إعلان

الوزيرة هالة والعلاج المصري لكورونا

محمد حسن الألفي

الوزيرة هالة والعلاج المصري لكورونا

محمد حسن الألفي
09:00 م الثلاثاء 03 مارس 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

لا يصح الا الصحيح. والصحيح هو قول الحق وإن كرهت أحيانا؛ لأنك في موقف المعارض أو المختلف، أو لأن من فعل الأمر الصحيح كانت سوابقه أمورا معظمها خطأ أو خطيئة.

وفى ذلك لا بد من الاعتراف بأن ما ذهبنا إليه سابقا في حق وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد كان حقا في وقته، ولم يعد صحيحا الآن!

كنت وصفتها، في مقال سابق بالوزيرة المكروهة، واليوم يحق لها، ويجب عليّ أن أعود وأصفها بالوزيرة الشجاعة، والوزيرة المقاتلة.

وشجاعتها وقتالها في مواجهة عدو خفي غادر؛ خفي مثل الإرهابيين! وغادر مثل الخونة! لكنه من صنع الله ومشيئته.

هي، إذن، ذهبت إلى موطن انبعاث وانتشار الفيروس المدمر للرئتين والكليتين في بضعة أيام، وليس له من علاج معلن حتى اليوم.

بطبيعة الحال؛ فإن السفر كان بتكليف من رئيس الدولة، وكل الوزراء جنود وقت الحرب، ونحن في زمن نحارب فيه أفعال البشر وأفعال الحشرات والفيروسات، وكما يطيع الجنود، يطيع الوزراء.

المبادرة إلى دعم الصين (الاقتصاد الثاني في العالم والصديق التقليدي المحب لمصر) في وقت المحنة، وقت الضيق، وقت الوباء هو عمل من أعمال البصيرة الوطنية، يعكس تحضرَ مصر وقرارها الفدائي، بأن تكون دولة إنسانية، تمد يد العون والمؤازرة.

وكان لذلك كله أثره العميق لدى القيادة الصينية. شعب معزول، وحكومة في ألم عظيم، وأنت تطرق بابها بما لديك من عون، لا شك سيجعلها في وضع الممتن المثمن للمبادرة وللتضحية.

يتحدثون عن هدية حملتها الوزيرة هالة زايد، ويتكهنون بأنها علاج مصري فعال، ويتهكمون علي سفر الوزيرة وعلى العلاج المصري الفعال، بينما تتعرض مصر لحملة افتراءات كاذبة عن أعداد المصابين.

لم ينجح الإعلام في تبديد وتفنيد الحملة الإخوانية الإرهابية لإبعاد الناس عن السفر إلى مصر وضرب السياحة وتعطيل الاقتصاد، بقدر ما نجح مذيع متردد عقليا ومهنيا وإدراكيا في تحسين صورة مروج مخدرات وخمور يحمل اسم مطرقة أو جاكوش أو زرادية أو مفك!

وسواء حملت الوزيرة علاجا خصت به الصين، أم لم تحمل، فمن العيب حقا إطلاق الأكاذيب والنكات حولها وعليها، وترك الوزيرة وحيدة في مهمتها دون دعم شعبي ودون تعاطف، ودون تقدير.

إن أمر التكليف الذي تنفذه وزيرة الصحة يعني أن هناك إدراكا رسميا لدواعي السفر ولتبعات العودة، والدولة تعرف الإجراءات الاحترازية الواجبة، وما كان السفر إلا من أجل الشعب وصحته وسلامته.

ومن ذا الذي بوسعه أن يمنع الإصابة - لا قدر الله - عن الوزيرة مهما تحسبت. هذا أمر لا يمكن القطع فيه بالمنع.

هذا أمر مقدور أو غير مقدور. وينبغي علينا أن نقدّر لها ذلك وللقرار السياسي الآمر بوجوب السفر للتعلم ولنقل الخبرة الصينية.

هل تتخيلون مقدار القلق والتوتر الذي يأخذ الآن بأفراد أسرتها؟

هل اطلعتم على ما في نفسها من وساوس وأفكار ومخاوف، لا تستطيع بحكم منصبها أن تنبس بحرف واحد عما يعتمل في صدرها من توجسات؟

في الوقت ذاته، فإن ما يشاع عن علاج مصري فعال- وهو ما أتمناه كمواطن مصري- ليس أمرا مؤكدا؛ لأن تقديم العلاج للصين وحدها أولا لا يتفق مع العقلية المصرية، فالمنطق يقول بإعلانه عالميا وتقديمه للأشقاء العرب وللعالم، من ثم، فإن العقل يرفض هذا الادعاء، وإن كان يتمناه.

التحية واجبة للوزيرة... والدعاء لها بعودة آمنة بإذن الله.

إعلان