إعلان

صحف ألمانية: مصر تسير نحو أصعب صيف منذ عقود

12:06 م الثلاثاء 12 مارس 2013

مصر - دويتشه فيله:
 
جلبت أحداث العنف السائدة في بعض المحافظات المصرية اهتمام جل تعليقات الصحف الألمانية هذا الأسبوع، وأعتبر بعضها أن العنف السائد، في بورسعيد مثلا، يدل على أن الاستقرار الذي يحن له المواطن المصري، لا يزال بعيد المنال.

إذا حذرت وزارة الداخلية المصرية من أنها ستتخذ "إجراءات حاسمة وحازمة" في ظل أحداث العنف المستمرة كإضرام النيران في بعض المنشآت العامة والخاصة، والتعدي على القوات المكلفة بتأمين بعض السفارات، فإن ذلك يدل على مدى حالة الاحتقان الشعبي في مصر.

وتفجر العنف مجددا بسبب أحكام بحق متهمين في "قضية مذبحة بورسعيد"، وهي المأساة التي شهدها ملعب هذه المدينة العام الماضي عقب مباراة كرة قدم بين فريقي المصري البورسعيدي والأهلي من القاهرة وأوقعت 74 قتيلا، يثير تساؤلات حول من تسبب حقيقة في تلك المأساة.
 
وفي خضم هذا الجدل أكدت صحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج أن الأجهزة الأمنية فشلت بشكل فاضح، وكتبت تقول: “تفجر العنف، في مجتمع كسَّر قبل عام فقط قيوده، قد لا يخضع دوما لمنطق سياسي، فهو يأتي أحيانا بشكل عفوي وغير عقلاني.
 
وبغض النظر عن جميع محاولات الكشف عن الحقيقة والشائعات الرائجة حول "قوى النظام القديم" ومجموعات مشاغبين مأجورة وشرطة متفرجة، فإن هناك أمرا ثابتا: وهو أن جهاز الأمن فشل فشلا ذريعا، فالشرطة غير متواجدة منذ شهور أو أنها تغض الطرف عما يحصل أمامها، فمباراة كرة القدم في بورسعيد كانت معروفة بأنها أنها مقابلة تقليدية لإثارة العنف، فمشجعو الفريقين معروفون بعنفهم.

وعلى هذا النحو يسهل على الجيش توظيف هذا العنف لمصلحته. ألم يطالب وزير الداخلية قبل مدة قصيرة بفرض حالة الطوارئ التي تم تخفيفها لتوه من أجل فرض الاستقرار؟ لكن لن تبقى الأوضاع هادئة لفترة طويلة بوضع المصريين بين خياري الفراغ الأمني أو قبول دولة البوليس".

صحيفة دير تاجسشبيجل كشفت في تعليقها عن الوضع الحرج الذي يمر به المجتمع المصري في هذه الفترة بسبب تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وفشل المؤسسات الحكومية في النهوض بالبلاد نحو مستقبل أفضل، وكتبت تقول:
 
"الرئيس محمد مرسي أصبح أخرسا، أكان ذلك أمام اشتعال النيران في كورنيش النيل، أو الانتفاضة الاجتماعية في بورسعيد التي كلفت أكثر من 50 قتيلا والاحتجاجات المتواصلة في العاصمة أو كارثة سقوط منطاد وعلى متنه 19 سائحا في الأقصر. أمام كل هذه الحوادث يصمت الرئيس المصري المنتخب الأول بصفة ديمقراطية.

ويكاد سائقو حافلات الركاب الصغيرة في القاهرة أن يفقدوا في الأثناء سبل التزود بالوقود، كما هو الحال بالنسبة إلى المزارعين الذين يتطلعون لشراء الديزل، وأصحاب المخابز الذين لا يجدون دقيقا والمصانع التي تفتقد لقطاع الغيار من الخارج.
 
كما أن النظام العام في مصر يعاني من نواقص كبيرة، إذ أن جهاز الشرطة يعمل بالكاد والنقص في العملة الأجنبية أصبح في وضع حرج قد يتسبب قريبا في انهيار الاقتصاد وسبل التموين.
 
مصر تسير نحو أصعب صيف منذ عقود من الزمن بقيادة رئيس مهووس بالسلطة ومرهَق، وحكومة لم تعد تعرف الاتجاه الصحيح.

كما أن المعارضة مصرة بصفة متشنجة على الإطاحة بمرسي وتبحث عن الصدام في الشارع. والرئيس المنحدر من جماعة الإخوان المسلمين يرفض هو الآخر قيادة السفينة المترنحة في اتجاه أكثر هدوءا  بتقديم تنازلات لمعارضيه السياسيين. وفي المقابل نجده يراهن على الوقت ويتمسك بالقيادة. في حين أن الأمة تنزلق بسبب ذلك أكثر فأكثر إلى الهاوية".
 
صحيفة دي تاجستسايتونج اعتبرت أن الاضطرابات المتواصلة في مصر تبرهن على أن البلاد ماتزال بعيدة بعد مرور سنتين على سقوط نظام مبارك عن الهدوء، كما أن الرئيس مرسي يبدو غير واثق من تأدية دوره كرئيس، وكتبت تقول:

"الفشل الذريع للإدارة والقضاء يقوي الشعور بخيبة الأمل لدى المواطنين الذين يعانون باستمرار من الفقر. وإذا احتفل المصريون في وقت سابق بتجريد السلطة المزعوم للجيش "كإنجاز كبير"، فإن أصواتا بدأت تتعالى معتبرة أن الجيش هو بالتحديد مصدر الإنقاذ.

وقد تم استدعاء الجيش لإعادة بسط النظام في مدن كبيرة، ولتأمين حركة الملاحة في قناة السويس، كما أن إعلان مرسي عن فرض حالة الطوارئ في بعض أجزاء البلاد يبدو دليلا إضافيا على أن الجيش يعود ببطء، لكن بصفة مؤكدة إلى تحمل مسؤولية قيادة السلطة التي تولاها دوما منذ ثورة عام 1952".

صحيفة زوددويتشه تسايتونج سلطت هي الأخرى الضوء على تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في مصر حيث تسود أعمال العنف والنهب بعض المدن، وكتبت تقول: “الرئيس مرسي عاجز، والجيش لا يرغب في التدخل من أجله كما هو الشأن بالنسبة إلى الشرطة، والبعض ينادي مجددا ببسط سلطة الجيش في البلاد.

الإسلاميون راهنوا على تنظيم انتخابات كانوا سيقتسمون نتائجها فيما بينهم في حال مقاطعة المعارضة لها. وقد لجأت محكمة إلى تأجيل موعدها. فطريق مصر نحو التحول لا يخلو من عقبات".

فيديو قد يعجبك: