأنه "هبة من الله"، واحتشد الناس في الشوارع وحتى المسلحون الإسلاميون احتشدوا في تلك الشوارع، وفقًا لسونار كاجباتي، خبير بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، الذي أوضح أن بعض المتشددين كان لهم علاقة بهجمات على جنود وأقليات دينية.

الصدمة

وتابع "كان هناك شعور بالصدمة والرهبة من حجم الحماسة التي ترى لأول مرة بهذه الصورة في شوارع تركيا"، مشيرًا إلى أنه قبل سنوات لم يكن من الممكن رؤية هذه النوعيات الجهادية في الأماكن العامة كما تم رؤيتها في الأيام التي تلت محاولة الانقلاب.

فهؤلاء المتشددون يمثلون انعكاسًا لسياسة تركيا في مساعدة المقاتلين المتشددين في سوريا الذين يضمون أشخاصًا بعضهم حديث العهد بالتدين.

وأضاف كاجباتي أن العديد من الهجمات الانتحارية التي شهدتها تركيا في السنوات الماضية كانت لها علاقة بتنظيم داعش، مشيرًا إلى أنها أحدثت أضرارًا بالاقتصاد التركي.

يقول ليفنت بيسكين، 27 عامًا، ناشط حقوقي في إسطنبول "لاحظت الإثنين الماضي مجموعة من المتشددين في ساحة تقسيم بإسطنبول يقومون بمضايقة فتاة بسبب ملابسها الضيق"ة، مشيرًا إلى أن محاولة الانقلاب الفاشلة ربما منحت المتشددين مزيدًا من الحرية لعرض معتقداتهم.

وتابع "أنا فتى أحب الديمقراطية وحرية التعبير، وبالطبع، أنا أخشى من هؤلاء الإسلاميين".

"الوضع في مجمله يثير القلق"، قال بيكسن.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان