متلازمة رامز جلال: (Ramez Galal Syndrome)

08:52 م الجمعة 15 مايو 2020

د. سامر يوسف

طبعًا واخدين بالكم يا جماعة إننا دلوقتي في عز موسم الإصابة بالمرض الموسمي اللي اسمه "متلازمة رامز جلال"، وأعراضه سهل جداً تشخصوها لو بصيتوا بهدوء على اللي حواليكم في البيت، وهتندهشوا لما تلاقوا كتير منهم مصابين بالحالة دي!!

إعلان

طيب إيه هي الأعراض يا دكتور؟؟

١- الستات معرضة للإصابة أكتر بكتير من الرجالة، والسن الشائع للإصابة من خمسين سنة فما فوق.

٢- انتظار موعد إذاعة حلقات رامز جلال من أول يوم لآخر يوم من رمضان على الفطار بإصرار وتحفز واشمئناط مضروبين كوكتيل في الخلاط.

٣- المصمصة المتكررة للشفايف ولوي الشفايف طوال الحلقات (بمتوسط مصمصة من ليمونتين لأربع ليمونات في الحلقة الواحدة).

٤- تكرار بعض جمل الكليشيه في كل يوم بطريقة لا شعورية، ودي أمثلة لبعض الجمل الشائعة:

إيه الهيافة دي (هو البرنامج هايف فعلاً وبيزداد هيافة كل سنة، والولد رامز نفسه عارف إننا عارفين إنه بيعمل برنامج هايف مش برنامج تثقيفي علمي عن الكوارك والكيمتريل وفيزياء الكوانتم يعني).

الواد رامز ده دايمًا بيستظرف وبيقل أدبه على الضيوف وصوته عالي ومزعج (هو ستايله كده وناجح بيه من سنين والضيوف بيقبلوها منه فمش هنبقى ملكيين أكتر من الملك).

إزاي بيقبلوا على نفسهم البهدلة دي؟! (وده سؤال مالوش لازمة أصلاً؛ لأن إجابته معروفة: المصاري يعني الفلوس الكتير، وبالأخضر الجبار كمان مش بالبلابل الكحيانة بتاعتنا).

وده بينقلنا على طول للسؤال المنطقي اللي بعده:

على كده بياخدوا كام دول؟؟

(طبعاً كل برغوت على قد دمه، لكن كله بيلهف مبلغ وقدره بأربعة و-ساعات- خمسة أصفار من الأخضر).

وده بينقلنا برضه للكليشيه المعتاد اللي بعده:

أنا لا يمكن أقبل إني أتهزق كده ولو إدوني ملايين (...... بدون تعليق، والكدب حرام على فكرة سواء في رمضان أو غيره).

طبعاً متفقين معاهم وواضح إنه كله تمثيل (وليكن، العقد غير المكتوب بين البرنامج والمتفرجين هو التسلية البحتة مش المصداقية لا سمح الله).

أنا مش هتفرج تاني على الهيافة دي (كداب يا خيشة، هتتفرجوا كل يوم وتعيدوا نفس الكليشيهات اللا إرادية دي).

٥- التركيز الشديد على محاولة إقامة الحُجة على البرنامج من حيث الاتفاق المسبق مع الضيوف، مع ابتسامة رضا عميقة عند الشعور بالنجاح في ذلك!! خدوا عندكم مثلاً:

مش واخدين بالكم إن كل الضيوف من الرجالة لابسين چينزات (هي بتتجمع كده)، والستات لابسين بنطلونات مش فساتين ولا چيبات، وكلهم بيبجوا بجزم كاوتش؟؟

(عادي على فكرة؛ لأنهم متفقون على الظهور في برنامج فيه بعض المسابقات الرياضية الخفيفة، زي ما كذا حد منهم جاوب لما سألوه).

ردود أفعالها (fake) جدًا ومعرفتش تمثل علينا إنها خايفة ومخضوضة بجد (طبعًا ده تعليق حريمي بحت، وبالذات لو الضيفة حلوة وسنيورة وكده).

٦- النظر إلى باقي الجالسين في الغرفة أمام التليفزيون فور انتهاء كل حلقة نظرة تأنيب عميقة، ومحاضرتهم عن خطأ تضييع وقت رمضان الثمين في الفرجة على الحاجات الهايفة دي (في دي بقى بالذات معاكِ حق يا حاجة).

