إعلان

حينما يتحرك المسؤول

د. سامي عبدالعزيز

حينما يتحرك المسؤول

د.سامي عبد العزيز
08:44 م السبت 14 أغسطس 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ما أجمل أن يكون الناس على دين ملوكهم في الخير والجدية والعمل المخلص.. فمن المؤكد أن جولات السيد الرئيس الميدانية للمتابعة والمناقشة في أدق التفاصيل تعطي وتؤكد الثقة بين القيادة وبين المواطنين، وتمثل نموذجًا لمفهوم المسؤولية.. أنا شخصيًا سعدت للغاية حينما نزل السيد الرئيس إلى طريق العلمين، وأبدى عدم رضاه عن عدد حارات هذا الطريق، ومستوى صيانته ورصفه.. فقد كنت في طريقي قبلها وأنا الذي أقود سيارتي، وبالفعل لم يكن الطريق على المستوى الذي ينبغي أن يكون عليه طريقًا دوليًا سريعًا.

وجاءت ملاحظات السيد الرئيس كملاحظاتِ مواطنٍ عادي.. من هنا لا بد وأن نشيد ونقدر التحركات الأخيرة للسيد اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية في مناطق العصافرة، ومن بعدها أمام مستشفى الشاطبي.. أعجبني شجاعة الرجل في اتخاذ قراراتٍ، وإزالةٍ للإشغالات، والمحاسبة العلنية للمسؤولين، وكذلك إقراره بعدم رضاه عن عدم وجود استراحة لمرافقي المرضى في مستشفى الشاطبي، وفى الوقت نفسه صراحته مع المواطنين بعدم صحة وجود 7 أو 8 مرافقين لمريض.. أن يقر المسؤول بالخلل ويتخذ إجراءاته الرسمية تزيد من تقبل المواطن للنصح والالتزام بالسلوكيات غير الصحيحة.. الأمر نفسه أقدره للوزير كامل الوزير، فهو لا يخشى في الحق لومة لائم سواء بإقراره بأخطاء العاملين في هيئة السكة الحديد أو في جرأته في التعامل مع المواطنين المعتدين على حرم الطريق بعشوائية، وبغير سند قانوني.. إنها صور إيجابية لمفهوم القيادة الجادة والمخلصة، ولكن يبقى السؤال إلى متى يظل المسؤول الأول هو فقط الذي يقوم بهذا السلوك الجاد والممارسة الفعلية؟.

فمن المؤكد لو أن كل وزير يتحرك قبل الرئيس، ولو أن كل محافظٍ يتحرك قبل الوزير، ولو أن رئيس الحي يتحرك قبل المحافظ، فإن النتائج الإيجابية سوف تزداد، ومعها تزداد وتتأكد ثقة المواطن في حكومته من ناحية، وإحساسه بالمسؤولية وإعادة النظر في سلوكياته من ناحية أخرى.. المسؤولية الجماعية أسرع الطرق للارتقاء بالأداء.. والحفاظ على إنجازات الوطن..

إعلان