إعلان

اليأس والصبر: حياة بين يديك

حسام زايد

اليأس والصبر: حياة بين يديك

حسام زايد
07:03 م الإثنين 28 يوليو 2025

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

تابعنا على

تمرّ بنا الحياة بمواقف وتجارب لا تُعد ولا تُحصى، منها ما يُسعدنا، ومنها ما يختبر صبرنا وقوتنا. وقد لخّص صلاح جاهين، الشاعر، والمفكر، ورسام الكاريكاتير، المعنى بكلمات بسيطة وعميقة حين قال:

"يأسك وصبرك بين ايديك وأنت حرّ، تيأس ما تيأس الحياة راح تُمــرّ."

ففي هذه الكلمات دعوة للتفكّر: الحياة مستمرة لا تتوقف، لكن كيف نعيشها؟ هذا هو قرارنا نحن.

والحقيقة أن بين الصبر واليأس.. رحلة الإنسان.. فالصبر واليأس وجهان لحالة نعيشها جميعًا. الصبر ليس سهلاً دائمًا، فكما قال الشاعر “أنا دُقت من دا ومن دا عجبي لقيـت، الصبر مر وبرضك اليـأس مـُــــــرّ."

نعم، كلاهما مُر، لكن الفرق بينهما كبير. الصبر فيه أمل وانتظار وتعلم، أما اليأس فهو نهاية الطريق، وإغلاق لباب الفرص حتى قبل أن تُطرق.

الصبر.. قوة وليست ضعفًا، وكثيرون يعتقدون أن الصبر نوع من السلبية أو الاستسلام، وهذا اعتقاد خاطئ. لان الصبر هو أن تُواصل رغم الألم، أن تنهض بعد كل سقوط، أن تؤمن بأن لكل ضيق مخرج، ولكل ظلام فجر. الصبر هو أن تعمل وتجتهد، بينما تُمسك بالأمل في قلبك.

والحرية الحقيقية.. لا تعني فقط أن تكون بلا قيود، بل أن تكون قادرًا على اختيار موقفك من الحياة. أن تختار أن ترى النور في وسط العتمة، أن تختار النهوض بدلًا من الاستسلام، أن تقول "سأحاول من جديد" حتى بعد الفشل. هذه هي الحرية التي تصنع الفرق.

وفى كل الأحوال الحياة ستستمر، سواءً كنت يائسًا أو صبورًا. لكن الفرق في كيف ستعيشها. من يختار الصبر، يسير بثبات حتى إن كانت الخطى بطيئة، وفي النهاية يصل. ومن يختار اليأس، يتوقف في منتصف الطريق، ويخسر حتى ما كان بين يديه.

في النهاية، الصبر ليس مجرد فضيلة، بل هو أسلوب حياة. والحرية ليست شعارًا، بل هي مفتاح لكل تغيير حقيقي.

فلنمنح أنفسنا فرصة، ولنُعطِ الأمل فسحة في قلوبنا. لنجعل من كل أزمة درسًا، ومن كل لحظة ضعف دافعًا لنكون أقوى.

ولنتذكر جميعا أن الصبر يُكسبك المعنى، والحرية تُعطيك القوة. وبينهما، تختار أنت شكل حياتك.

إعلان

إعلان