٧- بعد انتهاء الحلقة بشوية ممكن تسمعوا الجملة دي: ما حد منكم يا ولاد يوريني على اليوتيوب لقطة وقوعها في حوض الميه في الآخر (أو لقطة الغوريللا مثلاً)، لحسن ماخدتش بالي منها كويس ودي اللقطة الوحيدة اللي بتضحكني.

٨- السؤال المتكرر بعد الانتهاء من تحضير الفطار كل كام يوم واقتراب موعد الإفطار: ما تعرفوش رامز هيجيب مين النهارده يا ولاد؟؟ (أمينة رزق ستايل).

٩- قيام بعض السادة المحامين والمستشارين الموقرين بتقديم شكاوى للنائب العام ووزارة الإعلام ومجلس الأمن بالأمم المتحدة ومركز قيادة المجرَّة للمطالبة بإيقاف عرض البرنامج بعد إذاعة من حلقتين لأربع حلقات يا دوب منه في بداية كل موسم، مع ملء الدنيا بتصريحات عن خطورة البرنامج ده على الذوق العام وأخلاق الشباب وثقب الأوزون والاحتباس الحراري والذي منه. وغني عن الذكر إن كل ده بيصفصف على مفيش في الآخر طبعاً، والحلقات بتكمل كل سنة بالتمام والكمال.

طيب إيه الحل يا دكتور؟؟

ولا أي حاجة ومفيش داعي للقلق، دي حالة منتشرة وغير مضرة وغير معدية، وهما بس الكام يوم بتوع شهر رمضان دول يعدوا والحالة هتخف لوحدها وتبقى زي الفل، وبعدين ترجع تظهر عليها الأعراض تاني في رمضان اللي بعده واللي بعده وهكذا دواليك.

محظورات مهمة على المخالطين:

فيه جملتين لا ينصح إنهم يتقالوا للمصابين بالحالة دي خالص، وإلا هتكون العواقب وخيمة:

١- أنا بقى بحب البرنامج ده والواد رامز ده دمه خفيف (دي ممكن يقام الحد على قائلها).

٢- ما الريموت جنبك يا ماما، اقلبي وهاتي مسلسل تاني/ طيب بتتفرجي عليه ليه ما تقومي يا ماما (دي بقى هتؤدي إلى نظرة تأنيب عنيفة، ولسان حال الأم يقول: لازم تكسفوني كده، أنا الظاهر معرفتش أربي).

والمنطق بيقول إن لازم هتكون فيه بعض الحلقات متفقين قبلها مع الضيف أو يقللوا جرعة الأكشن فيها حبتين، وبالذات لو كان الضيف كبير في السن أو مريض بالقلب مثلاً أو لو معروف عنه إنه عصبي أو لو كان نجم كبير وزعله مش كويس، أو لو الضيف قفش منهم في نص الحلقة وصالحوه وكملوها على خفيف بدل ما تبوظ خالص.

لكن طبعاً برضه هيكون فيه ضيوف جايين على عماهم، زي لعيبة الكورة والممثلين الشباب مثلاً لأن دول مفيش خوف منهم أو عليهم. وكلنا فاكرين إزاي شيكابالا دمر الحلقة بتاعته قبل كده لما حس إنهم بيشتغلوه واتعصب عليهم جامد لأنهم ماكانوش مفطمينه قبلها (أظن أنا كده أقمت الحجة على أصحاب نظرية المؤامرة والاتفاق المسبق مع الضيوف، أقولها مصحوبة بابتسامة رضا عميقة برضه.. هي جت عليا أنا يعني).

وفي الختام لازم كلنا نعترف إن أعلى نسبة مشاهدة في رمضان كل سنة بتكون لبرنامج رامز، وإنه من أكتر البرامج الرمضانية جماهيرية في مصر والدول العربية كمان، بدليل إنهم كل سنة بيخصصوا له أغلى وقت للعرض (Prime time) لضمان الإيرادات المرتفعة من الإعلانات. يعني الولد رامز ده لعيب وناجح وذكي جداً، والدليل إنه مش بيحاول يتغير ويقلل جرعة التهريج في برنامجه خوفاً من النقد رغم عنفه، وإلا كان البرنامج هيبقى ماسخ وشبه برامج تانية في اتجاه برامج الكاميرا الخفية والمقالب متابعتها وأهميتها محدودة.

ألا بالمناسبة.. ما تعرفوش رامز هيجيب مين النهارده يا ولاد؟!

إعلان